بيروت: خلال 15 عامًا سعت إيلاف دائمًا، متنًا ومبنى، إلى أن تكون مرجعًا معلوماتيًا خبريًا موثوقًا، هل نجحت في سعيها بعد 15 عامًا من الحضور الالكتروني؟ كما وصفت إيلاف أيضًا بـ"مشروع تنويري عربي"، ماذا يعني اليوم أن تكون صحيفة إلكترونية مشروعًا تنويريًا؟ وما تقويم 15 عامًا من تنوير إيلاف في عالم يغزوه التطرّف اليوم؟

يعتبر محمود طربيه (استاذ مساعد في الإعلام والصحافة، مستشار في التدريب الإعلامي وخبير في الإعلام الإستراتيجي) في حديثه لـ "إيلاف" أن الموقع نجح لأن المؤسس، الناشر عثمان العمير، هو إعلامي سبق أن عمل في الصحافة الورقيّة، وكرئيس تحرير، وكانت له مساهمات من حيث المواد التحريريّة، التي وصلت إلى جمهور القراء.

ويضيف: "نجحت لأن هناك مواد كثيرة مؤرشفة في إيلاف أصبحت بمتناول الجميع، وبمجرد الدخول إلى موقع "غوغل" اليوم، ووضع البحث عن معلومات، نجد أن إيلاف في قائمة المواقع العشرة الأولى، وأكثر من ذلك هناك طلاب نشرف على رسائلهم في الماجستير، وجدنا أن إيلاف كانت مرجعًا في هذا الخصوص من حيث المقابلات مع الأكاديميين، هناك مادة صحافية متعوب عليها من قبل المحررين في إيلاف، ولها قيمة ونوعية، يمكن أن يستخدمها الباحث الأكاديمي في بحثه العلمي".

صدقيّة ومرجع

"إيلاف لديها صدقيّة وتشكل مرجعًا"، يقول عميد كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية جورج صدقة، ويضيف:" ولكن لست بموقع أن أقول إنها أرتكبت أخطاء خلال فترة 15 عامًا، أم لم ترتكب أخطاء، لأن الأمر يحتاج إلى أجهزة رصد، أو من يتابعها يوميًا، لأن متابعتي لها تبقى كمثقف، ولا أملك القدرة للحكم عليها من هذه الناحية".

بدوره يعتبر جوزيف مكرزل (عميد كلية الإعلام والتواصل في الجامعة الأنطونية) أن "الموقع الذي لا يزال صامدًا خلال 15 عامًا، لسنا نحن من يعطيه شهادة تقدير، فمجرد استمراره طوال تلك السنوات هو الشهادة التي يمكن أن يعتز بها، واستمرار إيلاف هو الشهادة على تميّزها، وعلى استمرار القراء في التواصل من خلالها ومعها، ونأمل أن يكون هناك مواقع أكثر شبيهة بإيلاف، يمكن أن تجمع العالم حولها، وتكون مواقع صادقة كإيلاف".

أما الدكتور نزار أبو جودة فيؤكد لـ"إيلاف" أن "إيلاف نجحت إلى حد كبير في أن تصبح مصدرًا معلوماتيًا موثوقًا، أثبتت نفسها في عالم الصحافة الإلكترونية ولا تزال مستمرة في إثبات وجودها، وتتصدر قائمة الصحف الإلكترونية".

مشروع تنويري عربي

ويعتبر أبو جودة أن التنوير في الإعلام "يبقى ثقافيًا بالدرجة الأولى، من خلال نشر المعلومات التي تفيدنا في حياتنا السياسيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة، في كل دول العالم العربي، ونجحت إيلاف برأيه في التنوير ونشر العلم والثقافة المعرفة في زمن التطرّف، فالتنوير هو تنوير الآخر والسعي كي يتعلم أكثر، وهنا كان دور إيلاف أساسيًا في هذا المجال".

أما صدقة، فيشهد لإيلاف مواضيعها المتنوعّة والمتعدّدة الآراء، وهذا لا نشهده في إعلام العالم العربي الذي يبقى مؤدلجًا أو مسيسًا، أو أعلام باتجاه ما، لكن إيلاف كان لديها الناحية النقدية لتقييّم الأمور، ولديها تعدّد في الآراء والمواقف، وبالتالي تسمح لكل الآراء أن تعبّر عنها كما لديها نظرة نقدية للعالم العربي وهي إضافة على صعيد الغنى فيه.

تقبّل الرأي الآخر

"أن تكون إيلاف مشروعًا تنويريًا، يعني أن تكون خارج التفكير الموجّه والضيّق والمحدود"، يقول طربيه و"أن تقبل الرأي الآخر، وتعرض لكل وجهات النظر، وتكون جسر عبور بين مختلف الدول العربية والشباب العربي، ويضيف:"نعوّل على خبرة المؤسس الأستاذ عثمان العمير كونه يأتي بتجربة صحافية عابرة للحدود، ويقاوم كل أنواع الفكر الظلامي والمتطرّف والمتحجر".

نحتاج إلى تنوير كبير كعرب، يقول مكرزل، "وهذا ما تقوم به إيلاف، لأننا لا نملك ثقافة متطوّرة في بلداننا العربية، وتبقى دون المستوى المرجو كي نبقى كعرب موجودين على الخارطة الدولية بالنسبة للمعلومات أو الأبحاث العلمية، أو حتى في المجال السياسي، نحتاج إلى الكثير من التنوير، فإيلاف كونها موقعًا تنويريًا للعالم العربي في زمن التطرّف تقوم برفع مستوى كل العرب وتؤدي إلى رقيه، وفي موضوع الأبحاث والتواصل، يبقى أن العرب كانوا السباقين في هذا المجال، وقد تراجعنا كثيرًا في هذا الخصوص، وعلينا أن نستعيد دورنا الرائد، من خلال التنوير، والتواصل في ما بعضنا، من خلال رفض العزل والسعي الى التضامن".