إيلاف من بغداد: نأت القوات العراقية بنفسها عن أي مسؤولية عما اطلق عليها "مجزرة الموصل"، التي قتلت 136 مدنياً، واكدت ان القتلى سقطوا بتفخيخ تنظيم داعش للبيوت، مشددة على انه لم تكن هناك أي ضربة جوية في الحي الذي سقط فيه الضحايا.. فيما اكد قائد عسكري أن البغدادي ليس موجودًا في الموصل وانما في منطقة الجزيرة قرب الحدود السورية.

وقالت قيادة القوات العراقية المشتركة في تقرير حول ما قالت إنه "تقصي الحقائق حول قتل مدنيين في الموصل"، وحصلت عليه "إيلاف" الاحد، "تتكرر مع كل انتصار يحققه العراق محاولات وادعاءات لإرباك الراي العام وبث قصص فيها مبالغات ومغالطات كبيرة. كما تناقلت وسائل اعلام عن ضربة جوية تسببت في قتل مئات المواطنين".

عمليات دفن جماعية لمدنيين ضحايا معارك الموصل

واشارت الى أنه من اجل احاطة الرأي العام بكامل الحقائق فإنها توضح:

اولاً: بتاريخ 17 مارس الحالي،&شرعت قطاعات جهاز مكافحة الارهاب باقتحام حي الرسالة، وفجرت عصابات داعش الارهابية عددًا من العجلات المفخخة الكبيرة مع انتحاريين لإعاقة تقدم قطعاتنا. بعد تدمير العدو استطاعت قواتنا من تطهير كامل حي الرسالة، وذلك في تمام الساعة السادسة مساء من نفس اليوم.

ثانيًا: في تمام الساعة الثامنة، تم توجيه ضربة جوية من التحالف الدولي على مجموعة من الدواعش ومعداتهم بطلب من القوات العراقية .

ثالثًا: من خلال معلومات دقيقة من مواطنين ذكروا ان عصابات داعش تحتجز العوائل في بيوت مفخخة وتجبرها البقاء فيها وتستخدم هذه البيوت للقناصين والانتحاريين وتفجرها عليهم عند تقدم قواتنا، حيث تم تشكيل فريق لفحص هذا البيت ووجده مفخخًا ويحتجز فيه 25 من النساء والاطفال تم انقاذهم جميعاً وهم بسلامة وامان.

رابعًا: تم تشكيل فريق من الخبراء العسكريين من القادة الميدانيين لفحص مكان البيت الذي تناقلته وسائل الاعلام وتبين ان البيت مدمر بشكل كامل 100% . وجميع جدرانه مفخخة ولاتوجد أي حفرة أو دالة على انه تعرض الى ضربة جوية. ووجد بجواره عجلة كبيرة مفخخة مفجورة وتم اخلاء 61 جثة منه وخلال الحديث مع شهود عيان من المنطقة افادوا ان داعش فُخِخت البيوت واجبرت العوائل على النزول في السراديب واستخدمت هذه البيوت الى الانتحاريين لإطلاق النار باتجاه قواتنا الامنية .

خامسًا: مازالت عصابات داعش لحد هذا اليوم تستخدم الصهاريج المفخخة في هذا القاطع، حيث فجرت مساء يوم امس السبت ٢٥&مارس الساعة السابعة والربع صهريجًا كبيرًا على قطعاتنا في نفس القاطع.

ودعت القيادة وسائل الاعلام والشخصيات السياسية توخي الدقة واخذ المعلومات من مصادرها الرسمية للوقوف على الحقائق . وقالت "مازالت قواتنا تخوض معارك شرسة وتقدم التضحيات من اجل تحرير اهلنا وابناء شعبنا في نينوى .. وما زالت التحقيقات مستمرة .

نقل ضحايا المعارك من المدنيين في الموصل

قائد عمليات الموصل: البغدادي في الجزيرة قرب الحدود السورية

ومن جهته، اكد قائد عمليات قادمون يانينوى، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، عدم وجود زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادي داخل مدينة الموصل.

وقال يارالله "إن المعلومات المتوفرة لدينا تشير الى أن البغدادي غير موجود في المناطق التى نقاتل بها، وبحسب معلوماتنا الاستخبارية فهو موجود في منطقة الجزيرة بالقرب من الحدود السورية لاسيما في المناطق التي لم تحرر، وهناك معلومات تقول انه جرح بعد غارات جوية ونقل الى الرقة، وهناك معلومات أخرى تقول انه مختبئ بالبعاج ".

وأضاف القائد العسكري العراقي في تصريح صحافي نقلته الوكالة الوطنية العراقية للانباء، واطلعت عليه "إيلاف"،&&أن البغدادي لا يمثل لنا أهمية، فهو فقد السيطرة بالكامل على الأرض، ومن يقاتلون معه يقومون بذلك دون قيادة، وبسيطرة لامركزية في المناطق التي نقاتل بها، ودوره انتهى في هذه المنطقة".

وأشار يارالله الى معركة الموصل قائلاً "لقد أجبرنا على تحييد كثير من أسلحتنا، فمن النادر استخدام سلاح المدفعية أو الهاون، وكذلك الطائرات نلجأ لضربات دقيقة جدًا من طراز أف 16، حتى نضمن ضرب الهدف فقط، وعدم سقوط قتلى من المدنيين، لهذا السبب المقاتلون في المدينة سواء من الشرطة الاتحادية أو قوات مكافحة الإرهاب يستخدمون أسلحتهم الشخصية".

وأكد " ان من النادر أن نستخدم الأسلحة الثقيلة، حتى لا نسقط المدنيين وهذا السبب أدى الى تأخير الحسم في العمليات العسكرية، وبالرغم من مرور شهر لم ننجز تحرير 50% من الساحل الأيمن للموصل بسبب تلك المعوقات التي تمنع تقدم القوات، لأننا نسعى للحفاظ على البنية التحتية والمواطنين".

واوضح أن هناك مستشارين من التحالف الدولي في عمليات الموصل، وأغلبهم من الولايات المتحدة &وهناك من بريطانيا، وهناك مستشارون إيرانيون مع الحشد الشعبي وموجودون بغرض الدعم". وبين "ان قوات التحالف واجبها تقديم الدعم الجوي، والمعلومات الاستخبارية، والتدريب، أما من يقاتل على الأرض ويحرر المناطق فهي القوات العراقية بكل مسمياتها".

وأعرب يار الله عن اسفه لعدم وجود أي دعم من القوات العربية أوالدول العربية على الأرض، خلال العامين الماضيين .. مستدركًا "لكننا نشارك دورات للقوات الخاصة في الأردن أو نرسل ضباطًا للتدريب في مصر، لكن كدعم حقيقى لا يوجد أي دعم من الدول العربية المحيطة بالعراق أو الدول العربية بشكل عام".

وكانت القوات العراقية اتمت في 24 يناير الماضي وبإسناد جوي من التحالف الدولي تحرير كامل الجانب الشرقي الايسر من الموصل، فيما استأنفت القوات حملتها العسكرية في 19 فبراير الماضي لاستعادة النصف الغربي الايمن من المدينة.