إيلاف من لندن: مع تعثر محادثات السلام السورية (أستانة 3) بسبب مقاطعة المعارضة المدعومة من تركيا، أعلن رئيس الوفد الروسي إلى المفاوضات ألكسندر لافرينتييف، أنه سلم يوم الاثنين لوفد الحكومة السورية وثيقة خاصة بتشكيل لجنة دستورية.

توقفت محادثات السلام السورية التي تدعمها روسيا يوم الثلاثاء حيث قاطعت المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا جولة ثالثة في كازاخستان وأشار الكرملين إلى أنه توجد انقسامات دولية بشأن العملية.

وقالت روسيا، أقوى حليف للرئيس السوري بشار الأسد، إن الأسباب التي أوردتها المعارضة للمقاطعة غير مقنعة وإن قرارها كان مفاجئا. ووصف مبعوث الحكومة السورية المعارضين بأنهم وكلاء لتركيا وقال إن أنقرة أخلّت "بالتزاماتها" إزاء عملية آستانة.

وقالت جماعات المعارضة يوم الثلاثاء إنها لن تحضر المحادثات المقرر عقدها يومي الثلاثاء والأربعاء بسبب ما قالت إنه عدم استعداد روسيا لوقف الضربات الجوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وفشلها في الضغط على الجيش السوري والمقاتلين الذين تدعمهم إيران للالتزام بوقف إطلاق النار.

مشروع دستور جديد

وفي مؤتمر صحافي عقده فور انتهاء أعمال اليوم الأول من مفاوضات أستانة-3، أكد لافرينتييف أن الجانب الروسي سلم، خلال مؤتمر أستانة -1، الوفد السوري الحكومي مشروعا دستوريا جديدا لسوريا، معربا عن أسفه من رفض المعارضة السورية دراسة هذه الوثيقة.

وأضاف أن الوفد الروسي عرض الثلاثاء مشروعا خاصا بتشكيل لجنة دستورية ستقوم بالعمل على وضع الدستور السوري الجديد، وشدد على أن هذه الخطوة لا تعني &أن روسيا تفرض طريقة ما لحل هذه القضية، موضحا: "لقد سلمنا الحكومة السورية هذه الوثيقة، والعمل على دراسة هذا المشروع يجري حاليا".

وأشار المسؤول الروسي إلى أن هذه الوثيقة "تشمل بعض النقاط قد تعتبرها الحكومة غير مقبولة، لكنها تتضمن أيضا، برأيي، مبادئ ستأخذها في &الاعتبار وستستخدمها في مفاوضات جنيف".

ظرف غير عادي

وفي سياق آخر، أشار لافرينتييف إلى أن مفاوضات أستانة-3 تجري "في ظروف غير عادية بسبب رفض وفد المعارضة السورية المسلحة حضور هذه الجولة من العملية التفاوضية"، معربا عن أسف الجانب الروسي من هذا القرار.

واعتبر لافرينتييف أن الذرائع التي استخدمتها المعارضة لتبرير رفضها "غير مقنعة"، مشددا على ضرورة خوض حوار مباشر لحل الخلافات. وأكد المسؤول الروسي أن وفد المعارضة المسلحة السورية لن يشارك كذلك، على الأرجح، في المفاوضات يوم الأربعاء.

توتر&

وفي تطرقه إلى نتائج اليوم الأول من الاجتماع، قال لافرينييت إن المفاوضات التي عقدت الثلاثاء بين وفود روسيا وتركيا وإيران كانت "متوترة بقدر ملموس"، لكنه وصفها أيضا بـ"الفعالة". &

كما أضاف لافرينييت أن "الوفد الحكومي الروسي أبدى كالعادة أسلوبا بناء جدا" في لقائه الجانب السوري، لافتا إلى أن المحادثات بين الطرفين شملت "بحث دائرة واسعة جدا للقضايا".

وشدد المسؤول على أن غياب وفد المعارضة المسلحة لا يقلل من أهمية مفاوضات أستانة، قائلا إنها "فاعلة وتتقدم نحو الأمام بشكل حاسم".

الدول الضامنة

واشار المسؤول إلى وجود عدد كبير من القضايا التي يجب على روسيا وإيران وتركيا حلها بصفة الدول الضامنة لتطبيق نظام وقف إطلاق النار في سوريا، مؤكدا أن هناك حاجة إلى وقت كافٍ لتبني عدد من الوثائق التي يجري حاليا العمل عليها.

وقال لافرينتييف إنه من السابق لأوانه التحدث عن إقرار وثائق ما خلال أعمال الاجتماع في أستانة يوم الأربعاء. وأكد رئيس الوفد الروسي أن القضية ذات الأولوية التي يجري بحثها في أستانة تكمن في تعزيز نظام وقف إطلاق النار.

رفض روسي

وشدد لافرينتييف على أن الجانب الروسي يرفض ما تقوله المعارضة حول رفع مستوى العنف في سوريا بسبب عمليات القوات الحكومية، مؤكدا أن هناك "توجها لتراجع العنف بشكل ملموس رغم وجود بعض الاستفزازات".

أما القضايا الأخرى التي تتطرق إليها أطراف المفاوضات فهي مراقبة عمل نظام وقف إطلاق النار وتشكيل آلية معاقبة المنتهكين للهدنة، وكذلك مسألة تشكيل فريق عمل معني بتبادل الأشخاص المحتجزين، والتي طرحها الجانب الروسي.

وفي الأخير، قال لافرينييف إن الوثيقة الخاصة بتحديد قواعد انضمام المناطق المتصالحة للهدنة ما زالت أيضا على طاولة المفاوضات، لافتا إلى أن لدى كل من الحكومة والمعارضة تعليقات وملاحظات حول مضمونها. &