خاص بإيلاف من بيروت:  "المقاومة" تقتل ابناءها"... هكذا عرف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الوضع في حزب الله، بعد نشر تقرير "العربية"، الذي أشار إلى أن قاسم سليماني والامين العام لحزب الله حسن نصر الله خططا لعملية اغتيال القيادي مصطفى بدر الدين في سوريا في العام الماضي.

تأثير التقرير

قال مصدر لبناني مطلع لـ"إيلاف"، إن الوضع الداخلي في قيادة حزب الله صعب، وهناك اسئلة كثيرة يثيرها القادة الميدانيون في لبنان وسوريا، وكان بعضهم عاد من سوريا خصيصًا للتباحث مع نائب الامين العام للحزب نعيم قاسم في هذا الأمر، الذي وصفه المصدر بأنه مثار قلق كبير وسبب صدمة لقيادة الحزب، بعد بث التقرير على "العربية". فأمين عام حزب الله كان قد أكد أن اسرائيل لا تقف وراء الاغتيال، بل قذيفة أطلقها فصيل سوري معارض هي ما قتل بدر الدين، الأمر الذي لا يتلاءم والحقائق التي عرضها تحقيق "العربية".

وأفاد المصدر أن هناك انطباعًا أن نصر الله يستصعب قيادة الأمور في الفترة الاخيرة، وبدأ يخسر من قوته بسبب الإشكالات الداخلية والاختلاسات والتجاوزات الأخلاقية في الحزب. وجاءت قصة بدر الدين لتزيد الطين بلة، ليصبح الامين العام في نظر بعض قادته وكأن ما يشغله هو الحفاظ على قوته ومكانته داخل الحزب، لا أكثر.

حسن نصرالله خلال تأبين بدر الدين

 

تحقيق واسع

من ناحية أخرى، ذكر المصدر أن نائب الامين العام للحزب وعد القادة الميدانيين بالتحقيق في الأمر ومعرفة التفاصيل، ولم يخفِ استغرابه حين تساءل: هل بدأت المقاومة تقتل أبناءها؟ إلى جانب تساؤلات عند شيعة لبنان حول الولاء الاعمى لإيران وتنفيذ كل ما تطلبه من دون سؤال، مع العلم أن الشيعة يشكلون مكونًا مهمًا في الدولة اللبنانية.

وكان بعض قياديي حركة "أمل" الشيعية دُعي إلى تحقيق واسع في مسألة اغتيال مصطفى بدر الدين واستخلاص العبر من الولاء الأعمى لإيران، بحسب تعبيرهم. اضاف أحد المقربين من رئيس الحركة نبيه بري أن حزب الله يتصرف مثل مافيا تعمل عند ايران وتتعامل مع الاوضاع الداخلية اللبنانية من المنظور المصلحي الايراني، واضعًا الشيعة اللبنانيين في دائرة الخطر داخل لبنان وخارجه، خصوصًا في ظل وضع عاد فيه لبنان إلى ترتيب بيته الداخلي وانتخب رئيسًا ويحاول التوصل إلى صيغة انتخابات نيابية مقبولة على حد قولهم.

وافادت مصادر لبنانية أن مسألة انصياع حزب الله المطلق لايران تدعو إلى القلق في أن يحول حزب الله الدولة اللبنانية لذراع ايرانية من خلال استعمال الرئيس اللبناني الجديد، حليف حزب الله وبشار الاسد، ميشال عون، الأمر الذي قد يزج الدولة اللبنانية في أتون حرب مع اسرائيل، ربما تكون اسوأ من حرب تموز 2006 دمارًا.