واشنطن: على الرغم من النفي وغياب الادلة وحادث دبلوماسي، يواصل الرئيس الاميركي دونالد ترامب اتهام سلفه باراك اوباما بالتنصت عليه، حتى انه تحدث بمزاح عن هذه القضية خلال استقباله المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في البيت الابيض الجمعة.

وكتب الملياردير الجمهوري عددا من التغريدات المثيرة للجدل منذ وصوله الى البيت الابيض، لكن ايا منها لم يلحق ضررا بمصداقيته بقدر تغريدتين نشرهما اعتبارا من الساعة 06,26 السبت الرابع من مارس في مقره في مارا لاغو في ولاية فلوريدا حيث كان يمضي عطلة نهاية الاسبوع.

وكتب ترامب "امر مقيت! اكتشفت للتو ان الرئيس اوباما وضع خطوطي الهاتفية تحت التنصت في برج ترامب قبل فوزي تماما". وكرر الامر في تغريدتين أخريين. وكتب "الرئيس اوباما انحدر الى مستوى دنيء عبر وضع اتصالاتي الهاتفية تحت التنصت خلال العملية الانتخابية المقدسة. انها نيكسون ووترغيت. رجل شرير (او مريض)".

وحدث ذلك بينما كانت قضية اتصالات بين اعضاء في فريقه وروسيا في اوجها.

فكل يوم تقريبا، تكشف الصحف تفاصيل جديدة، عن اتصالات بين مقربين من الرئيس وشخصيات قريبة من السلطة الروسية، شكلت شقا من تحقيقات حول حملة قرصنة او تضليل تتهم موسكو بتنظيمها خلال حملة الانتخابات الرئاسية في 2016، خصوصا ضد الحزب الديموقراطي الذي تنتمي اليه هيلاري كلينتون.

&ونفى ترامب باستمرار اي تواطؤ مع الكرملين لكنه لم ينجح في وقف تدفق المعلومات. وقد قرر مهاجمة سلفه ليتهمه بعمليات تنصت غير قانونية.

ومنذ ذلك الحين، نفى اوباما والمدير السابق للاستخبارات جيمس كلابر والمسؤولون الجمهوريون والديموقراطيون ولجنتا الاستخبارات في الكونغرس والرئيس الجمهوري لمجلس النواب بول راين، وجود اي تنصت.

واضطر جيف سيشنز وزير العدل في ادارة ترامب، للتأكيد انه لم يقدم يوما معلومات من هذا النوع الى الرئيس.

ولم يكن بإمكان ترامب الاعتماد سوى على الناطق باسمه شون سبايسر الذي كاد يسبب حادثا دبلوماسيا بدفاعه عن رئيسه.

غضب في الكونغرس

كل يوم، تشغل هذه القضية حيزا من المؤتمر الصحافي للناطق باسم البيت الابيض.

وقرر سبايسر الخميس ان يعدد سلسلة من المقالات الصحافية التي تؤكد برأيه فرضية وجود عمليات تنصب امر بها اوباما. وذكر خصوصا احد المشاركين في برنامج لقناة فوكس نيوز القاضي اندرو نابوليتانو الذي اكد للمحطة ان الرئيس السابق استعان بوكالة المراقبة البريطانية "المقار الحكومية للاتصالات" (جي سي اتش كيو).

واثارت هذه الاشارة حادثا دبلوماسيا مع لندن حيث دان مكتب رئيسة الحكومة هذه الاتهامات "السخيفة". وسعى البيت الابيض الى تهدئة الوضع بسرعة مؤكدا انه لم يكن يرغب في اتهام المملكة المتحدة.

وانتظر المراقبون بفارغ الصبر ردا من ترامب نفسه، خلال مؤتمر صحافي مع ميركل الجمعة. في نهاية المطاف طرح عليه السؤال لكنه اجاب بمزاح وأصر على اتهاماته.

قال ترامب "في مجال التنصت الذي قامت به الادارة السابقة، على الاقل لدينا شىء مشترك.. ربما"، مشيرا بيده الى المستشارة الالمانية التي بدت على وجهها علامات الدهشة.

وكان الرئيس الاميركي يلمح بذلك الى عمليات التنصت التي قامت بها وكالة الامن القومي في 2013 على الهاتف النقال للمستشارة الالمانية.

لكن هذه الحوادث لا تثير ارتياح البرلمانيين الاميركيين بما في ذلك في معسكر ترامب.

وعد ترامب هذا الاسبوع بانه سيقدم عناصر جديدة تسمح بإثبات صحة اتهاماته، لكنه وعد لم يتحقق حتى الآن.

وقال النائب الجمهوري ديفين نيونز رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مساء الجمعة ان وزارة العدل امتثلت بالكامل لطلب اللجنة البحث عن أدلة على مراقبة لترامب او فريقه خلال الحملة. لكنه لم يذكر اي تفاصيل.

وأوضح ان وكالة الامن القومي لبّت الطلب، لكنه قال انه لم يتلق ردا من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي).

ويفترض ان يدلي رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كوني بافادته امام اعضاء الكونغرس الاثنين.

وقال الرئيس الجمهوري للجنة البرلمانية لمراقبة عمل الحكومة جيسون شافيتس لشبكة سي ان ان مساء الجمعة، ان "الرئيس يبدو مصرا على ان الامر صحيح". واضاف "اذا كان لديه الدليل على ذلك، فليطلعنا عليه".

واضاف "عليه ان يكون حذرا جدا، انه قائد العالم الحر. وعندما تكون في هذا المنصب فعليك التزام حذر كبير".