قصف في دمشق

المعارضة شنت هجوما مفاجئا على حي جوبر شمالي شرقي دمشق

ناقشت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، الهجوم الأخير الذي شنته فصائل من المعارضة المسلحة على مداخل دمشق الشمالية الشرقية ومدى تأثير القتال الدائر على مسار مباحثات "جنيف "5.

وانتقدت الصحف السورية الموالية للحكومة الهجمات واعتبرتها "تقويضاً لمباحثات أستانة ومواجهة سياسية خاسرة" في جنيف، بينما اعتبر آخرون تلك الهجمات تقدماً "عرّى ضعف دفاعات النظام والميليشيات الداعمة له".

"هزيمة معلنة سلفاً"

في صحيفة الوطن السورية، رأى مازن جبور أن جولة "جنيف 5" تنطلق اليوم بينما "تسير وقائع الميدان بما لا تشتهي سفن المعارضة ورعاتها وممولوها في الإقليم خصوصاً وفي الغرب عموماً".

وفي الصحيفة ذاتها، كتب بسام أبو عبد الله: "وإذا كان أولئك الذين سوف يجلسون في جنيف ممن يسمون (معارضة) ما زالوا يعيشون أوهاماً، ووعوداً مع كل جولة من التفاوض، فالنصيحة لهم أن يفهموا أن مآل [جبهة] النصرة، وغيرها من تنظيمات القتل، والإرهاب هو الفناء، وإن طال الزمن".

وعلى نفس المنوال، قال بسام هاشم في صحيفة البعث السورية: "هكذا تدخل 'جبهة النصرة' معاركها في جوبر وريف حماة الشمالي بهزيمة معلنة سلفاً، وهكذا تجرّ معها باقي شتات المعارضة إلى مواجهة سياسية جديدة أقل مايقال فيها: إنها خاسرة، أو -بالتعبير التقني- غير متكافئة. وهكذا أيضاً تتضاءل الآمال بتحقيق أي اختراق في جنيف، مهما كان نوعه".

وبالمثل وصف مصطفى المقداد في صحيفة الثورة السورية الهجمات الأخيرة بأنها "حالة إفلاس بجميع معانيه ومضامينه"، وأضاف:"المليارات من الدولارات لم تنفع في تغيير المعادلة على الأرض، وعشرات آلاف الإرهابيين ممن تم استقدامهم من شتى بقاع الأرض لم ينشروا غير الخراب والدمار والقتل وتراجع حربهم النفسية والإعلامية وخسران القدرة على تعويم وجودهم وحضورهم الدولي، فمن استقدمهم ودربهم ومولهم يقف عاجزاً عن الدفاع عنهم وتقديمهم على أنهم المخلصون للأبرياء أمام الشعوب الغربية".

من جانبه، رأى زهير ماجد في الوطن العمانية أن "التصعيد الميداني الذي تشهده اليوم بعض محاور القتال في سوريا...ليس متوقعاً له أو منه، أن يفضي إلى تحول 'استراتيجي' في مسارات الحرب والسلام في سوريا، والأرجح أن يبقى في الإطار 'التكتيكي'، الذي يستهدف تحسين شروط الميدان حيناً أو تعديل شروط التفاوض في أستانا وجنيف حيناً ثانياً".

المعارضة "رقم صعب"

وإلى صحيفة العرب اللندنية التي رأت أن " فصائل المعارضة نجحت مجددا في فرض نفسها كرقم صعب في المعادلة السورية... وأثبتت قدرتها على التأثير في موازين القوى على الساحة السورية، بإشعالها جبهتي دمشق وحماة في ذات الوقت، وسط إمكانية أن يتمدد هذا التصعيد في الفترة المقبلة وربما يطرق بوابة الساحل، في حال فشل استحقاق جنيف...سوف يؤثر هذا التقدم بشكل كبير على استحقاق جنيف، حيث أن وفد النظام سيجد نفسه في وضع صعب عكس الجولة الماضية الذي كان هو المهيمن عليها".

وقال زياد عيتاني في صحيفة عكاظ السعودية "الندابون لاذوا بالفرار والذين استقدموا للاستيطان مكان أهل الأرض الدمشقيين، عادوا أدراجهم إلى بلادهم ما إن تلقوا الأخبار الأولى لمعركة الكاراجات. هو السقوط الكامل للمشاريع الفتنوية. على جبهة النظام فإن المعركة رسمت له خريطة الطريق الواضحة والتي فيها خيار بين أمرين، الأول الذهاب إلى 'جنيف 5' والقبول بالتسوية المبنية على قرارات الشرعية الدولية أو الثاني وهو السقوط في ساحة العباسيين بيد أبناء جوبر والقابون وداريا والغوطة والحميدية".

أما عريب الرنتاوي فأشار في الدستور الأردنية إلى أن هناك "أطرافا عديدة لها مصلحة في تعطيل مسار أستانة - جنيف، بعضها - إسرائيل - لها مصلحة استراتيجية في إطالة أمد الحرب الدائرة في سوريا وعليها ... بعضها الآخر، له مصلحة في تعزيز نفوذه و'تكبير، حصته من كعكة الحل النهائي للأزمة السورية ... وبعضها الثالث، يسعى في تهيئة الظروف لمساومات ومقايضات مع القطبين الدوليين: روسيا والولايات المتحدة".