إيلاف من نيويورك: من المتوقع أن يرتفع الانفاق على الميزانيات العسكرية للدول الكبرى، بعد إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب رفع الميزانية الخاصة بالقدرات الدفاعية.

وأصبح واضحًا للعلن أن روسيا والصين عازمتان على تحدي التفوق العسكري للولايات المتحدة، فمنذ نهاية الحرب الباردة تمكنت واشنطن بواسطة قدراتها الفضائية والبحرية والبرية والجوية، وقواعدها العسكرية في اوروبا وآسيا من خلق ميزة استراتيجية كفلت لها التفوق على الدول الكبرى الأخرى.

انفاق اميركي يفوق انفاق الاخرين

وتنفق الولايات المتحدة حوالي 600 مليار تقريبًا على الجيش، أي ثلاثة أضعاف ما تنفقه بكين، واكثر من ستة اضعاف ما تنفقه موسكو، ولكن بحسب "ذا هيل" فإن الكثير من الإنفاق الأميركي يذهب ثمن العمليات العسكرية في الخارج، مثل الحرب ضد الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

يقول ديفيد اوشمانيك، الباحث العسكري الرفيع: "المشكلة في أن القوات العسكرية للولايات المتحدة تذهب حول العالم لمحاربة هؤلاء-الجماعات التي تقاتلها واشنطن-، وأحيانًا في حدائقهم الخلفية، وفي أماكن هم يختارونها".

تحديث القدرات

في الوقت تنفق الصين وروسيا بشكل كبير على "التحديث" لتحسين الجودة والكفاءة والأداء العام. الاستراتيجية هذه تؤتي ثمارها خصوصًا بالنسبة للصين، ويقول اوشمانيك في هذا السياق: "اذا نظرتم الى تطور الجيش الصيني على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، فإنه يعتبر مدهشاً الى حد ما"، واضاف: "لقد استثمرت فقط بشكل كبير جدًا في الصواريخ الباليستية، الدفاع الجوي، والطائرات، والحرب الإلكترونية، والسفن الحربية."

ويقول خبراء عسكريون إن الصين لا تسعى لتتناسب مع القوة العسكرية الأميركية. وان هدفها كسب المزيد من السيطرة على منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

طموح السيطرة على البحار القريبة

ونقلت "ذا هيل" عن الباحث هاري كريجسا قوله: "الصينيون لا يريدون معادلة قدرات الولايات العسكرية الأميركية، يريدون أن تكون قدراتهم جيدة بما فيه الكفاية، وسيصلون الى هدفهم، هذا اذا لم يكونوا قد وصلوا بالفعل"، ولفت "الى ان بكين تريد التحكم بالبحار القريبة منها، وهذا طموح اقل بكثير من المهمة العالمية التي تقوم بها الولايات المتحدة لضمان حرية الملاحة والتجارة."

مصدر قوة الصين

وفقاً للخبراء، فإن القدرات البحرية والبالستية هي اكثر ما يلفت النظر في التقدم العسكري الصيني، وتشمل القدرات الباليستية الصواريخ المضادة للسفن التي تهدف إلى تدمير حاملات الطائرات، والأنظمة الإلكترونية التي تهدف إلى تعطيل الخدمات اللوجستية الاميركية والاتصالات.

تحسين ترسانة موسكو النووية

في المقابل، تسعى موسكو الى تطوير تقنيات جديدة من شأنها تقويض &قدرات الولايات المتحدة في أوروبا وآسيا.

ويأتي التقدم الأكثر وضوحًا للكرملين في مجال تحديث الاسلحة النووية وتحسين القدرات الهجومية التي يمكن أن تتجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركي.

وأبرز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صيف عام 2016 التقدم العسكري للبلاد، مؤكدًا أن روسيا حققت "نجاحًا كبيرًا" في تحديث قواتها.

"أنا لن أذكر كل شيء، ولكن حدثنا انظمتنا ونجحنا بتطوير أجيال جديدة. وقال بوتين أنا لا أتحدث عن التقنيات التي تخترق أنظمة الدفاع الصاروخي، لقد حذرنا أننا ذاهبون للقيام بذلك، قلنا ذلك، وأنا أضمن لكم اليوم ان روسيا حققت نجاحًا كبيرًا في هذا المجال ".

تحذير للبنتاغون

توني كوردسمان، محلل الأمن القومي في مركز الدراسات الاستراتيجية، حذر البنتاغون من التحسينات التي ادخلتها موسكو على ترسانتها النووية، وانظمتها الصاروخية.

وعلى الجبهة الروسية، يكثر الحديث عن دبابة تي 14 التي وصفها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بالدبابة الثورية التي تمتاز بتقنيات حديثة من شأنها تغيير ديناميكية المعارك.

لكن انفاق الكرملين الدفاعي يتأثر بشدة تقلبات روسيا في الآونة الأخيرة والمرتبطة بالإنتاجية الاقتصادية، ووفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن البنك الدولي، فإن روسيا انفقت عام 2015 ما يقارب 5 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، مقابل 2 في المئة للصين و 3.3 بالمئة للولايات المتحدة.

وبعدما اعلن ترامب رفع ميزانية الانفاق على القدرات العسكرية بنسبة 10%، اعلنت الصين من جهتها عن زيادة على الانفاق ستصل الى 7%.