قبيل مأدبة الغداء التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تناولت "فوكس نيوز" الزيارة وأهميتها.

إيلاف من نيويورك: "فوكس" المحسوبة على الجمهوريين، قالت إن على مسؤولي البيت الأبيض أن يعرفوا سبعة أشياء عن السعودية، مستعرضة الدور الذي تلعبه الرياض في المنطقة، وحركة الأمير محمد بن سلمان، الذي وصفته بالقوي والديناميكي والطموح.

رؤية واضحة حيال إيران
وأشارت إلى أن قادة المملكة العربية السعودية رأوا فعلًا أن إدارة ترامب تمتلك رؤية واضحة للمشاكل التي يفتعلها النظام الإيراني"، كما أن المملكة تقف على خط المواجهة مع الإرهاب، وتسحق داعش والقاعدة داخل أراضيها، وتتعاون مع الولايات المتحدة لتعقبهم في أنحاء المنطقة".

المشروع السعودي الجديد
أضافت: "المشروع الكبير المقبل في المملكة العربية السعودية يكمن في إعادة صياغة اقتصاد البلاد، وتحويل الدولة التي تعتمد على النفط إلى دولة حديثة، متطورة تقنيًا واقتصاديًا".

أضاءت "فوكس" اهتزاز العلاقة بين الرياض وواشنطن إبان عهد أوباما، حيث لفتت إلى وجود حالة إحباط من عدم تقدير الولايات المتحدة للعلاقة مع السعودية، كما لم تغفل أيضًا الأمور المتعلقة بالإصلاحات الداخلية في المملكة، وطرح شركة أرامكو في الاكتتاب.

عودة العلاقات
مستشار دونالد ترامب خلال الحملة الانتخابية، وليد فارس، علّق في حديث مع "إيلاف" على لقاء ترامب ومحمد بن سلمان بالقول: "زيارة ولي ولي العهد تهدف أولًا إلى إعادة الدفء واللحمة إلى العلاقات التاريخية الأميركية-السعودية التي تعود إلى منتصف القرن الماضي، فالسنوات الثماني الماضية شهدت تراجعًا في العلاقات، بعدما نسجت إدارة أوباما علاقات مع إيران وأطراف أخرى تخاصم الخليج بشكل عام، والمملكة العربية السعودية بشكل خاص".

إدارة أوباما
ورأى فارس أن "العلاقة بين إدارة أوباما والمملكة لم تكن مشابهة للعلاقات التي كانت قائمة إبان حكم الرؤساء السابقين، سواء كانوا ينتمون إلى الحزب الجمهوري أو الديموقراطي، وللأسف إدارة أوباما خففت من وزن خصوصية العلاقة مع الرياض، لا سيما بعد توقيع الاتفاق النووي، حيث وضعت واشنطن ضعوطًا على الرياض، عندما قامت الأخيرة بمواجهة التوسع الإيراني، إن كان عبر الحرب في اليمن أو مواجهة التهديدات الإيرانية في الداخل، وأيضًا في ما يتعلق بطريقة معالجة الأزمة السورية والعراقية، فإدارة أوباما فضلت إقامة علاقات مع طهران على حساب السعودية، واليوم مع وجود إدارة جديدة في البيت الأبيض لا شك أنه سيكون هناك تغيير طبيعي في السياسة".

شراكة متجددة
أضاف: "زيارة الأمير محمد بن سلمان هي زيارة تعارفية بين القيادتين (السعودية والأميركية)، وستأخذ الشراكة إلى منحى آخر جديد على الصعد الاقتصادية والسياسية والأمنية والدفاعية كافة في وجه الإرهاب والتمدد الإيراني".

وأعرب عن "اعتقاده أن لقاء اليوم هو بداية مرحلة، وسوف تكون هناك زيارات عديدة بين الجانبين، اللذين سينكبان على صياغة برنامج يؤدي إلى حالة جديدة من التحالف والتنسيق حيال أزمات المنطقة، وتقوية العلاقات الاقتصادية".

قواسم مشتركة
وعن القواسم المشتركة بين الدولتين، قال مستشار الرئيس الأميركي خلال الحملة الانتخابية: "هناك قواسم مشتركة كثيرة بين السعودية والولايات المتحدة، أبرزها مكافحة الإرهاب، فالرياض ضربت من قبل الإرهاب في الداخل، وأميركا أيضًا، كما إن الدولتين تبذلان مجهودًا في مكافحة الإرهاب خارج حدودهما، وهناك قلق مشترك من إيران، لا يتعلق فقط بالاتفاق النووي، وإنما بتوسع النفوذ في العراق وسوريا واليمن.&

وإلى جانب الدفاع والأمن، تبرز المصالح الاقتصادية المتبادلة بين البلدين، والجهود التي تبذلها الرياض على صعيد التطور والانفتاح، مما يعزز الرأي السائد في واشنطن، بأنه وفي حين تتجه الأمور إلى الوراء في ايران، فإن هناك اتجاهًا لتحسين الأوضاع في الداخل السعودي (رؤية 2030)، وهذا الموضوع سيكون له تأثير إيجابي على الرأي العام الأميركي".

مواجهة التوسع الإيراني
أضاف: "ستكون هناك جهود مشتركة لوضع حد للتوسع الإيراني المقلق، إن كان ضمن العلاقات بين واشنطن والرياض، أو ضمن جهود الأخيرة لإقامة تحالف عربي إسلامي بالشراكة مع واشنطن".&

وتابع قائلًا: "إذا اتحدت دول الخليج والدول المعتدلة ستحظى بدعم أميركي لمواجهة الانفلاش الإيراني في اليمن والخليج، ولحماية الممرات المائية"، معتبرًا أن التلاقي بين الرياض وواشنطن "سيجعل الدول العربية تقف موقفًا واحدًا لحماية المنطقة، وتوجيه رسالة مفادها أن الدول العربية مستعدة للدفاع عن السيادة في وجه أي نوايا عدوانية".