«إيلاف» من بيروت: انتهت جولات العنف في مخيم عين الحلوة في جزء منها على قرار جامع بتسليم المطلوبين من الجنسية اللبنانيّة المتوارين في مخيم عين الحلوة إلى السلطات اللبنانية الأمنيّة، وابرز هؤلاء المطلوبين هم شادي المولوي وفضل شاكر وجماعة أحمد الاسير المتوارين داخل المخيم لدى الإسلاميين والتنظيمات "الإرهابيّة" التي تتحصّن هناك.

فهل يتم تسليمهم الى السلطات اللبنانية؟ يؤكد الوزير والنائب السابق بشارة مرهج في حديثه لـ"إيلاف" أن هناك كما يبدو تنسيقًا بين الفلسطينيين ولبنان، حيث اكتشف الجانب الفلسطيني أنه لا بد من التنسيق الكامل مع الجيش اللبناني، لضبط أمن المخيم وتسليم المطلوبين الموجودين داخله، من هنا المخيم ليس ملاذًا لأي مطلوب من الدولة اللبنانية، لذلك الفلسطينيون سيجدون أنفسهم ملزمين بتطبيق هذا التفاهم ميدانيًا، وعدم حماية أي مطلوب من الدولة اللبنانية.

الإشكالات

وردًا على سؤال هل مع تسليم المطلوبين اللبنانيين تنتهي الإشكالات في مخيم عين الحلوة في صيدا،&يلفت مرهج إلى أن تسليم المطلوبين تبقى مسألة بديهية، وثانيًا مشاكل مخيم عين الحلوة ليست متأتية فقط من المطلوبين، لأنه يبقى جزءًا من المشكلة، والمشكلة الأكبر تبقى تأمين ظروف أفضل للعيش والعمل والطبابة للفلسطينيين داخل المخيم، بحيث يشعر أهل المخيم الذين زادت الأعباء عليهم بسبب الحرب في سوريا والهجرة إلى لبنان أنه ليس هناك من يهتم بهم اهتمامًا استثنائيًا، مع عدم توافر الإمكانيات، ما يوجب على السلطة الفلسطينية والفصائل كما على الدولة اللبنانية والأنروا والهيئات الدولية التعاون كلها لتحقيق متطلبات الفلسطينيين، لأن لبنان متروك لوحده، وكذلك الأمر بالنسبة إلى فلسطينيي المخيم.

ويلفت مرهج إلى أن مساعدات المجتمع الدولي في هذا الخصوص لا تثمر ولا تغني.

الالتزام

وردًا على سؤال إذا ما كان&سيلتزم الجانب الفلسطيني بما فيه كل الفصائل الفلسطينية من حركة حماس وغيرها في موضوع تسليم المطلوبين اللبنانيين، يجيب مرهج أن ما يظهر هو أن الفلسطينيين يتوقون إلى استعادة الحياة الطبيعية في مخيم عين الحلوة وهم بالإجماع لا يريدون أن يكون المخيم بؤرة للفساد والمشاكل أو ملاذًا لأي مطلوب، وحل هذا الأمر يجب أن يكون بين اللجنة الأمنية المنبثقة من الفصائل الفلسطينية وبين قيادة الجيش في جنوب لبنان، لكن المبدأ العام هو أن المخيم يبقى للفلسطينيين وليس للمطلوبين أو الخارجين عن القانون.

عباس والأزمة

ولدى سؤاله عن مدى مساهمة زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى لبنان في حل الأمور في مخيم عين الحلوة أو ربما في تأزيمها أكثر، &يرى مرهج أن السلطة الفلسطينية لديها نفوذها الكبير في مخيم عين الحلوة، وهي مع الفصائل الفلسطينية الأخرى تلعب دورها الذي يبقى ملزمًا للجميع.

عن الحديث بأن شرارة العنف والحرب في لبنان إنما ستنطلق من داخل المخيمات الفلسطينية يؤكد مرهج أن الشعب الفلسطيني يرفض أن يكون مصدرًا للمشاكل والتوتر في لبنان، ويريد أن يعيش بكرامة وأن يحافظ على حقوقه وأن يبقى متحفزًا للعودة إلى أراضيه، فالموقف السياسي اللبناني يبقى سليمًا بمعنى الحفاظ على حق الفلسطينيين بالعودة والتمسك بحقوق الفلسطينيين، لذلك لا سبب سياسي لرفض ذلك رغم بعض التقصيرات هنا وهناك وتبقى تقصيرات أيضًا على الشعب اللبناني في الوقت عينه.

والتوافق السياسي يمنع حدوث أي مشكلة على هذا الصعيد، والجانب الفلسطيني مع الجيش اللبناني قادران على استيعاب أي مشكلة تحدث وحصرها أيضًا.

&

&

&