نصر المجالي: طرح تقرير صحفي روسي تساؤلاً عن حقيقة سماح الرئيس السوري بشّار الأسد لإيران بإقامة قاعدة بحرية في اللاذقية، مشيراً إلى أن أنقرة، فضلاً عن واشنطن وتل أبيب، قد تحاول عرقلة تقوية دور طهران في سوريا.

ونقلت وسائل إعلام عن مصادر سورية معلومات بأن "الرئيس السوري بشار الأسد وافق على منح إيران الحق في نصب قاعدة عسكرية بحرية لا تبعد كثيرًا عن مطار حميميم، الذي تنطلق منه الطائرات الحربية الروسية لشن غاراتها على مواقع المسلحين".

وقالت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) الروسية إنه على الرغم من غياب تأكيدات رسمية لموافقة الرئيس السوري، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو طرح هذا الموضوع أثناء مباحثاته مع الرئيس فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي في موسكو.

زيارة نتانياهو

وأكد نتانياهو للصحافيين أن السبب الرئيس لزيارة موسكو، هو جهود إيران لضمان وجود دائم لها في سوريا، وأضاف: "نحن نرى أن إيران تسعى الى زيادة قوتها العسكرية وتعزيز بنيتها التحتية العسكرية في سوريا، بما في ذلك محاولتها بناء ميناء بحري في هذا البلد، وإن لكل هذا آثارًا خطيرة على أمن إسرائيل".

ويضيف تقرير الصحيفة الروسية، حسب ما نقل عنه موقع (روسيا اليوم) إنه لا يمكن استبعاد أن يكون الرئيس الأسد قد سمح لإيران بمرابطة عسكرييها من دون الحصول على موافقة موسكو الضمنية.

وتنوه الصحيفة إلى أن "تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إيران "تحاول بناء ميناء بحري في سوريا" أمر بعيد عن الواقع، ولا سيما أن بناء ميناء هو أمر باهظ الثمن"، وحسب التقرير، فإنه يبدو أن نتانياهو كان يقصد أن السلطات الإيرانية تخطط لتطوير البنية العسكرية-الحربية القائمة في سوريا (بناء مراسٍ إضافية، مستودعات، مبانٍ، مرائب للطائرات وغير ذلك).

تمركز في اللاذقية

وكانت وسائل الإعلام السورية تحدثت عن احتمال تمركز سفن تابعة للبحرية الإيرانية في ميناء اللاذقية، حيث كانت قاعدة سرب أسطول القوات البحرية السوفياتية للبحر المتوسط.

ويخلص تقرير الصحيفة الروسية إلى الإشارة لتناوب وحدات بحرية بشكل دائم في البحر المتوسط، "ولهذا فإنه في ظل المناخ الاقتصادي الحالي الصعب، وريثما يتم الانتهاء من بناء مراكز الدعم اللوجستية في طرطوس، سيكون من المرهق لروسيا تطوير منشأة عسكرية أخرى في اللاذقية. لذا، وعلى ما يبدو سيكون بمقدور إيران سد هذه الثغرة".

يشار في هذا الصدد إلى أن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري كان صرح في نوفمبر 2016، أن وضع البحرية الإيرانية سيتطلب قريبًا إنشاء قواعد لها في سوريا واليمن.

&