أعلنت الحكومة السورية والمعارضة الاثنين التوصل برعاية روسية إلى اتفاق مصالحة في حي الوعر، آخر معقل للفصائل في مدينة حمص، يقضي بإخراج مقاتلي المعارضة من هذا الحي، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية والمعارضة.

إيلاف - متابعة: خرج مئات المقاتلين على ثلاث دفعات في العام الماضي من الحي بموجب اتفاق تم التوصل إليه في ديسمبر 2015، بإشراف الأمم المتحدة، إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذ بنوده.

تسوية أوضاع
وذكرت وكالة سانا الاثنين أنه "تم التوصل اليوم إلى اتفاق مصالحة في حي الوعر على الأطراف الغربية لمدينة حمص، يقضي بتسوية أوضاع المسلحين في الحي، وخروج الرافضين للتسوية مع عائلاتهم، تمهيدًا لعودة جميع مؤسسات الدولة إليه". وأوضحت أن تطبيق الاتفاق سيبدأ السبت، ولمدة أقصاها شهران.

ويتعرّض الحي، وهو آخر نقطة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حمص، إلى غارات عنيفة منذ نحو شهر، أوقعت عشرات القتلى.

ولم تدخله أي قافلة مساعدات منذ أربعة أشهر على الأقل، بعد عرقلة دخول قافلة في الشهر الماضي إثر إطلاق رصاص القنص عليها، ومن ثم اقتيادها إلى منطقة تحت سيطرة القوات الحكومية، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة في 23 فبراير.

وقال محافظ حمص طلال البرازي للصحافيين الاثنين إن "استكمال تنفيذ اتفاقية حي الوعر سيتم بالتعاون مع مكتب المصالحات الروسي"، موضحًا أن القوات الروسية ستتولى مسؤولية "تنسيق وتأمين وصول" الذين سيتم إخراجهم.

كتيبة روسية مراقبة
ومن المقرر أن يتوجه الخارجون من حمص، وفق ملخص عن الاتفاق وزّعه أحمد رمضان، رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، على الصحافيين عبر الانترنت، إلى مناطق سيطرة الفصائل في ريف حمص الشمالي ومدينة جرابلس (شمال) وإدلب (شمال غرب).

وبحسب هذا الملخص عن الاتفاق، "تتحمل القوات السورية والقوات الروسية المسؤولية الكاملة عن سلامة الخارجين من الحي"، على أن يتم "نشر كتيبة عسكرية روسية من ستين إلى مئة شخص، بينهم ضباط روس" في الحي، ومن مهامها "مراقبة تنفيذ مراحل الاتفاق بدقة (..) ومنع اعتقال أهالي الحي".

وتسيطر قوات النظام منذ بداية مايو 2014 على مجمل مدينة حمص، بعد انسحاب حوالى ألفي عنصر من مقاتلي الفصائل من أحياء المدينة القديمة بموجب تسوية مع الحكومة إثر عامين من حصار خانق فرضته قوات النظام، وتسبب بوفيات ونقص كبير في التغذية والأدوية. وانكفأ المقاتلون الباقون إلى حي الوعر إلى جانب آلاف المدنيين.

وعملت الحكومة السورية في الأشهر الأخيرة على التوصل إلى اتفاقات مصالحة مماثلة، خصوصًا في محيط دمشق، في خطوة تعتبرها المعارضة بمثابة "تهجير قسري" لمقاتلي المعارضة.
&