«إيلاف» من القاهرة: بدأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الخميس، زيارة رسمية&لمدة يومين الى مصر. وشهدت القاهرة اجراءات أمنية مشددة، وأغلقت بعض الشوارع التي يمر منها موكب ميركل.

ووصلت ميركل بعد ظهر الخميس الى القاهرة. وقال المتحدث باسم المستشارة الالمانية ستيفن سيبرت ان ميركل "ستبحث مع السيسي مجموعة من الموضوعات، من بينها التعاون الاقتصادي والفرص المتاحة للشركات الالمانية في مصر، وكذلك &الطريقة التي يمكن أن يساعد بها الاقتصاد الالماني في خلق فرص عمل وفرص تدريب للشباب المصري".

وتهدف الزيارة إلى مصر ثم تونس الحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين، إلى أوروبا عبر شمال أفريقيا، وسوف تناقش مع المسؤولين في مصر وتونس، مقترحًا ألمانيًا بإنشاء مراكز إيواء للاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، على أن يتولى الاتحاد الأوروبي توفير الدعم لها.

&وتلتقي خلال الزيارة&الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكانت قد شهدت القاهرة إجراءات أمنية مشددة، وانتشرت قوات الشرطة في الطرق والشوارع التي سيمر بها موكب ميركل. واضطرت بعض المدارس إلى الاعتذار لأولياء الأمور عن توصيل أبنائهم للمنازل في نهاية اليوم الدراسي بالأتوبيسات المدرسية، بسبب إغلاق بعض الشوارع، والزحام المروري. واضطر الأهالي بدورهم إلى تغييب أبنائهم عن الدراسة اليوم الخميس.

وتتضمن الزيارة مناقشة الملفات المشتركة بين مصر وألمانيا، ومنها الأزمة السورية، وأزمة اللاجئين والهجرة غير الشرعية من مصر ودول شمال أفريقيا، كما تشهد الزيارة توقيع اتفاقيات اقتصادية، وافتتاح مشروعات، كما تتضمن مناقشات حول منظمات المجتمع المدني الألمانية وملف جماعة الإخوان المسلمين.

وقال السفير الألماني بالقاهرة يوليوس جيورج لوي، إن ميركل ستجري خلالها مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حول العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي والسياسي والتطورات الجارية في مصر وألمانيا.

وأضاف لوي، في مؤتمر صحفي بمقر السفارة الألمانية بالقاهرة، إن الزيارة سوف تشهد افتتاح ثلاث محطات كهرباء في بني سويف والبرلس والعاصمة الإدارية الجديدة- عبر الفيديو كونفراس - تم تنفيذها من قبل شركة سيمنز الألمانية.

ولفت لوي إلى أن المباحثات بين السيسي وميركل سوف تستمر على مائدة عشاء تقام على شرف المستشارة الألمانية.

وأضاف بأن المباحثات سوف تتناول تطور العلاقات السياسية والاقتصادية التي شهدت طفرة وتطوراً في السنوات الأخيرة، وكذلك تطورات الأوضاع في أفريقيا والوضع في ليبيا، مشيرًا إلى أن مصر تلعب دورًا كبيرًا لوحدة ليبيا وجمع الفرقاء الليبيين على مائدة المفاوضات بجانب قضية الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب ووضع المؤسسات الألمانية العاملة والمجتمع المدني في مصر، الذي يحظى بأهمية كبيرة في ألمانيا.

وأوضح أن الفترة المقبلة سوف تشهد العديد من الزيارات، من بينها زيارة لوفد جمعية الصداقة الألمانية المصرية البرلمانية في مارس الجاري لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، بينما سيقوم وزير الزراعة الألماني بزيارة الى مصر في أبريل المقبل.

المؤسسات الألمانية في مصر

وردًا على سؤال حول المؤسسات الألمانية في مصر، قال لوي "إن هذا الموضع يشغلنا منذ فترة طويلة، وأن هذه المؤسسات لها تواجد منذ عقود طويلة وتعمل عملاً ممتازًا، ولكننا فوجئنا في عام 2011 بوجود ارتياب من عمل هذه المؤسسات".

وأضاف أننا بصدد إزالة كافة الشوائب والشكوك حول عمل هذه المؤسسات، حيث تم استجلاء الحقيقة خلال مناقشات طويلة مع الجانب المصري، مؤكدًا أن عودة عمل هذه المؤسسات سوف تؤدي إلى تطوير العلاقات بين البلدين وتحظى بأهمية للجانب الألماني في العلاقات مع مصر، والتي سوف تكون من نتائج زيارة ميركل للقاهرة.

وأوضح أن هذه المؤسسات لا تندرج تحت إطار منظمات المجتمع المدني، وأنها تحصل على تمويل من الميزانية الفيدرالية في ألمانيا، وتحت إشراف الحكومة الألمانية، ولكن هيكلها مستقل، وأن المؤسسات الألمانية تتعاون مع المجتمع المدني في مصر، والجانب الألماني يبحث إيجاد حلول لهذه المشكلة.

وأعلن أن "ألمانيا تقف مع مصر قلبًا وقالبًا في مواجهة الإرهاب"، وقال: نرفض تمامًا اللجوء إلى استخدام العنف في سبيل تحقيق أغراض سياسية.

وفي ما يخص دعوات تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، قال: "هناك متطلبات في القانون الألماني من أجل هذا التصنيف والحظر"، مشيرًا إلى أن "ظروف الحظر لا تنطبق في هذه الحالة على جماعة الإخوان وبالتالي لا نصنفها كجماعة إرهابية، وهذا الأمر ينطبق كذلك على دول الاتحاد الأوروبي".

وتابع: "نراجع دائمًا ونراقب مثل هذه المنظمات خصوصًا في ما يتعلق باعتماد العنف كوسيلة لتحقيق أهدافها، ونتحرى عنها من جانب السلطات المعنية ولا ننظر لدستور هذه المنظمات فقط، ونتدخل في حال أي مخالفة للدستور الألماني في هذا الصدد".

بينما قال السفير المصري في ألمانيا، بدر عبد العاطي، إن زيارة ميركل للقاهرة، "لها انعكاسات إيجابية على قطاع الاستثمار من خلال وفد اقتصادي رفيع المستوى مصاحب لميركل خلال زيارتها".

وأضاف عبد العاطي، في تصريحات له، أن ميركل مهدت لزيارتها الى مصر من خلال حديث للشعب الألماني، السبت الماضي، تحدثت من خلاله عن سبب زيارتها الى مصر وأهمية هذه الزيارة، ولفتت الى تعامل مصر مع قضية الأديان كمثال يحتذى به.

وأكد عبد العاطي، أهمية زيارة ميركل للقاهرة على قطاع السياحة كرسالة هامة للمواطن الألماني أن مصر آمنة ومستقرة، مشيرًا إلى أن قناة دويتشه فيله الألمانية، والتي وجهت انتقادات لزيارة ميركل الى مصر لا تعبر عن التيار الأساسي في الإعلام الألماني رغم حصولها على تمويل من الحكومة الفيدرالية.

واعتبرت ميركل في موقفها الأسبوعي الأخير، أنه "من دون استقرار سياسي في ليبيا، لن نكون قادرين على وقف المتاجرين بالبشر الذين يعملون انطلاقًا من ليبيا".

&

&