بريفان: دعا رئيس ارمينيا سيرج سركيسيان الذي يقوم بزيارة الى باريس الاربعاء، الاسرة الدولية الى تعزيز الضغط على اذربيجان لتجنب حرب مفتوحة في منطقة ناغورني قره باغ الانفصالية المتنازع عليها بين البلدين.

وقال سركيسيان في مقابلة مع وكالة فرانس برس قبل توجهه الى فرنسا ان "التهديد بحرب جديدة قائم وسيستمر الى ان تدرك اذربيجان انه ليس هناك حل عسكري للنزاع".

وعادت المخاوف من حرب جديدة بين ارمينيا واذربيجان بعد مقتل 110 اشخاص على الاقل من مدنيين وعسكريين، في معارك في نيسان/ابريل 2016. ووقع وقف لاطلاق النار بين الطرفين المتنازعين في موسكو لكن معارك متقطعة مستمرة على طول الخط الفاصل.

ويتهم رئيس الدولة الارميني الذي سيجري محادثات مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند ويتناول معه العشاء في قصر الاليزيه، نظيره الاذربيجاني الهام علييف بمنع أي تقدم دبلوماسي عبر التهديد باستئناف المعارك في اي وقت.

وقال سركيسيان "انه يقول ان اذربيجان لن تشن حربا اذا نفذت ارمينيا التزاماتها. قلت ان هذا ابتزاز وليس بحثا عن تسوية".

ويدعو سركيسيان باريس وموسكو وواشنطن التي تشارك في رئاسة مجموعة مينسك في منظمة الامن والتعاون في اوروبا، المكلفة ايجاد حل للنزاع الى ان "تظهر ما هو الثمن الذي سيكون على أي طرف دفعه اذا بدأ هجوما".

واضاف "هذا سيدعوه الى التفكير"، في اشارة الى رئيس اذربيجان.

جار لا يمكن التكهن بتصرفاته

تتنازع باكو ويريفان منذ عقدين السيادة على هذه المنطقة ذات الاغلبية الارمنية لكن الاسرة الدولية تعترف بها كارض تابعة لاذربيجان. وفي بداية تسعينات القرن الماضي، اسفرت حرب عن سقوط ثلاثين الف قتيل الى ان وقع اتفاق لوقف اطلاق النار في 1994.

لكن لم تتم تسوية النزاع بينما هددت اذربيجان الغنية بالنفط وتتجاوز ميزانيتها الدفاعية كل ميزانية جارتها ارمينيا، مرات عدة باستعادة السيطرة على ناغورني قره باغ. وحذرت يريفان من جهتها من انها سترد على اي هجوم عسكري من قبل باكو.

وقال سيرج سركيسيان محذرا ان "الرأي السائد في ارمينيا هو أن استئناف القتال هو مسألة وقت -- ربما اشهر او اسابيع -- وقائد الجيش ووزارة الدفاع يجب ان يكونا مستعدين لاندلاع حرب غدا".

واضاف "لا اعتقد ان حربا جديدة تشكل تهديدا فوريا لكن علينا ان نكون مستعدين لكل شىء عندما نتعامل مع جار لا يمكن التكهن بتصرفاته".

قوى اقليمية 

يمكن ان تؤدي حرب جديدة الى مواجهة بالوكالة بين القوتين الاقليميتين الكبريين في المنطقة روسيا وتركيا اذ ان القوقاز يشكل ساحة تاريخية للمنافسة الجيوسياسية بينهما.

وروسيا قريبة من البلدين وتمدهما بالسلاح لكنها أبرمت حلفا دفاعيا مع يريفان.

وتدعم تركيا من جهتها اذربيجان الناطقة بالتركية واغلقت في 1993 حدودها مع ارمينيا في أوج الحرب في ناغورني قره باغ.

من جهة اخرى، تشعر السلطات التركية بالغضب من الحملة التي قامت بها ارمينيا لاعتبار المجازر ضد الارمن في الامبراطورية العثمانية في 1915 و1916 ابادة.

واعترف سركيسيان بان "عملية التطبيع (مع تركيا) في طريق مسدود حاليا".

 وبعدما اكد ان الضغط الدولي وتوازن القوى العسكري بين باكو ويريفان سمحا حتى الآن بتجنب تحول النزاع الى حرب، يشعر الرئيس الارميني بالقلق من بيع روسيا لاذربيجان اسلحة حديثة متطورة.

وقال الرئيس الارميني "شعرنا بالاستياء لان روسيا شريكة استراتيجية".