إستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في البيت الأبيض، لكن التوتر كان جليًّا، والخلافات واضحة بينهما، وخصوصًا في شأن ملفي التبادل الحر والهجرة.

إيلاف - متابعة: رغم إشارتهما إلى اجتماع مثمر، أكد الزعيمان خلال مؤتمر صحافي مشترك قصير مواقفهما. وقال ترامب: "لست انعزاليًا، أنا مع التبادل الحر، لكن (..) تبادلنا الحر أدى إلى كثير من الأمور السيئة"، في ما بدا أنه رد على ميركل، التي تحذر باستمرار من النزعة الحمائية.

عهد ولى
وشدد على قناعته بأن واشنطن كانت الخاسر الكبير من الاتفاقات التجارية في العقود الماضية، مؤكدًا رغبته في التفاوض على اتفاقات لا تؤدي إلى "غلق مصانع" في الولايات المتحدة.

ومع أن الانتقادات الأميركية للفائض التجاري الألماني ليست جديدة، فإن إدارة ترامب اعتمدت لهجة أكثر عدوانية من سابقاتها في هذا الصدد. وبعدما أشار مازحًا إلى أن "المفاوضين الألمان" قاموا لفترة طويلة بـ"عمل أفضل" من نظرائهم الأميركيين، أكد ترامب أن هذا العهد قد ولى.

وأقرت ميركل بأنّ من الأفضل التحادث مباشرة بدلًا من التخاطب عبر الإعلام، لكنها لم تخف وجود نقاط خلاف عدة. ودعت إلى استئناف المفاوضات حول اتفاق التبادل الحر عبر الأطلسي، التي بدأت في 2013، مؤكدة أنه ستكون له فائدة كبيرة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

إشادة بالاندماج
وقالت "أعتقد أن العولمة يجب أن تصاغ بروح منفتحة" في وقت يتمحور تحرك الإدارة الأميركية الجديدة حول شعار "أميركا أولًا". وحرصت ميركل الشخصية المركزية في الاتحاد الأوروبي والساعية إلى ولاية رابعة في بلادها، على الإشادة بالاندماج الأوروبي، مؤكدة أن "نجاح الألمان" مرتبط بشكل وثيق بالاتحاد الأوروبي.

وقالت "هذا أمر أنا مقتنعة به إلى حد كبير" أمام ترامب الذي كان أشاد في الأشهر الأخيرة ببريكست "رائع" وتوقع ضاحكاً أن تخرج دول أخرى قريبا من الاتحاد الاوروبي.

خلافات الهجرة
ومع حرص الزعيمين على تفادي الانتقادات المباشرة، فإن اختلاف وجهتي نظرهما كان صارخًا في ملف الهجرة. وقال ترامب إنّ الهجرة "امتياز، وليست حقًا". وأضاف أثناء المؤتمر الصحافي، الذي استمر أقلّ من نصف ساعة، أنّ "أمن مواطنينا يجب أن تكون له دائمًا الأولوية".

وكان ترامب وصف في منتصف يناير قرار ميركل فتح أبواب بلادها لمئات آلاف طالبي اللجوء في 2015 و2016 بأنه "كارثي".&في المقابل انتقدت ميركل في شكل مباشر مرسوم ترامب حول الهجرة.

محور المناخ
وفي ما يتعلق بالحلف الأطلسي، كرر ترامب "دعمه القوي" للمنظمة، لكنه ألحّ على ضرورة أن يدفع الحلفاء الأوروبيون "حصتهم العادلة في مجال الدفاع". وأكدت ميركل أنّ ألمانيا ستزيد نفقاتها. وقالت: "نتعهد اليوم بهدف 2 في المئة (من الناتج الإجمالي) حتى 2024".

لم يتم التطرق علنًا إلى موضوع المناخ، الذي تنوي ألمانيا جعله أحد الموضوعات الأساسية لقمة مجموعة العشرين التي سترأسها في هامبورغ في يوليو. وفي مشروع موازنته، الذي كشف الخميس، لم يترك ترامب مجالًا للشكّ، إذ أعلن نيته الاقتطاع من مجمل التمويلات المخصصة لمكافحة التغير المناخي.

وكانت الزيارة قد بدأت على نحو عادي بمصافحة بين ترامب وميركل. لكن وبينما كانا يجلسان لاحقًا جنبًا إلى جنب في المكتب البيضاوي، تجاهل ترامب، أم إنه لم يسمع وسط طقطقة كاميرات التصوير ميركل وهي تعرض عليه المصافحة مرة أخرى.&

قاسم التنصت
وفي ختام المؤتمر الصحافي، حاول ترامب المزاح بدون تفاعل من ميركل، قائلًا إنه في مجال التنصّت من جانب الإدارة الاميركية السابقة فإنّ لديه ربما "قاسمًا مشتركًا" مع المستشارة الألمانية. وكان ترامب اتهم في سلسلة تغريدات بدون أي دليل، سلفه باراك أوباما بالتنصت عليه.

وكان المستشار السابق لوكالة الأمن القومي الاميركية إدوارد سنودن كشف في 2013 أن هاتف ميركل الجوال كان موضع تنصت الوكالة الأميركية. ولم تضحك ميركل لمزاح ترامب.