وسط إجراءات أمنية مشددة، يعقد حزب الاستقلال المغربي في هذه الأثناء في لعاصمة الرباط، جلسة مغلقة لمجلسه الوطني (برلمان الحزب) للبت في قرار لجنة تأديبية حزبية القاضي بتوقيف كل من كريم غلاب وياسمينة بادو عضوي اللجنة التنفيذية للحزب، من مهامهما الحزبية، وذلك بعد يوم من صدور قرار المحكمة الإدارية في الرباط القاضي بإيقاف القرار الحزبي الصادر بحقهما.

إيلاف من الرباط: لم يسمح الحزب الذي يقوده حميد شباط، للصحافيين بحضور دورة المجلس الوطني، التي يرتقب أن تعرف نقاشا ساخنا بين المعسكر الداعم لشباط والتيار المعارض له، بعد الدوامة التي دخل فيها حزب الاستقلال منذ التصريحات المثيرة لأمينه العام حول الجارة الجنوبية للمغرب موريتانيا وحدودها.

بدا لافتا حضور نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والقيادي في "الاستقلال" لمقر الحزب، والذي أصبح اسمه يتردد بقوة لخلافة شباط، على رأس قياد حزب الاستقلال في المؤتمر المقبل المزمع تنظيمه في أواخر مارس الجاري.

كما حضر لمقر الحزب كل من ياسمينة بادو وكريم غلاب المعنيين بقرار التوقيف الذي اتخذته اللجنة الوطنية للتحكيم والتأديب، بإيعاز من شباط، في بداية فبراير الماضي، قبل أن يطعنا في القرار أمام القضاء، والذي أصدر حكما يقضي بإلغاء التوقيف.

وقالت بادو، في تصريح للصحافيين، عقب وصولها إلى مقر الحزب، إن حضورها للمجلس الوطني يأتي في إطار حقها في الدفاع عن نفسها والمطالبة بإلغاء قرار إيقافها. أضافت قائلة "نحن من قيادات الحزب المدافعين عن مصالحه، عكس ما يروّج عنا، وجئنا إلى المجلس الوطني للدفاع عن أنفسنا".

بدوره، قال كريم غلاب، في تصريح صحافي قبل دخوله مقر الحزب: "سنطلب استئناف قرار اللجنة التأديبية وندعو إلى إلغائه لأنه قرار مجحف"، مسجلًا أن القرار الصادر في حقه وحق بادو جاء "لأننا ندافع عن ثوابت الحزب وسمعته ضد بعض التصريحات التي تسيء إلى سمعته".

وعاينت "إيلاف المغرب" إلى جانب المنابر الإعلامية الحاضرة أمام مقر حزب الاستقلال حالة الفوضى التي شهدها الباب الرئيس لمقر الحزب، الذي يحتضن أشغال المجلس الوطني، حيث يقف عناصر أمن خاص ببنيات جسمانية قوية يتأكدون من بطاقات أعضاء المجلس الوطني للحزب قبل الدخول، الأمر الذي لم ينل إعجاب عدد من المناضلين الذين دخلوا في مشادات كلامية مع الحراس كادت ان تتطور إلى إشتباك بالأيادي، إذ يتهم عدد من المناضلين المرابطين في باب الحزب بعض الجهات بإنزال عدد من أتباعها للتحكم في المجلس الوطني للحزب وتوجيه قراراته.

كما حضر عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية، لحزب الاستقلال، من أبرزهم حمدي ولد الرشيد وعبد الصمد قيوح، اللذين عرفا عنهما دعمهما لشباط، لكنهما انقلبا عليه في اجتماع اللجنة التنفيذية في مدينة مراكش، ووجّها إليه انتقادات حادة بسبب الجبهات التي فتحها على الحزب، والمعارك التي يخوضها ضد كل الأطراف في الآونة الأخيرة. 

وكانت المحكمة الإدارية في الرباط العاصمة، قد قضت أمس الجمعة، بإيقاف تنفيد القرار الصادر من الامين العام لحزب الاستقلال عبر لجنة تحكيم وتأديب تابعة للحزب، والقاضي بتوقيف ياسمينة بادو وكريم غلاب وتوفيق حجيرة، أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب عن ممارسة مهامهم الحزبية لمدة 18 شهرا.

ويتوقع أن يتراجع المجلس الوطني لحزب الاستقلال عن قرار التوقيف، حسب ما أفادت مصادر حزبية لـ "ايلاف المغرب".