وزير الخارجية السعودي ونظيره العراقي

عادل الجبير (يسار) التقى خلال الزيارة مع نظيره السعودي إبراهيم الجعفري

ركزت الصحف العربية على زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المفاجئة للعراق وما عكسته من سيناريوهات محتملة لتقارب سعودي عراقي.

ورأى بعض الكتاب أن هذا التقارب "ضرورة استراتيجية إقليمية". وأشار البعض إلى أن الزيارة جاءت بعد "ضوء أخضر إيراني"، في إشارة إلى تغير في المزاج الإيراني تجاه المنطقة.

"صفحة جديدة"

يرى زهير فهد الحارثي في الرياض السعودية أن زيارة الجبير لبغداد تشكل انفراجة وتطورا إيجابيا كما أنها "تفتح صفحة جديدة بإعادة التقارب ما بين البلدين بعد فترة فتور وجفاء".

ويقول: "هناك من يرى أنها مبادرة سعودية خالصة، في حين أن البعض الآخر يراها دعوة عراقية/ إيرانية، وهذه قراءة من ضمن قراءات سياسية عديدة ليست بالضرورة صحيحة..ليس مهما البحث عن تلك الخلفيات والأسباب بقدر ما أن المهم هو كيفية الاستفادة من هكذا زيارة والبناء عليها لخدمة مصالح البلدين والشعبين".

وفي الجريدة نفسها، يشير محمد محفوظ إلى أن التقارب جاء من منظور أمني، قائلا: "لعل المنظور الأمني الذي تنظر المملكة من خلاله لكل ظواهر الإرهاب، هو أن من مصلحة كل الدول والحكومات التعاون والوقوف معا ضد هذه الظاهرة الخطيرة والمدمرة لكل أسس التعايش والاستقرار في كل دول المنطقة".

ويقول: "من المؤكد أن ظاهرة الإرهاب بكل مستوياته، من أخطر الظواهر التي تهدد الأمن والاستقرار السياسي في كل الدول والبلدان. وأن تعاون الدول وتنسيقها في محاربة الإرهاب هو أسلم لكلا الدولتين، وأسلم أمنيا وسياسيا لعموم المنطقة".

ويضيف: "تؤكد المعطيات السياسية أن تعاون العراق مع المملكة أمنيا وسياسيا، أحبط الكثير من العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف أمن العراق واستقراره.. وأن السكوت أمام الأعمال التي تستهدف أمن واستقرار العراق سيؤدي إلى تضخم العمليات الإرهابية التي تستهدف كل دول المنطقة".

ويتفق معه تركي الدخيل في الشرق الأوسط اللندنية، ويقول: "الهدف واضح ومباشر؛ الرغبة في إعادة العراق للحضن العربي، وبحث التنسيق مع العراق، للجم مارد الإرهاب وتطويقه، بخاصة وهو يمتد على مساحات شاسعة من العراق وسوريا".

وعلى نفس المنوال، يؤكد عبد الله الهدلق في الوطن الكويتية أن الزيارة تمثل "أملا وحلما وتطلعا يحول الواقع الأليم" وفرصة "لعودة العراق إلى حضنه العربي".

ويضيف الكاتب أن الزيارة تؤكد على أن المملكة العربية السعودية "تدعم وحدة واستقرار وعروبة العراق ، وأن المملكة تقف على مسافة واحدة من جميع المكونات والأطياف العراقية الوطنية العربية وغير الطائفية".

"ضوء أخضر إيراني"

ويعتبر عمار العامري الزيارة تراجعا في المشروع السعودي، ويقول في العالم العراقية: "السعودية؛ بعد التقدم الذي أحرزته القوات الأمنية العراقية في عمليات تحرير الموصل، وقرب نهاية التواجد الإرهابي فيه، وتشتت الصوت السني في العراق، وتدافع الدوائر الإقليمية السنية على دعم المشروع الموحد لأبناء السنة، لاسيما أنقرة والدوحة والرياض والقاهرة، سبقت بقية تلك الدول، لتقوم بدور الأب الجامع للسنة من خلال ترميم العلاقات الثنائية مع الحكومة العراقية تدخل من خلالها بالتقرب المحافظات الغربية".

أما مازن حماد فقد كتب في الوطن القطرية تحت عنوان "ما وراء زيارة الجبير لبغداد" قائلا: "لم تكن زيارة وزير خارجية السعودية عادل الجبير المفاجئة إلى بغداد لتتم، إلا بضوء أخضر إيراني، ذلك أنه لا يخفى على أحد مدى تغلغل طهران في مفاصل الدولة العراقية إلى حد تفضيل الكثيرين استخدام عبارة ̕احتلال̔ لتوصيف الوضع".

ويضيف: "الدليل على ذلك أن زيارة الجبير قوبلت بحفاوة نادرة ليس فقط لأنها الأولى التي يقوم بها وزير سعودي لبغداد منذ غزو العراق عام 2003، ولكن لأن مزاجا إقليميا ودوليا رافضاً للتوسع الإيراني أخذ يتشكل بسرعة. ويبدو من مسلك إيران السياسي وتلميحات منابرها ومواقعها الإعلامية، أنها بدأت تتقبل فكرة انحسار نفوذها، ومحو بصمتها عن خريطة الشرق الأوسط .. بل إنها باتت كما يظهر، مستعدة لأن تقلم أظافرها بنفسها حفاظا على ماء الوجه من جهة، وإقرارا بمدى خطورة النظرة الدولية لمشروعها الميليشيوي الذي يهدف إلى التمدد من خلال عسكرة الصراع".