لا تزال ردود الفعل بين إيجابية وسلبية مستمرة في مؤسسات ودول أوروبية حول تقرير مثير للجدل أصدرته هيئة تابعة لوزارة الدفاع السويدية يتهم جماعة (الإخوان) المسلمين بعلاقات مع تنظيمات إسلامية متفرقة وبأنها تعمل على إنشاء ما وصف بالمجتمع الموازي في السويد.

إيلاف: يعتبر التقرير المسح الأول من نوعه حول جماعة الإخوان المسلمين في السويد، وجرت كتابته بتكليف من مؤسسة الطوارئ المدنية السويدية (MSB)، لكن التقرير أثار حفيظة عدد من العلماء المسلمين، الذين يقولون إن نتائج التقرير التي يظهرها تفتقد للمصداقية، لأنها ليست مبنية على حقائق علمية، على حد تعبيرهم.

في التقرير الذي أثار الجدل، يكشف الباحث السويدي المتخصص في شؤون الإرهاب، ماغنوس نوريل، أن العديد من المنظمات الإسلامية في السويد على صلة بجماعة الإخوان، وتحاول بناء مجتمعات موازية في السويد.

سبعينيات القرن الفائت
وتقول وسائل الإعلام السويدية إن الباحث نوريل تم تكليفه من قبل مكتب الطوارئ المدنية السويدي، التابع للحكومة السويدية، بدراسة حول المنظمات الإسلامية في السويد والإخوان المسلمين، وأعلنت النتيجة في أواخر فبراير الماضي بأن هذه الجماعة موجودة وتنشط في السويد منذ سبعينيات القرن الماضي.

يوضح واضعو التقرير أن جماعة الإخوان تعمل على زيادة عدد المسلمين الملتزمين في السويد، "الأمر الذي يشجّع على التوتر مع المجتمع العلماني، ويعرّض تماسك هذا المجتمع للخطر".

يضيف التقرير الذي هو الأول من نوعه إن تنظيم (الإخوان) يستهدف الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني الأخرى.

مجتمعات موازية
ويشير التقرير، المكون من 35 صفحة، إلى أن العديد من الجمعيات والمنظمات الإسلامية على علاقة بجماعة الإخوان المسلمين تعمل على بناء مجتمعات موازية داخل السويد، وبقيم تختلف عن قيم المجتمع السويدي وعاداته.

وذكر التقرير أربع جمعيات كبرى في السويد، قال إنها على صلة مباشرة بالإخوان، وأشهرها جمعية الإغاثة الإسلامية، وجمعية بن رشد التعليمية، وجمعية الشباب السويدي المسلم، والجمعية الإسلامية، التي تعد مقرًا للإخوان. وقال الباحث ماغنوس نوريل إن الإخوان المسلمين سيطروا على هذه الجمعيات بالكامل.

واتهم التقرير الجماعة بأنها تعمل على إنشاء مجتمعات موازية لا تخضع لقيم السويد وأعرافه وقوانينه. ولفت الخبراء الذين ساهموا في كتابة التقرير إلى أن الجماعة تسعى إلى اختراق النسيج التنظيمي للمنظومة السياسية السويدية من خلال اختراق الأحزاب السياسية.

واعتبر هؤلاء الخبراء أن مؤسسات الأمن باتت تعتبر أن هناك أخطارًا من المسّ بالبنى التحتية للنظام السياسي السويدي، الأمر الذي يستدعي المضي قدمًا في ورشة كبيرة لجمع المعلومات، والقيام بتحقيقات متقدمة لكشف الأساليب والأدوات التي يستخدمها الإخوان في أنشطتهم داخل السويد.

يتحدث التقرير عن أن جماعة الإخوان تحاول زيادة عدد المسلمين في السويد وتكثيف تواجدهم من خلال موجات "الهجرة من أفريقيا والشرق الأوسط، والتي من المرجّح أن تستمر في السنوات المقبلة من الأقارب واللاجئين".&

انتقادات
في المقابل وجّه 22 باحثًا انتقادات لماغنوس نوريل، قائلين إن دراسته تسمي أفرادًا ومؤسسات بدون ذكر أدلة، ولكنه عاد إلى الرد عليهم قائلًا إنه "لا يعرف ماذا كانوا يدخنون عندما قرأوا تقريره، وعليهم أن يعيدوا القراءة جيدًا".

ويتهم هؤلاء، كاتب التقرير بأنه "عنصري ويكره الإسلام"، وشككوا في منهجية التقرير الذي قدمه، رغم أن ماغنوس نوريل معروف بأنه من كبار الباحثين في السويد الذين يتمتعون بالمصداقية، لكونه من أبرز المتخصصين في شؤون الإرهاب.&

كما وجّه هؤلاء انتقادهم أيضًا إلى مؤسسة الطوارئ المدنية في السويد، قائلين إنه "لا ينبغي للسلطات السويدية أن تقبل تقريرًا مثل هذا يفتقر إلى المصداقية. التقرير مليء بالنواقص".

وقال الباحث في العلوم الدينية أمين بوليارفيك للتلفزيون السويدي: "لا يمكن اعتبار التقرير ذات مصداقية بأية حال من الأحوال. بل هو عمل دون المستوى المطلوب، يفتقر إلى المصادر التي تدعم ما يدّعي به مؤلفه، كما إنه لم يأخذ في الاعتبار الأبحاث المستفيضة المتاحة عن الإسلام والمسلمين في السويد".