بروكسل: بعد عام من اعتداءات بروكسل، يؤكد وزير الداخلية البلجيكي يان هامبون في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان بلاده ما زالت تحت تهديد لكن طبيعة الخطر تغيرت اذ ان تنظيم الدولة الاسلامية اصبح "مصدر وحي" اكثر منه مدبرا للهجمات.

وبينما تجري الاستعدادات لاحياء ذكرى الهجمات التي ادت الى مقتل 32 شخصا وجرح مئات في 22 آذار/مارس 2016، قال وزير الداخلية البلجيكي ان "بلدنا اكثر امانا" مما كانت عند وقوع الاعتداءات التي نفذتها خلية جهادية ضربت باريس قبل اربعة اشهر على ذلك.

واضاف "ما زالت في الدرجة الثالثة من مستوى التهديد" الذي يتألف من اربع درجات، موضحا ان "هذا يعني اننا نبقى متنبهين لما يجري على ارضنا وفي العالم لان الارهاب لا يعرف حدودا".

واوضح هامبون احدى ابرز شخصيات الحزب القومي الفلمنكي "التحالف الفلمنكي الجديد" (يمين) ان "التهديد يتغير" واجتاز حتى الآن "ثلاث مراحل".

وتابع ان "المرحلة الاولى كانت هجمات اهدافها محددة بدقة: (الصحيفة الفرنسية الساخرة) شارلي ايبدو ومحل بيع الاطعمة اليهودية في باريس والمتحف اليهودي في بروكسل".

واشار الى ان "المرحلة الثانية هي عندما يرتكب مقاتلون من تنظيم الدولة الاسلامية اعتداءات هنا بهدف ايقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا".

لكن بما ان عدد الذين يتوجهون الى سوريا والعراق للقتال -- لم يسجل اي واحد في بلجيكا في 2015 بينما كان هذا البلد مصدرا للمقاتلين الذين يتوجهون الى المنطقة --، باتت عودتهم اصعب "لم يعد تنظيم الدولة الاسلامية يصدر اوامر" مباشرة بتنفيذ اعمال ارهابية، على حد قول هامبون.

- خوف من العائدين -

قال وزير الداخلية في حديثه عن المرحلة الثالثة ان تنظيم الدولة الاسلامية بات اليوم "مصدر وحي للذين يشاركون في الجهاد. هذا ما حدث في نيس وبرلين والقدس او الهجوم بساطور على شرطيتين في شارلوروا (جنوب بلجيكا)".

واوضح هامبون ان استخبارات دول عدة تخشى الآن بدء مرحلة جديدة مع عودة محتملة لجهاديين الى اوروبا.

ومع تراجع التنظيم الجهادي في معقليه السوري والعراقي، يتساءل وزير الداخلية "السؤال هو +هل سيطلب منهم القتال حتى آخر رجل" ام بالعكس "+ستتم دعوتهم الى العودة الى بلدانهم من اجل ضمان اقل قدر من الاضرار+؟.

واضاف "شهدنا عودة الاوائل منهم وان كان معظمهم من النساء والاطفال. لا اقول ان الامر لا ينطوي على خطورة لان النساء يمكن ان يكن مقاتلات. لكننا لم نر بعد اي اشارة الى نزوح كبير". وتابع "لكن يمكنني ان اؤكد ان كل جهاز استخبارات في كل بلد يعمل على هذا الامر".

اما مصدر القلق الآخر فهو نمو التيار السلفي والوهابي السعودي.

وقال هامبون معبرا عن قلقه "في الماضي كان هناك تمييز واضح بين السلفية السياسية والسلفية الدينية والسلفية العنيفة، لكن هذه الفروق باتت اكثر غموضا وهذا تطور خطير".

- "حرية مبالغ فيها" -

لكن الوزير البلجيكي حرص على التمييز بين "اعمال السعودية" التي رفضت عبر سفارتها في بروكسل الاتهامات بدعم الارهاب في بلجيكا و"افراد يحملون الجنسية السعودية (...) ويقومون شخصيا باشياء".

واضاف انه في بلجيكا "يتم تحويل كراجات الى مساجد (...) والامر يجري الى حد كبير عن طريق الانترنت". وتابع "على مجتمعنا ان يقدم اقتراحات مضادة لاننا منحنا حرية مبالغا فيها لفترة طويلة للسلفيين ولتنظيم الدولة الاسلامية لاغراء شبان برسائل تبسيطية".

وقال "لمكافحة الارهاب علينا البدء يمهاجمة الاجرام الصغير"، موضحا ان "الشبان المتورطين بجرائم صغيرة يدخلون في وقت ما الى شكل اخطر من الاجرام".

وتابع "انهم يدخلون السجن وبعد ذلك؟ انهما الجيلان الثالث والرابع من المهاجرين، لم يحصلوا على شهادات جامعية ولديهم سجلات لدى القضاء. ما هو مستقبلهم؟".