«إيلاف» من لندن: اكد العبادي أن بلاده لن تتردد بضرب مواقع الارهاب في دول الجوار، مؤكدًا أنه سيعمل من أجل تحويل قضية المناطق المتنازع عليها مع الاكراد الى مناطق متفق عليها، فيما دعت منظمة عالمية الى ايقاف فوري للعمليات العسكرية في الموصل حتى تتكفل الامم المتحدة عمليًا بتوفير ممرات آمنة تقود الى ملاذات آمنة تتناسب والحجم المتوقع للنازحين.

واكد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أن العراق لن يتردد في ضرب مواقع الارهابيين في دول الجوار، مشددًا بالقول "وسنستمر في ضربهم"، في اشارة الى غارات عراقية داخل الاراضي السورية تم تنفيذها الاسبوع الماضي بالتنسيق مع السلطات هناك ضد خلايا لتنظيم داعش مسؤولة عن تفجيرات في بغداد ضد المدنيين. واضاف العبادي في كلمة له اليوم في ملتقى السليمانية (330 كم شمال بغداد) لإنهاء العنف بعد داعش، الذي تنظمه الجامعة الاميركية هناك، بمشاركة عدد كبير من الشخصيات السياسية العراقية والعربية والدولية، أن العالم وقف مع العراق في حربه ضد الارهاب وجميع الدول وجدت مصلحتها في دعمه.

تحويل الخلاف مع الاكراد الى اتفاق

واشار في كلمته التي نقلتها وكالات محلية من المدينة الكردية، وتابعتها «إيلاف»، الى انه يسعى الى تحويل المناطق المتنازع عليها الى مناطق متفق عليها يحميها ابناؤها . وقال إن عملية الموصل معركة مصيرية ووجودية للعراق .. مؤكدًا أنها أعادت الثقة المتبادلة بين القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية.

واشار الى ان "القوات العراقية والبيشمركة يقاتلون معاً في معركة الموصل للمرة الاولى، في حين كانت هنالك علاقة عدم ثقة بينهما، لكنهم الآن يأكلون معاً ويشربون معاً وينامون معاً، وهناك ثقة متبادلة ليس على مستوى القادة بل على صعيد القواعد ونحن أقرب الى التوحد، ويوجد تقدم عالٍ إلى الأمام. ورغم الصعاب نسعى الى إقامة مثل هذا العراق".

واضاف العبادي الذي اطلع خلال الساعات الاخيرة على تطور معارك تحرير مدينة الموصل من قبضة داعش، "رأيت أمس في الموصل مقاتلين ابطالاً من كل المحافظات والمكونات العراقية يحاربون ويضحون بأنفسهم ليس من أجل تحقيق مكسب شخصي لهم، وهم يتنافسون على التقدم ويعلمون خطورة ذلك".

وشدد على أن "معركة الموصل معركة مصيرية ووجودية ضد من يحاولون تغيير حضارتنا، والشراكة في الحكم وتقسيم المجتمع، ويسعون الى سلب حرية الفكر والتعايش، في حين أن شراستهم في ما بينهم أكثر من حدة صراعهم مع الآخرين، وعلينا أن نرد لهم الصاع صاعين في السلم عبر المصالحة المجتمعية"،&متابعاً: "يجب أن يعود المسيحيون الى مناطقهم ونحن فخورون بتنوعنا".

واكد بالقول: "أنا متفائل الآن بناء على معطيات الواقع على الأرض، في حين كان يقال قبل 7 أشهر إن الموصل انتهت ومن المستحيل تحريرها".. ودعا الى توحيد القوات الأمنية لا أن تكون هنالك قوات لكل حزب أو مذهب، بل يجب أن يرى الكردي قوة تضمن أمنه، وكذلك الآخرون.

واكد على ضرورة تحقيق مصالحة مجتمعية باعتبارها جزءاً من المصالحة الوطنية، مشيرًا الى ان الخلافات السياسية والاثنية والمذهبية سوف لن تؤدي الى النصر، وأن النصر لن يتحقق إلا بالوحدة.

العبادي يلقي كلمة في ملتقى السليمانية

كلفة تدمير حرب داعش 35 مليار دولار

واوضح العباي أن كلفة التدمير للبنى التحتية من قبل داعش بلغت 35 مليار دولار.. مبينًا أن هذه الكلفة لا تشمل التدمير الاجتماعي والعلاقات بين فئات المجتمع. &وقال إن "داعش لا يريد الحياة الكريمة للمواطنين، وادعوا زوراً وكذباً بأنهم يدافعون عن أهل السنة إلا أن حقيقة الأمر قتلوا من أهل السنة أكثر من أي فئة بالعراق".

وأضاف أن "تنظيم داعش دمر من البنى التحتية الشيء الكبير والكثير".. مبينًا أن "إحصائيات وزارة التخطيط والجهات المعنية اشارت الى أن كلفة التدمير لهذه البنى التحتية لغاية الصيف الماضي بلغت 35 مليار دولار".. مبينًا أن "هذه الكلفة لا تشمل التدمير الاجتماعي والعلاقات بين فئات المجتمع الإنساني من الجرحى والشهداء والنازحين والمهجرين ". ودعا الى دعم المصالحة المجتمعية وعودة المسيحيين والايزيدين الى مناطقهم.

العبادي وصل الى مدينة الموصل امس، حيث اطلع على سير المعارك هناك لتحريرها من قبضة تنظيم داعش، وعقد اجتماعات منفصلة مع القيادات الكردية شملت رئيس الاقليم مسعود بارزاني والامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني الرئيس العراقي السابق جلال طالباني وقيادة حركة التغيير، حيث تم بحث الاوضاع في اقليم كردستان خاصة والعراق عامة، وفي مقدمتها الحرب ضد الارهاب.

وكانت القوات العراقية اتمت في 24 يناير الماضي، وبإسناد جوي من التحالف الدولي، تحرير كامل الجانب الشرقي الايسر من الموصل، فيما استأنفت القوات حملتها العسكرية في 19 فبراير الماضي لاستعادة النصف الغربي الايمن من المدينة من قبضة تنظيم داعش، الذي احتلها في العاشر من يونيو عام 2014.

دعوة لوقف معارك الموصل لتوفير ممرات آمنة للنازحين

دعت الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي الى ايقاف فوري للعمليات العسكرية في الموصل حتى تتكفل الامم المتحدة عمليًا بتوفير ممرات آمنة تقود الى ملاذات آمنة تتناسب والحجم المتوقع للنازحين.

وقالت الحملة التي تضم شخصيات عراقية وعربية في بيان صحافي اليوم، تسلمت «إيلاف» نسخة منه، إن الجميع&على إطلاع بحجم الكارثة الإنسانية المفجعة التي يتعرض لها المدنيون في الموصل على نطاق واسع&جراء العمليات العسكرية في الجانب الأيمن من المدينة، والتي بات واضحًا الآن أن القائمين عليها سواء من جانب التحالف الدولي أو الحكومة العراقية لم يراعوا القوانين الدولية ذات الصلة بحماية المدنيين زمن الحرب، رغم التطمينات التي تصدر من جانب الحكومة العراقية، والتي ثبت أنها لاتعبر عن واقع الحال المؤلم أبدًا.

واشارت الى انه من المتوقع في ظل تواصل المعارك الراهنة على نفس الوتيرة أن تتعاظم المأساة، وعندها ستفقد العمليات العسكرية مغزاها وغرضها حتى لو تكللت بالظفر، وسيكون حالها كحال الطبيب الذي نجح في عمليته الجراحية لكن المريض مات. وخاطبت المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الملوك والرؤساء العرب والمسلمين وجميع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان تطالبهم باسم ونيابة عن&مئات الآلاف من السكان المحاصرين، والذين باتوا بين مطرقة التحالف الدولي وسندان داعش بالتدخل من أجل الايقاف الفوري للعمليات العسكرية حتى تتكفل الامم المتحدة عمليًا بتوفير ممرات آمنة تقود الى ملاذات آمنة تتناسب والحجم المتوقع للنازحين عملاً بإتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، والتي تلزم الأطراف المتصارعة بحماية المدنيين العزل من السلاح.

ومن جهته، طالب رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري المنظمات الاغاثية الدولية والمحلية الى&تدارك الازمة المتزايدة التي يعاني منها النازحون جراء العمليات العسكرية، والتي تفوق قدرة العراق.

واشارالجبوري الى انه يتابع المعلومات المتواترة من الموصل عن معاناة العوائل الفارة من الاشتباكات، التي تخوضها قواتنا العراقية مع ارهابيي داعش لتحرير المدينة. وطالب في تصريح صحافي الاربعاء تسلمت «إيلاف» نصه، مؤسسات الدولة التنفيذية المعنية بشؤون النازحين أن تعيد النظر في إجراءاتها المتخذة لمواجهة الازمة، التي تؤشر قصورًا واضحًا في أدائها خلال الايام الماضية.

ودعا الدول الصديقة للعراق والمنظمات الاغاثية الدولية والمحلية لتدارك الازمة المتزايدة، التي يعاني منها النازحون جراء العمليات العسكرية، والتي تفوق قدرة العراق في الوقت الحاضر بسبب الازمة الاقتصادية والظروف الاستثنائية التي يمر بها.

&&وثمن رئيس مجلس النواب ما تقوم به القوات الامنية من اغاثة الناس وتقديم الطعام والشراب وتسهيل خروجهم من المدينة، اضافة الى مهامهم القتالية التي يسطرون فيها ملاحم بطولية مشرفة، داعيًا اياهم الى مزيد من الحرص على ارواح المواطنين وممتلكاتهم.

وكان الجبوري وجه خلال جلسة البرلمان امس اللجان البرلمانية بتخصيص فقرة في جلسة يوم غد الخميس المقبل، لاستضافة الوزراء والمسؤولين المعنيين بملف اغاثة النازحين لمناقشة هذه الازمة الحالية.

وامس، حذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين من أن استمرار عمليات النزوح من مدينة الموصل العراقية الشمالية يضعها امام تحديات خطيرة، مؤكدة أن تزايد أعداد الوافدين قد ادى إلى امتلاء المخيمات الواقعة شرق الموصل سريعاً بكامل طاقتها، أما المخيمات الواقعة جنوب الموصل فهي ممتلئة، ويتم حالياً إيواء أكثر من 206.000 نازح من المدينة في 21 مخيماً.

&&

&