الموسيقى تبقى وحدها القادرة على نشر السلام… هي الرسالة التي بثها قائد الأوركسترا الشهير دانيال بارنبويم في نفوس من حضر ليلة السبت حفل افتتاح قاعة «بيير بوليه» في برلين.

إيلاف من برلين: أحيا عازف البيانو وقائد الأوركسترا دانيال بارنبويم، ليلة السبت، حفل افتتاح قاعة «بيير بوليه» الجديدة، والتي تحمل اسم الملحن والمايسترو الذي توفي في العام الماضي عن عمر تسعين عاماً. 

وكانت «إيلاف» الوسيلة الإعلامية العربية الوحيدة التي حضرت حفل الإفتتاح ليلة أمس، حيث عزف بارنبويم مقطوعتين موسيقيتين للمؤلف الراحل بوليه، بالإضافة الى مقطوعات موسيقية أخرى لشوبرت وموزارت والبان بيرغ والملحن المعاصر يورغ ودمان.

فتحت الأبواب أمام الضيوف ... وقت قليل يفصل عشاق الموسيقى الكلاسيكية عن حفل الافتتاح

حضر حفل الافتتاح، الذي استمر لثلاث ساعات، الرئيس الألماني يواخيم غاوك، الذي رأى في العلاقة الجيدة التي تربط بارنبويم بالعاصمة الألمانية، أحد أهم العناصر التي أنتجت بناء قاعة «بيير بوليه»، التي شيّدت بالقرب من مبنى دار الأوبرا الألمانية برلين. 

ويرى بارنبويم وهو أيضاً المدير الفني لدار الأوبرا الألمانية برلين، أن الفنون قدّمت فهماً للإنسانية يسمو على كل خطاب، وتبقى وحدها القادرة على خلق السلام. ويقول منظمو الحفل إن قاعة «بيير بوليه» تشكل مساحة للاستماع إلى الأعمال الكلاسيكية الشهيرة، وروائع موسيقى القرن العشرين، والموسيقى العصرية، وتشكل مصدر إلهام بالنسبة الى الجمهور والفنانين على حد سواء. 

إلى جانب قيادة الأوركسترا، عزف بارنبويم على البيانو ورافقته السوبرانو آنا بروهاسكا، وعازف البيانو كريم سعيد، وعازف الكمان مايكل بارنبويم، وعلى الفيولا (أو الكمان المتوسّط) يوليا دينيكا، وعلى التشيلو كيان سلطاني، وبالطبع فرقة بوليه الموسيقية «Boulez Ensemble». 

سفير الإمارات في برلين علي الأحمد أثناء الحفل مع سيدة نجت من الأفران النازية

 

بيضاوية حميمية

صمم قاعة «بيير بوليه» الموسيقية المهندس المعماري الأميركي فرانك جيهري، وخبير الفيزياء المعنية بخصائص الصوت، الياباني ياسوهيسا تويوتا، وتنازل كلاهما عن أتعابهما للمشروع. وكلّف إعدادها حوالى 21.4 مليون يورو (ما يعادل 22.7 مليون دولار أميركي)، بتمويل من الحكومة الألمانية، بالاضافة الى 13.7 مليون يورو جمعتها من القطاع الخاص والجهات الراعية والمتبرعين.

ولم يفوّت جيهري حضور حفل الافتتاح، فهو الذي وضع تصميمه ليترجم رؤية وتصور بوليه، الذي أراد للقاعة أن تكون بيضاوية الشكل، وتتسم بالحميمية بين العازفين والجمهور، فلا يفصل بين الحاضرين والمايسترو وفرقته أكثر من أربعة عشر متراً كحد أقصى.

لغة سلام

 إنها الليلة التي أبدع بارنبويم في الآداء

الموسيقى لغة السلام… سلام سفراؤه شباب من الشرق والغرب، تتلمذوا حتى الاحتراف في مشروع «أوركسترا الديوان الغربي الشرقي» الذي أسس قبل سبعة عشر عاماً، وتولدت عنه اوركسترا من الطراز العالمي.
ففي العام 1999، أسس بارنبويم وصديقه الأميركي الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد «أوركسترا الديوان الغربي الشرقي»، فنجح على مدى الأعوام الماضية بجمع موسيقيين عرب وأجانب من أنحاء المنطقة. وتتويجاً لهذا المشروع، افتتح في الثامن من شهر ديسمبر الماضي في برلين أكاديمية «بارنبويم - إدوارد سعيد». وتأمل الأكاديمية الجديدة في استقطاب مواهب شابة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم بأسره، لتقدم لهم فرصة دراسة الموسيقى الكلاسيكية على يد المايسترو نفسه، إضافة إلى مجموعة واسعة من كبار الموسيقيين والمُلحنين الآخرين. 

تحظى أكاديمية «بارنبويم - إدوارد سعيد» بدعم واسع من الحكومة الألمانية على نحو يشمل الرسوم الدراسية والإقامة، وتتخذ من المستودع القديم لأوبرا برلين مقراً لها، وتأمل في تعزيز قدرات متقدمين جدد لـ«أوركسترا الديوان الغربي الشرقي».

الحفل كاملا من خلال الرابط التالي عن تلفزيون أرتي:

http://concert.arte.tv/de/eroeffnungskonzert-pierre-boulez-saal-berlin

فرانك غيرهي ودانيال بارنبويم وتحية الختام