نصر المجالي: وسط مخاوف من تنامي تيار "الشعبوية" وغياب رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، أكد قادة الاتحاد الاوروبي في بيان ختامي عن قمة روما توحدهم بعد 60 عاما على تأسيس التكتل.&

بمناسبة مرور ستين عامًا على توقيع اتفاقيتي روما اللتين أسستا لنشوء الاتحاد الأوروبي التقى زعماء بلدان الاتحاد، في مبنى الكابيتول في العاصمة الإيطالية روما في القاعة نفسها التي وقعت فيها الاتفاقية.

وقبل أربعة أيام من تقديم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أوراق انسحاب بلادها في ضربة غير مسبوقة للتكتل أشاد قادة الدول الأعضاء بالسلام والرخاء الذي تحقق على مدى الستين عاما وتعهدوا بتعزيز الوحدة التي تأثرت بأزمات إقليمية وعالمية.

ووقع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرون (إعلان روما) بهدف التأكيد على الوحدة والمستقبل المشترك، في خضم بروز الانشقاقات وتصاعد التيارات الشعبوية المناهضة للحاضنة الأوروبية.

ويتضمن إعلان الدول الـ27 السبت "تصميما على جعل الاتحاد الاوروبي أقوى وأكثر صمودا عبر تعزيز الوحدة وتوثيق التضامن"، والتشديد على "اتحاد لا ينفصم" ردًا على خروج بريطانيا من الاتحاد. ويؤكد الإعلان على القول: "اتحدنا من أجل الأفضل. أوروبا مستقبلنا المشترك".

رحيل بريطانيا

ووسط مخاوف من أن يؤدي رحيل بريطانيا، ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا والقوة العالمية الكبرى، من الاتحاد إلى تفككه يقول العديد من القادة إن التحرك قدما هو السبيل الوحيد لإحياء التأييد الشعبي للتكتل من خلال المزايا الاقتصادية والأمنية.

زعماء اوروبا قبل 60 عاما حين توقيع وثيقة الاتحاد

جدل&

لكن الجدل الدائر منذ أيام بشأن صياغة إعلان روما المؤلف من ألف كلمة والتأكيد المنتظر من ماي بالانسحاب واحتشاد عشرات الآلاف من المتظاهرين خلف صفوف الطوق المشدد الذي فرضته الشرطة حول قصر كامبيدوليو كانت كلها تذكرة بالتحديات التي تواجه إبقاء 27 دولة على مسار مشترك.

وقال أنطونيو تاياني رئيس البرلمان الأوروبي: "نحن لسنا متعبين من أوروبا، بل نريدها أن تعمل على نحو أفضل. للأسف ارتُكبت الكثير من الأخطاء. واتحادنا مايزال غير مكتمل، وعاجز عن معالجة المشكلات والانقسامات، وغير فعال وبيروقراطي".

عن مخاوفه قال تاياني: "بوصفي رئيس البرلمان الأوروبي، أنا قلق من الاستياء المتزايد لدى الكثير من المواطنين، وأؤكد أن قدرتنا على التقدم رهن بتقريب أوروبا من الشعب"، حسب ما نقل عنه موقع (يورونيوز- Euronews).

قبل 60 عاما

يشار إلى أنه قبل ستين عاما التقت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ في روما وتعهدت "إرساء أسس اتحاد بين الشعوب الأوروبية". حيث وقعت في ذلك الحين اتفاقيتان، الأولى الخاصة بانشاء المجموعة الاقتصادية الاوروبية، والثانية الخاصة بانشاء مجموعة الطاقة الذرية.

وبعد هذه السنين، فإن شبح الانقسام يخيم على أوروبا، فالغائب الأكبر عن الاجتماع هو رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي التي تستعد لإطلاق إجراءات الطلاق مع الاتحاد الأوروبي (المعروفة بالبركسيت) في الـ29 من نهاية الشهر الجاري.&

جيل الحرب&

وإلى ذلك، فإن قادة الاتحاد أشادوا ببعد نظر زعماء "جيل الحرب" من الخصمين السابقين فرنسا وألمانيا الذين وقعوا على معاهدة روما في نفس القاعة في 25 مارس آذار 1957 مع إيطاليا وبلجيكا ولوكسمبورج وهولندا.

يذكر أن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر كان قد كشف مطلع الشهر عن "الكتاب الأبيض" حيث عرض تصوره لمرحلة ما بعد البريكست.

الشعبوية

ومع قمة روما وبيانها، قإن الاتحاد الأوروبي يواجه خطورة كبيرة تتمثل بصعود الشعبويين في معظم البلدان الأوروبية، من أمثال زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية اليمينية المتطرفة مارين لوبن التي تدين باسم “الشعب الانحرافات التوتاليتارية” للاتحاد الاوروبي وتدعو للخروج منه.

وقال رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني" "توقفنا في مساراتنا وأثار ذلك أزمة تمثلت في رفض الرأي العام لنا" في إشارة لتصويت البريطانيين بتأييد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وقال إن عدم دفع المشروع خلال عقد من التباطؤ الاقتصادي أعاد "قومية ضيقة الأفق" للظهور. وأضاف أن قمة روما تطرح بداية جديدة "ينطلق بها الاتحاد من جديد... وله رؤية للسنوات العشر القادمة".

المستقبل

وأكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه يجب أيضا على الاتحاد أن يعالج شكاوى أجيال ترى أن الحرب صفحة يطويها التاريخ. وقالت للصحفيين "علينا أن نهتم في المستقبل وفي المقام الأول بمسألة الوظائف".

وقالت ميركل إن قادة دول الاتحاد يريدون تهدئة مخاوف الشعوب بشأن الاقتصاد والرعاية الاجتماعية والهجرة والدفاع من خلال "أوروبا توفر الحماية" بضمانات مطمئنة.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر "اليوم نجدد عهودنا ونعيد التأكيد على التزامنا باتحاد غير منقسم وغير قابل للانقسام."

وحذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك من شيوع انطباع بأن الاتحاد الأوروبي كيان يقتصر على القواعد التنظيمية وقال "لماذا نفقد الثقة في الهدف من الوحدة اليوم؟ هل لمجرد أن هذا أصبح واقعنا؟ أم لأننا مللنا وسئمنا؟"

&

للإطلاع على نص إعلان روما باللغة الإنكليزية الرجاء الضغط على الرابط التالي

http://www.consilium.europa.eu/en/press/press-releases/2017/03/25-rome-declaration/