«إيلاف» من لندن: حذر مرصد عراقي لحقوق الانسان من خطر مواجهة نصف مليون مدني لخطر الموت في مدينة الموصل العراقية الشمالية نتيجة القصف العشوائي واتخاذ تنظيم داعش لهم دروعا بشرية وذلك مع اشتداد القتال في عمق المدينة اليوم والتي ارتفع عدد النازحين الفارين منها الى 415 الفا.

وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن أكثر من نصف مليون مدني يواجهون خطر الموت في الساحل الأيمن من مدينة الموصل التي تشهد معارك شرسة بين القوات& الحكومية العراقية بمساندة طيران التحالف الدولي وتنظيم داعش الذي خسر أجزاء واسعة من المدينة. واشار الى ان أعداد القتلى المدنيين في الساحل الأيمن من المدينة إرتفعت بشكل مخيف في وقت تشتد فيه المعارك وتتسارع عمليات النزوح بإتجاه المخيمات وتزداد معاناة المدنيين.

واضاف إن القوات الأمنية العراقية والتحالف الدولي ما زالوا يستخدمون القصف المفرط على الأحياء السكنية في مدينة الموصل وهذا يُزيد من أعداد الضحايا المدنيين. ونقل عن مصدر طبي ما زال يعيش في منطقة الموصل القديمة أن "المدنيين داخل المناطق التي تشهد قتالاً شرساً، يعيشون في وضع نفسي صعب .. الكثير منهم تعرضوا للصدمات بسبب إشتداد المعارك أو رؤية الجثث المنتشرة أو الخوف من سقوط المنازل عليهم". واكد "سقوط العشرات من المنازل في مناطق الفاروق والسرجخانة. وقال إن "التنظيم أعدم الإسبوع الماضي عائلة كاملة في حي الرسالة كانت تنوي الهرب بإتجاه المناطق التي تسيطر عليها القوات الأمنية العراقية".

واوضح المرصد في تقرير اطلعت على نصه «إيلاف» اليوم ان حوالي نصف مليون مدني ما زالوا يعيشون في المناطق التي ما زالت تخضع لسيطرة تنظيم داعش في ساحل الموصل الأيمن وهم يواجهون خطر الموت بسبب القصف غير الدقيق وتعمد التنظيم إستخدامهم دروعاً بشرية.

وقال ناشطون وعمال إغاثة أثناء تواجدهم في مدينة الموصل إن "أكثر من 40 مدنياً قُتلوا خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين عندما إستخدمهم تنظيم داعش دروعاً بشرية وقصفتهم الطائرات الأميركية". والأربعون مدني كانوا من سكان مناطق السرجخانة والفاروق والشهوان والميدان وحي الرسال. واكدوا أيضاً أن "تنظيم داعش يعتلي أسطح المنازل ويرتدي الأزياء العسكرية التي ترتديها القوات الحكومية العراقية لعدم لفت الإنتباه، لكن بعد أن تعلم القوات الأمنية بذلك فإن المنزل بأكمله يُستهدف".

واضاف المرصد إن "تنظيم داعش يحتجز مدنيين في سراديب لإستخدامهم دروعاً بشرية، وهذا حدث تحديداً في منطقتي موصل الجديدة وحي الرسالة". واكد تعرض المئات من السكان في الساحل الأيمن إلى صدمات نفسية وهناك حالتي إنتحار حدثتا خلال الشهر الماضي في مدينة الموصل القديمة.

وحذر المرصد من إن إستمرار القوات الحكومية بإستخدام الأسلحة الثقيلة بشكل مفرط في المناطق المكتظة بالسُكان وعدم مراعاة الملف الإنساني سيزيد من أعداد القتلى المدنيين ويساعد تنظيم داعش &على إنجاح خططه في إستخدامهم دروعاً بشرية. ودعا قادة الجيش العراقي وجميع من يساندهم في معركة استعادة ايمن الموصل &إلى الإلتزام بالقانون الدولي الإنساني واتخاذ الخطوات اللازمة للحد من خطورة تنظيم داعش على سلامة المدنيين&واستخدامهم دروعاً بشرية وضرورة التزام الحكومة العراقية وجميع من يساندها في معركة تحرير الموصل بالقانون الدولي الإنساني وباتخاذ الخطوات اللازمة للحد من خطورة التنظيم تجاه المدنيين.

وطالب المرصد التحالف الدولي والجهات الإستخبارية المسؤولة عن تحديد أهداف عناصر "داعش" على تحديدها بدقة تامة لمنع تعرض المدنيين للخطر ودعا التحالف إلى أهمية إعطاء سلامة المدنيين الأولولية في الطلعات الجوية التي يشنها ضد التنظيم.&

نازحون من الموصل يحملون موتاهم

&

ارتفاع عدد نازحي الموصل الى 415 الفًا &

واكد المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن أعداد النازحين من محافظة نينوى منذ بدء العمليات العسكرية لتحريرها في 17 اكتوبر 2016 إرتفعت إلى 415 ألف نازح بعد خمسة أشهر على بدء المعارك.

وعبر عن قلقه على حياة النازحين الذين يسكنون في المخيمات أو خارجها مؤكدا ضرورة الإهتمام بسلامة نصف مليون آخرين ما زالوا يتواجدون في المناطق التي يُسيطر عليها تنظيم داعش في أجزاء من ساحل الموصل الأيمن.

وحتى يوم امس العشرين من مارس بلغ عدد النازحين الذين وصلوا للمخيمات أكثر من 415 ألف نازح، توزعوا على مخيمات الجدعة 1 و2و3و4، والنركزلية وحمام العليل وحسن شام والقيارة - مدرج المطار-، بالإضافة إلى ذهاب بعضهم لدى أقاربهم في مناطق الساحل الأيسر المحرر.

&نازحون من الساحل الأيمن توجهوا نحو الساحل الأيسر لدى أقاربهم تحدثوا للمرصد عن "عدم وجود ما يساعدهم على البقاء أثناء تواجدهم في مخيم حمام العليل لذا قرروا الذهاب إلى الساحل الأيسر الذي يعاني بدوره من نقص في بعض الخدمات". واشاروا الى إن "منزلهم في حي الرسالة سقط بشكل كامل بسبب القصف الجوي، وهم غير قادرين على العيش في الخيام بسبب عددهم الكبير الذي لم تسعه الخيمة". واضافوا "قررنا الذهاب لدى أقاربنا لعلنا نحصل على عمل أو حياة أفضل من المخيمات".

وتحدث نازحون اخرون قائلين انهم "رأوا الموت عندما هربوا من مناطق النزاع" فقد "تركنا كل شيء ونجونا بأرواحنا عندما كانت تشتد المعارك في حي المأمون". وتحدثوا عن "صعوبة العيش في الخيام بسبب نقص المستلزمات الحياتية، لكنهم قالوا إنها أفضل من الموت الذي رأيناه".

ورأى المرصد في تقريره أن تأخر تحرير ما تبقى من مدن يسيطر عليها تنظيم داعش يُشير إلى إحتماليات عديدة &منها حدوث مجاعة ووفاة أعداد أخرى من المدنيين. واشار الى ان المعلومات التي تحدث بها قادة عسكريين أميركان عن إستناد معركة تحرير الموصل إلى تقديرات عسكرية خاطئة، يبعث على الخوف من سقوط أعداد أخرى من المدنيين جراء العمليات العسكرية أو إستخدامهم دروعاً بشرية من قبل تنظيم &داعش .

وناشد المرصد الجهات التنفيذية العراقية المعنية بإدارة شؤون النازحين الاستجابة بشكل سريع للعوائل التي نزحت من مناطق الساحل الأيمن من مدينة الموصل وأن تكون على إستعدادٍ لإستقبال الذين سينزحون في وقتٍ قريب. وطالب الحكومتين الاتحادية والمحلية القيام بواجباتها تجاه النازحين ومضاعفة الجهود الإغاثية داعيا وكالات الامم التحدة في العراق والمنظمات الدولية والمحلية بإتخاذ الخطوات اللازمة لايصال المساعدات الانسانية الى سكان مدينة الموصل.
وشدد المرصد العراقي لحقوق الإنسان على السلطات كافة ضرورة مراعاة المبادئ التوجيهية بشأن التشريد الداخلي والتي تضمنها قرار اللجنة الدولية لحقوق الانسان 1997/39″.. مطالباً الحكومة العراقية والامم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية باتخاذ الخطوات اللازمة لإعانة النازحين من الموصل والمدن الأخرى وإيصال المساعدات الإنسانية لهم.

نازحون هاربون من الموصل

&