يواصل أكاديميّون لبنانيّون الحديث عن تجربة إيلاف وتميّزها اليوم، وكيف أنها عززت التواصل بين أرجاء العالم العربي، بعدما أصبحت المواد فيها مصدر ثقة بالنسبة للكثير من الأبحاث العلميّة.

ريما زهار بيروت: في قراءة لتجربة إيلاف في 15 عامًا، هل ثمة تميّز فعلي اليوم بين موقع إلكتروني رديف لصحيفة ورقية وبين موقع إلكتروني بلا رديف؟

مع العلم بأن كثيرين يؤكدون أن إيلاف عزّزت التواصل المعلوماتي بين أرجاء العالم العربي، فما كانت إضافاتها في هذا الاطار؟

تجربة متميزة

الدكتور جوزيف مكرزل (عميد كلية الإعلام والتواصل في الجامعة الأنطونية) يرى في حديثه لـ "إيلاف" أنه "بالنتيجة ما يميّز صحيفة إلكترونية مع رديف ورقي هو الصدقية، وكذلك تاريخ الموقع والصحيفة، ولكن هذا لا يمنع وجود مواقع حديثة تعطي القارئ أو المشاهد ما يحتاجه، أكثر من المواقع الكلاسيكية أي التي لديها رديف ورقي، وأكيد سوف تتميز عن المواقع الكلاسيكية، ويعتبر مكرزل "أن المواقع التي لديها رديف ورقي تبقى أكثر صدقية، وهي تستعمل أكثر في الأبحاث العلمية والأكاديمية".

أما الدكتور جورج صدقة (عميد كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية) فيخالف الدكتور مكرزل الرأي ويؤكد لـ "إيلاف" أن "موقع إيلاف تجربة متميزة عن غيرها، الصحف الورقية التي تملك مواقع إلكترونية نلحظ أن مواقعها تبقى هجينة، بمعنى أنها مرتبطة بالورقيّة وتحاول التحرّر منها، والورق يشدّها إلى مكان ما، والرغبة بالتحرر يشدّها إلى مكان آخر، كما أن مشكلة الصحف الورقيّة تنعكس على مشكلة المواقع التابعة لها، وكأن تلك الأخيرة تحاول التعويض عن خسارة الورقية، بمضامين وعناوين ومحاولات جذب، لا تكون ناجحة دائمًا، وتؤثّر على تلك المواقع، بينما إيلاف تبقى متحرّرة من الركيزة الورقيّة، ولا تحمل خلفها تراثا ورقيا تحاول الدفاع عنه والتحرّر منه".

ويوافق الدكتور محمود طربيه (استاذ مساعد في الإعلام والصحافة، مستشار في التدريب الإعلامي وخبير في الإعلام الإستراتيجي) هذا الأمر، ويشير في حديثه لـ "إيلاف" إلى أن "الموقع الإلكتروني بلا رديف ورقي، كإيلاف، متحرّر أكثر في الأبواب، والأقسام، والمادة المقدمة، فمثلا في إيلاف هناك قسم جريدة الجرائد، ففي المواقع الأخرى لا نجد هذا القسم، أو مثلا صحافة التكنولوجيا، والموقع الإلكتروني الذي يتبع صحيفة ورقية يجد نفسه مضطرًا لنشر ما هو موجود في الورقية، بناء عليه، نجد أن الصحيفة الإلكترونية كإيلاف لديها متسع من الحرية أو المرونة لتقديم المعلومات التي ترتأيها، وهناك مروحة واسعة وأقسام واسعة المجال في إيلاف يمكنها أن تستوعب كمًا هائلاً من الأخبار والتحقيقات".

أما الأكاديمي الدكتور نزار أبو جودة فيقول لـ "إيلاف" إن موقع إيلاف يتميز بشموليته في هذا الخصوص وبطرحه مواضيع متنوعة، وفيه مهنية نعود إليها لأنها تبقى نسبيًا أكثر موضوعية، والآراء فيها مختلفة، وهذا يغني المضمون في إيلاف".

إضافات إيلاف

ويشير الدكتور طربيه إلى أن إضافات إيلاف في مجال التواصل المعلوماتي في الدول العربية أنها كانت الأولى، والمحتوى كان مجانيًا ولديه نوعية، وساهمت في نقل مادة إلى كل العرب من المغرب إلى المشرق، لكل الأطراف، وساهمت إلى حد ما في تقريب المسافات بين أرجاء الوطن العربي.

ويتساءل الدكتور مكرزل في هذا الخصوص "هل تحديد الدول العربية هي الدول الناطقة باللغة العربية؟، وهذا يختلف تمامًا عن مبدأ العالم العربي، وبالنسبة له يبقى العالم العربي هو القضية العربية، مع تواصل عرب وليس فقط حول القضية الفلسطينية لكن حول قضايا كثيرة، وهذا ما تقوم به إيلاف من خلال بلورة القضايا العربية في عالم عربي متحرك، وتحوّل إيلاف إلى ساحة عربية للتواصل قد يحقق المعجزة التي لم نتمكن من تحقيقها من خلال الاقتصاد أو السياسة العربية المشتركة".

أما الدكتور صدقة فيرى أن "أهمية إيلاف أنها شكّلت ملتقى للعالم العربي، الإعلام الورقي لم يكن يستطيع أن يحقق ذلك، لأنه لا يستطيع التنقل بسهولة بين الدول، كما أن المحطات الفضائيّة، التي تبقى عابرة للحدود العربيّة، لا تستطيع أن تتناول الأخبار كالصحيفة الورقية، فحجم الأخبار فيها محدود جدًا، بينما الصحيفة الإلكترونية لا حجم يحدّها، بالتالي، إيلاف استطاعت أن تخرق الحدود بكمية معالجات وأخبار كبيرة، واستطاعت أن تؤمّن مساحة التقاء مشتركة لنخب وقرّاء العالم العربي، بالمواضيع العربيّة المشتركة، وهي أمور لا تستطيع وسائل الإعلام الأخرى تأمينها".

الدكتور أبو جودة يعتبر أن "إضافات إيلاف كانت من خلال تعزيز العلاقات بين قرائها العرب أي تعزيز التفاعلية، وأصبح كل مفكر وصحافي وباحث يجد نفسه من خلال إيلاف ومن خلال قراءتها، وأصبحت إيلاف رمزًا ومعيارًا للصحف الإلكترونية، والجميع يعرفها وقد شكلت إيلاف قيمة مضافة في العالم الإلكتروني".