«إيلاف» من القاهرة: في واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الرأي العام في مصر، تعرض نحو 18 طفلًا للتعذيب والاعتداء الجنسي في دار أيتام "إشراقة" التي تديرها أرملة رئيس الوزراء المصري الراحل عاطف عبيد.&

وتجري النيابة العامة في مصر تحقيقات موسعة في القضية، التي بدأت تفاصيلها أمس الأول، عندما نشرت صفحة "أطفال مفقودة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تدوينة قالت فيها إن الأطفال في دار "إشراقة لرعاية الأيتام" في مدينة الشيخ زايد في القاهرة، يتعرضون للاغتصاب، ويتم إجبارهم على ممارسة الشذوذ الجنسي، كما يتعرضون للضرب والحرق.

وكشفت الصفحة أن "الأطفال يعيشون من دون كهرباء و لا طعام و لا بطاطين تحميهم من برد الشتاء، ولو طلبوا مجرد الخبز الحاف يكون الرد "كلوا زلط من الأرض".

كما كشفت أيضًا عن تعرض الأطفال للتعذيب الوحشي، وقالت: "لم يكتف القائمون على هذه الدار بتجويع الأطفال، بل يتم ضربهم بعصا خشبية بها مسامير، كانت سبباً في جروح قطعية متفرقة علي أجسامهم النحيلة".

وقالت إن "بعض المشرفين على الدار، يعتدون على الأطفال جنسيًا، وصل الأمر إلى حد قطع جزء من العضو الذكري لأحد الأطفال"، مشيرة إلى أن "الأطفال أجبروا على ممارسة الشذوذ الجنسي مع بعضهم، ومن يعترض لا يحصل على الطعام، ويتم إلقاؤه في حمام السباحة من دون ملابس في البرد القارس أو الحرق بالنار". ولفتت إلى أن "الأطفال يعيشون أيضًا في ظلام دامس، بسبب انقطاع الكهرباء، لعدم دفع الدار فواتير الاستهلاك".

أطفال تعرضوا للإنتهاكات

&

إنقاذ الأطفال

وطالبت الصفحة بضرورة تدخل وزارة التضامن الاجتماعي، لإنقاذ الأطفال من التعذيب والاعتداءات الجنسية، والتجويع والحرمان من الحق في الحياة.

وحصلت "إيلاف" على صور تظهر تعرض الأطفال للضرب المبرح والكي بالنار في أنحاء متفرقة من أجسامهم.

كما حصلت على صورة من تقرير طبي يؤكد تعرض أحد الأطفال لانتهاكات جنسية، وحرق في عضوه الذكري، ويحتاج للعلاج لمدة شهرين.

وبعد أن تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المأساة على نطاق واسع، تحركت أجهزة وزارة التضامن الاجتماعي، ودهمت مقر الدار، وكشفت أنها تدار من قبل نجد محمد خميس، أرملة رئيس الوزراء المصري الراحل عاطف عبيد، الذي اتهم في قضايا فساد وصدرت بحقه أحكام بالسجن بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.

واستدعت وزارة التضامن الاجتماعي قوة من الشرطة، أثناء عملية المداهمة، وثبت تعرض الأطفال للتعذيب والضرب المبرح، والحرمان من الطعام والعيش في الظلام.&

طفل تعرض للضرب بقسوة

&

اعتداءات جنسية

وحسب التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة، فإن بعض الأطفال قالوا إنهم تعرضوا لاعتداءات جنسية أيضًا على أيدي بعض المشرفين في الدار.

كما كشفت التحقيقات الأولية أن مديرة الدار نجد خميس، لا تدفع فواتير استهلاك الكهرباء، ما عرض مقر الدار لقطع التيار عنها، ويعيش الأطفال في الظلام منذ عدة أشهر، كما أنها أهملت في متابعة الدار، وتركت الأمور للمشرفين، الذين مارسوا الضرب والتعذيب والاعتداءات الجنسية بحق أطفال أيتام لا تتجاوز أعمارهم 11 سنة.

ووفقًا للتحقيقات، فإن الدار مقامة في فيلا في مدينة الشيخ زايد، وقسمت أرملة رئيس الحكومة الأسبق الدار إلى نصفين، واستغلت النصف الآخر في إنشاء حضانة أطفال استثمارية بالأجر، وليس بالمجان مثل دار الأيتام.

وأمرت النيابة باستدعاء أرملة رئيس الوزراء المصري الراحل لسماع أقوالها، كما أمرت بعرض الأطفال على مصلحة الطب الشرعي، لتوقيع الكشف الطبي عليهم، وإثبات الانتهاكات البدنية والجنسية التي تعرضوا لها.

ليست المرة الأولى التي يتعرض الأطفال الأيتام في مصر لانتهاكات بدنية وجنسية في دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، بل سبق الكشف عن انتهاكات أخرى.وتقدمت شيرين القشاش، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة لرئيس الوزراء، شريف إسماعيل، ووزيرة التضامن، في شهر يناير الماضي، بسبب الاعتداءات المتكررة من دور الأيتام على الأطفال.

وتزامن طلب البرلمانية مع الكشف عن تعذيب أطفال بمياه مثلجة فجراً في دار للأيتام في القاهرة، وقالت النائبة إن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها في دور الأيتام.

وتساءلت: "ألا يوجد في وزارة التضامن الاجتماعي رقابة حقيقية على هذه الدور؟ أين دور وزارة التضامن في الحفاظ على الأيتام؟ وأين معايير الجودة وتطوير خدمات الرعاية التي أصدرتها الوزارة العام الماضي؟.&

تقرير طبي لطفل تعرض لحرق عضو الذكري

&