معرضٌ كبير يضم أعمالًا نادرة لمايكل أنجلو، وبجانبها آثار مهمة لسبستيانو ديل بيومبو، بعد نقل منحوتات حقيقية إلى الغاليري الوطني في لندن، ما يمنح هذا الحدث بعده الفني التاريخي الراقي.

لندن: يستضيف الغاليري الوطني في لندن معرضًا كبيرًا موضوعه الصداقة الفنية بين مايكل أنجلو بوناروتي (1475 - 1564) وسبستيانو ديل بيومبو (1485 - 1547)، ويتضمن رسالة من سبستيانو إلى مايكل أنجلو يروي فيها حديثًا مع البابا ليو العاشر، امتدح فيه البابا موهبة مايكل أنجلو الفنية التي لا تُضاهى، وروعة أعماله التي يقف الرائي أمامها مسحورًا، لكنه شكا من شخصيته الصعبة، قائلًا: "المرء لا يستطيع أن يتعامل معه".

منحوتات حقيقية&

ينقل المعرض الجديد في لندن الإحساس بروعة أعمال مايكل أنجلو، التي امتدحها البابا ليو العاشر بقوتها السامية وغموضها المتعالي. وليس هذا بالأمر السهل إذا علمنا أن روائع مايكل أنجلو، من تمثال داود الذي نحته في أواخر عشرينياته إلى قبة القديس بطرس التي اشتغل عليها في سبعينياته شواهد فنية يتعين السفر إلى إيطاليا لرؤيتها.

لا توجد في بريطانيا عمليًا منحوتات لمايكل أنجلو. هناك لوحتان فقط في الغاليري الوطني، وبالتالي فإن المعارض التي تُقام في بريطانيا تميل إلى التركيز على رسوماته وتخطيطاته. وهي جميلة لكنها صغيرة. والإنجاز الذي حققه الغاليري الوطني هو نقله إلى لندن منحوتات حقيقية من روما مع نسخ بديعة من الفاتيكان، ونسخ رقمية لجدارية من إحدى الكنائس في روما، بما يتيح تكوين فكرة عن ضخامة فن مايكل أنجلو. لكن المعرض يقدم أيضًا الكثير من لوحات سبستيانو صديق مايكل أنجلو ورفيقه في العمل.

من الصعب أن نتصور أن فنانًا رسم سقف كنيسة سيستينا يواجه صعوبة في إيجاد عمل، لكن هذا ما حدث في منتصف عمر مايكل أنجلو المديد، إلى أن جاء البابا ليو العاشر الذي انتُخب في عام 1513 ليتنافس مع روما في البذخ على الفن والفنانين.

أهم أعماله

لم يكن مايكل أنجلو الجهم فنان البابا المفضل، بل رفائيل الشاب الوسيم. وحاول مايكل انجلو أن ينتقم من رفائيل باعطاء تصاميم إلى صديقه سبستيانو. وفي الفترة من 1517 إلى 1519 رسم سبستيانو لوحة قيامة لعازر The Raising of Lazarus التي يبلغ ارتفاعها 4 امتار ويمتلكها الغاليري الوطني منذ عام 1824. وهي بالطبع من أكبر الأعمال التي يضمها المعرض.

لكن سيد الأعمال التي يضمها المعرض بلا منازع هو تمثال مايكل أنجلو "المسيح المنبعث". وتمثال المسيح عاريًا يمسك الصليب هو العمل الأصلي وليس نسخة، بدأ الفنان يشتغل عليه في عام 1514 ثم تخلى عنه بعد عام حين اكتشف عيبًا في الرخام. وأعار التمثال إلى الغاليري رهبان في دير سان فينشنزو في مدينة باسانو رومانو حيث لم يرَه احد عمليًا.

وإلى جانب تمثال المسيح عاريًا، يضم المعرض رسومات مايكل أنجلو التي يظهر فيها شكل المسيح نفسه عائمًا في السماء.

يمكن القول إن عرض هذه الأعمال في الغاليري الوطني أقرب ما يمكن أن يصل إليه المرء من الشعور بالإثارة عند الوقوف في كنيسة سيستينا. أما سبستيانو فتحمل اضطهاد مايكل أنجلو وكوفئ بعد 500 سنة بمعرض مشترك مع أعظم فنان عرفه العالم.

أعدّت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "غارديان".