إيلاف من لندن: يأتي الهجوم الإرهابي اليوم الأربعاء في محيط مجلس العموم البريطاني في منطقة ويستمنستر في قلب العاصمة لندن، بعد ثلاثة أيام من مناورة أجرتها شرطة لندن لمحاكاة لعملية خطف زورق سياحي في نهر التيمز يوم الأحد في إطار تدريب على هجوم إرهابي محتمل.

وشارك في المناورة أكثر من 200 من ضباط الشرطة وهي شملت أيضا مؤسسات أخرى مثل هيئة الإطفاء وخدمة الإسعاف وحرس الحدود. وقالت شرطة لندن في بيان "شمل برنامج التدريب خطف مجموعة من السياح في قارب سياحي في نهر التيمز واحتجاز عدد من الرهائن والإبحار في النهر إلى وسط لندن من أجل تنفيذ هجوم إرهابي."

وقال البيان "استهدف التدريب اختبار الإجراءات الخاصة بالرد وقواعد القيادة والتحكم لخدمات الطوارئ في العمل مع شركاء على مواجهة مثل هذا الموقف."

وقالت الشرطة إن التدريب لم يكن دافعه معلومات استخبارية، لكن في العام الماضي أوصت مراجعة مستقلة لمدى استعداد لندن لمواجهة هجوم إرهابي، أمر بها رئيس بلدية المدينة، بتعزيز إجراءات الأمن في النهر.

تعزيزات

ويشار إلى أن الشرطة البريطانية كثفت وجودها في لندن وعدد من المدن الكبرى بعد كشفها عن إحباط أكثر من ثلاث عشرة محاولة إرهابية في العامين الماضيين.

وتتزامن هذه التطورات الأمنية مع تصاعد المخاوف من انخفاض مستوى التنسيق الأمني مع الأوروبيين بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وعززت الشرطة البريطانية اجراءاتها في عدد من المراكز الاستراتيجية في لندن تحسبا لهجمات إرهابية أصبحت أكثر من محتملة، وفقا لتقارير أمنية استخبارتية استند إليها جهاز الشرطة قبل الإعلان عنها ، التقارير التي تم الإعلان عنها تفيد بأن عدد العمليات التي خطط لتنفيذها تراوح بين 13 و 23 هجوما سنويا بين عامي 2011 و 2016.

وحسب تقارير فإن الجهات المتهمة بتنفيذ هذه العمليات الإرهابية، إسلامية متطرفة.&

وقالت التقارير إن الشرطة البريطانية اعتقلت 264 شخصا في إطار الحرب علي الإرهاب، حيث أدين منهم 253، ويقول دنيس كلارك وهو موظف في وكالة الأمن البريطانية: "لكي نضمن للمواطنين عدم وجود إرهابيين بيننا ، علينا ان نوفر حيزا كبيرا من الرقابة وهو أمر قد يزعج الكثيرين، ولهذا علينا ان نكون دقيقين في معلوماتنا عن الأشخاص الذين نعتقد أنهم يشكلون خطرا فعليا علينا".&

وتوزعت جغرافيا الأعمال الإرهابية التي تم التخطيط لتنفيذها في مدن مثل لندن وبيرمنغهام ، من مواطنين بريطانيين نشأوا وتربوا في عائلات مسلمة، بالإضافة إلى عدد آخر من البريطانيين المعتنقين للإسلام.

مخاوف&

وهذه التطورات تتزامن مع تنامي المخاوف الأضرار التي قد تلحقها عملية انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وخصوصا الفراغ الذي قد ينجم عن تقليص التنسيق الأمني والاستخباراتي بين الأجهزة البريطانية ونظيراتها في الاتحاد الاوروبي، وهو تخوف ترفضه الحكومة البريطانية التي تؤكد حرصها على ان الإنسحاب لايعني وقف التنسيق الامني.&

وكان مايكل فالن وزير الدفاع البريطاني صرح لـ(روسيا اليوم -RT):نحن نحث الاتحاد الاوروبي علي أن ينسق أكثر مع حلف الناتو لتفادي ازدواجية العمل، كما أننا ننسق معا لمواجهة الاخطار الجديدة التي تحدق بنا، ونسعى إلي تعزيز التعاون المعلوماتي والتكنولوجي".&
&