واشنطن: أكد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جيمس كومي لأول مرة الاثنين أن المكتب يحقق في المزاعم بشأن التدخلات الروسية في الحملة الرئاسية الاميركية عام 2016، وخصوصا لمعرفة ما اذا كان هناك اي تواطؤ محتمل بين موسكو وحملة الرئيس الاميركي دونالد ترامب. 

كما رفض كومي مزاعم ترامب بأن سلفه باراك اوباما تنصت على برج ترامب في نيويورك، وقال أن الاف بي أي ووزارة العدل لم يعثرا على دليل يدعم هذه المزاعم. 

وتأتي هذه الشهادة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، وهي أول شهادة عامة في القضيتين المثيرتين للجدل، في الوقت الذي يؤكد فيه ترامب على الدوام ان الكلام عن علاقة بين حملته وروسيا ليس سوى "اخبار كاذبة". 

ومثل في الوقت نفسه مع كومي الاميرال مايك روجرز مدير وكالة الامن القومي. 

وافتتح كومي الجلسة بمفاجأة، إذ قال أن مكتبه "يحقق في محاولات الحكومة الروسية التدخل في الانتخابات الرئاسية في 2016". 

واضاف أن ذلك "يشمل تحقيقات حول طبيعة اي علاقة بين افراد مرتبطين بفريق حملة ترامب والحكومة الروسية، وما إذا كان هناك أي تنسيق بين الحملة والجهود الروسية".

وقال أن التحقيق بدأ في تموز/يوليو 2016 عندما أصبحت الحكومة على علم بقرصنة أجهزة واتصالات الحزب الديموقراطي من قبل قراصنة مرتبطين بروسيا. 

وقال قادة اجهزة الاستخبارات الاميركية في كانون الثاني/يناير أنهم مقتنعون بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان وراء هذه التدخلات. 

إلا أنهم لم يعلقوا على ما إذا كانوا يحققون في صلات بين افراد من حملة ترامب ومسؤولين روس. 

ومنذ ذلك الحين هيمنت على السياسة الاميركية مسألة التواطؤ المحتمل بين ترامب والمقربين منه من جهة وبين روسيا من جهة ثانية.

وامتنع كومي الاثنين عن الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن المزاعم بتورط بوتين في المسألة. 

ولكن ورغم ذلك فقد أكدت إدارة ترامب عقب هذه التصريحات أنه "لا يوجد أي دليل" على وجود تواطؤ بين فريق ترامب وروسيا. 

وقال مسؤول بارز في الادارة الاميركية في بيان مكتوب عقب شهادة جيمس كومي امام مجلس النواب، "لم يتغير شيء".

- مصادفة؟ -

وافتتح رئيس اللجنة الجمهوري ديفين نيونز الجلسة بالقول أن اللجنة "لم تر أي دليل حتى الآن على أن مسؤولين من الحملة تآمروا مع عملاء روس". 

إلا أن نائب رئيس اللجنة الديموقراطي آدم شيف قدم قائمة بالروابط والاتصالات المفترضة بين فريق ترامب وروسيا. 

وقال "هل من الممكن أن لا تكون هناك أية صلة بين جميع هذه الأحداث والتقارير وأن لا تكون سوى مجرد مصادفة سعيدة؟ نعم، هذا ممكن". 

وأضاف "ولكن من الممكن ايضا وربما أكثر من الممكن أنها ليست مصادفة، وليست غير مترابطة أو ليس بينها علاقة، وأن الروس استخدموا نفس الأساليب لإفساد أشخاص أميركيين كتلك التي استخدموها في أوروبا وأماكن أخرى". 

ورفض كومي مرارا التعليق على هذه المزاعم بحجة الحفاظ على السرية وحماية التحقيقات. 

من ناحيتها رفضت موسكو هذا الاتهام مرارا.

- لا أدلة على تنصت اوباما على ترامب -

وعندما تحولت الجلسة للتركيز على اتهامات ترامب بأن سلفه أوباما تنصت على قاعدة عملياته في مانهاتن أثناء الحملة الانتخابية، نفى كومي ذلك نفيا قاطعا. 

وقال كومي "فيما يتعلق بتغريدات الرئيس بشأن استهدافه المزعوم بالتنصت من قبل الادارة السابقة، فليست لدي أية معلومات تدعم هذه التغريدات". 

وأضاف "طلبت مني وزارة العدل أن أبلغكم أن جوابها هو نفسه .. فليس لدى الوزارة أية معلومات تدعم ما جاء في هذه التغريدات". 

وهذه أول مرة يدلي فيها كومي أو وزارة العدل بتصريحات علنية حول المزاعم التي واصل ترامب ترديدها طوال الاسبوع الماضي دون أن يقدم عليها دليلا. 

وكان ترامب كتب في آذار/مارس أربع تغريدات قال فيها أن أوباما "تنصت" على هاتفه وهي التهمة التي هيمنت على النقاش السياسي في العاصمة الأميركية. 

والأسبوع الماضي ذهب البيت الأبيض إلى أبعد من ذلك حيث المح إلى أن وكالة الاستخبارات البريطانية تعاونت مع أوباما بشأن عمليات التنصت المزعومة. 

وأغضبت هذه التهمة الحكومة البريطانية واستخباراتها المقربة من الاستخبارات الأميركية، ونفت تلك التهم التي وصفتها ب"السخيفة تماما". 

ونفى مايك روجرز ان تكون واشنطن طلبت من اجهزة الاستخبارات البريطانية التجسس على ترامب. وقال خلال جلسة الاستماع نفسها "لم ار شيئا من ناحية وكالة الامن القومي الاميركية أننا قمنا بمثل هذا العمل، أو أن أحدا طلب منا القيام بمثل هذه العمل". 

وأطلقت العديد من لجان الكونغرس تحقيقات في المزاعم بالتدخل الروسي في الانتخابات ومن بينها لجنتا الشؤون القانونية في مجلسي النواب والشيوخ.