واشنطن: تجري الحكومة الأميركية تحقيقا حيال مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في سوريا، بحسب ما قال مسؤول لوكالة فرانس برس الثلاثاء، وسط تقارير عن غارة أميركية قرب إدلب أو في محيطها.

وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته، إن الوكالات تعمل على تأكيد ما إذا كان أبو خير المصري قد قتل، في ما سيشكل ضربة كبيرة ناجحة في إطار مكافحة الإرهاب. وكان المصري صهر الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ويعتقد أنه نائب الزعيم الحالي أيمن الظواهري.

هذا القيادي (59 عاما) الذي ولد في مصر، كان واحدا من أبرز الشخصيات في تنظيم القاعدة ذات النفوذ في عهد ما قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وفق مجموعة "صوفان" الخاصة للاستشارات الأمنية والاستخبارية.

وقالت المجموعة إنه "في منزل المصري في كابول، أفغانستان، أطلَع خالد شيخ محمد كبارَ قياديي القاعدة عن التخطيط لهجمات 11 سبتمبر 2001". ولفت محللون إلى أن تواجده في شمال غرب إدلب، يؤكد على أهمية سوريا في استراتيجية القاعدة.

وانضم المصري، المعروف أيضا باسم عبد الله محمد رجب عبدالرحمن، إلى جماعة الجهاد الإسلامي المصرية التي كان يقودها الظواهري في الثمانينيات قبل الاندماج مع بن لادن في التسعينيات. وتعتقد الاستخبارات الأميركية أن المصري متورط في تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا العام 1998.

وكان المصري اعتقل مع شخصيات أخرى من القاعدة عام 2003 في إيران، وبقوا فيها حتى العام 2015، عندما تمت مبادلتهم مع دبلوماسي إيراني كان اختطفه الفرع اليمني من التنظيم.

وقال تشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث مقره في واشنطن إنه إذا تأكد مقتله فستكون "أكبر ضربة لتنظيم القاعدة منذ القضاء على ناصر الوحيشي في اليمن في يونيو 2015". وكان الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

والمصري عضو "ملكي" بصفته عضوا في مجلس "الشورى" وهو هيئة القيادة المركزية قي تنظيم القاعدة بحسب ليستر، الذي اعتبر أن مقتله سيستدعي بشكل "شبه مؤكد" ردا جهاديا "في سوريا أو أي مكان آخر في العالم".