إيلاف من لندن: كشفت تقارير صحفية نشرت في لندن اليوم الأحد جانبًا مهمًا من الحياة العائلية لإرهابي البرلمان خالد مسعود، وقال إن ابنته الصغرى تمردت عليه مختارة طريقاً آخر بخلاف اختها الكبرى التي اتبعت طريق والدها بالتحول إلى الإسلام وارتداء الحجاب.

وقالت التقارير إن تيغان هارفي (18 عامًا)، وهي الابنة الصغرى لمهاجم البرلمان البريطاني يوم الأربعاء الماضي 22 مارس 2017 رفضت طريقة والدها في اختيار الحياة الإسلامية "الجهادية" الصارمة التي أرادها لها والدها، بعكس شقيقتها الأكبر آندي (24 عامًا) التي اختارت طريقًا آخر.

وأشار تقرير لصحيفة (ميل أون صنداي) اللندنية إلى أن الفتاتين هما نتاج زواج خالد مسعود من جين هارفي، التي كان التقاها العام 1991 قبل أن تحوله للإسلام والتطرف في السجن، حيث انهارت علاقتهما العام 2002 بعد خروجه من السجن بعد اعتدائه الوحشي على مالك حانة.&

ارهابي البرلمان خالد مسعود

صورة تيغان

ونشرت صحف بريطانية صورة لتيغان، ترتدي فيها فستانًا أسود براقًا، وتبتسم إلى الكاميرا، الأمر الذي جعلها تنفرد بتقديم صورة مختلفة تمامًا لابنة متعصب.

وكان مسعود (52 عامًا)، الذي اعتنق الإسلام، قتل بالرصاص، في هجوم الأربعاء، حين دهس مجموعة من المارة بسيارته، ثم حاول اقتحام مبنى البرلمان بوسط لندن.

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم، ومنذ ذلك الحين ركزت تحقيقات الشرطة على ما إذا كان مسعود له شركاء.

كنية الوالدة

وقالت الصحف البريطانية إن كنية الفتاتين على أوراقهما الرسمية على اسم والدتهما سيدة الأعمال الناجحة جين هارفي، التي كان انتقل خالد مسعود إلى منزلها بعد لقائه معها ( الذي يقدر بقيمة 700 ألف جنيه إسترليني) في قرية بالقرب من شرق مقاطعة ساسكس.

وعمل مسعود مديرًا لأعمال هارفي، التي تبلغ حاليًا 48 عامًا، في شركة آرون للكيماويات. وقالت صديقة، لم تكشف عن اسمها لصحيفة (ديلي ميل)، إن مسعود كان شابًا "ساحرًا" عندما وقع في غرام هارفي. وأضافت قالت الصديقة إن هارفي المعروفة باسم (جاي): "جاي فعالة جدًا، تهتم بعملها وابنتيها".

روهي حيدره&صديقة مسعود

الفتيات البيض&

من جانبها، نقلت صحيفة (التايمز) اللندنية عن زملاء لمسعود في طفولته في السبعينيات، أنه كان يسعى إلى صداقة الفتيات البيض، وكانت لديه أكثر من صديقة.&

وأوردت أنه في تلك الأيام كان بارد الاهتمام، والشخص الذي جذب الفتيات "كونه الصبي الأسود الوحيد في بحر من الوجوه البيضاء".

وتضيف الصحيفة في تحقيق عن حياة ارهابي البرلمان قائلة إن كل الأدلة تشير إلى أن مسعود كبالغ كان قد حاول إنشاء حياته الخاصة، ولكنه فشل. وأشار أحد أقاربه إلى أنه "كان هناك شيء خاطئ جدًا معه. واستحكمته الضغينة والتعبير عن الغضب والعنيف. وقد دمر ذلك السلوك العدواني علاقاته الشخصية، وأدى إلى حكمين بالسجن".

ادريان راسل المز

وأشار تحقيق الصحيفة، إلى أن مسعود كان يحمل اسم أدريان راسل إلمز، وولد عام 1964 من أم بيضاء بعمر 17 عامًا، غير متزوجة، تدعى جانيت إلمز من منطقة كرويدن في جنوب لندن. وقالت إن والده أب أسود لم يذكر اسمه في خانة الأب، في بيان الولادة.

وتزوجت جانيت من فيليب أجاو، وهو من أصول نيجيرية في عام 1966، حيث انتقلا للعيش معًا في منطقة تاندربريدج ويلز، حيث الأزواج مختلطي العرق نادرون جدًا هناك، في حينها.

وقال أحد زملاء دراسة أدريان في المرحلة الثانوية، ويدعى مارك أشداون:"ترعرعنا معًا، وكنا نقضي الليل كله في الحفلات مع الكثير من الشراب والمخدرات والجنس". &وكان أدريان الصبي الأسود صاحب الكاريزما، يعزف الغيتار، وأراد أن يكون نجم روك، حتى أنه قام بإنشاء فرقة خاصة به.&

وقالت الصحيفة إن مجموعات من المراهقين كانوا يأتون إلى منزله ليكونوا مع التلميذ صاحب الصوت "الرائع"، الذي كان رياضيًا لائقًا أيضا، وماهرًا في كرة القدم.&

أما بالنسبة للفتيات، فقد "كان لديه اثنتان أو ثلاث صديقات"، وكان يشرب الخمر على الرغم من أنه صغير من الناحية القانونية، وبدأ حينها جانب آخر منه في الظهور، بحسب تعبير الصحيفة.

طليقة مسعود، جين هارفي&

بارات&

وكشفت (التايمز) أن أدريان كان يتردد على البارات كثيراً، وأنه بدأ تعاطي المخدرات في سن 18 عاماً، وسجلت بحقه أول سابقة. &وبحسب ما نقلته الصحيفة، فإن مسعود في فترة مراهقته، لم ينفصل أبدًا عن الارتباط بأصدقاء وصفوا بـ"المجرمين".&

وقالت الصحيفة إن مسعود كان انتقل إلى بلدة هاستينغز، وحصل على وظيفة مديرًا متدرباً في وولورثس، لكنه ترك المدينة في وقت لاحق مع سلسلة من الديون. وفي منتصف العشرينات، التقى أجاو شابة كانت أفضل فرصة له في حياة محترمة. وكان ذلك عام 1991.&

وعمل مسعود مندوب مبيعات، وفي مهن أخرى، وبدأ الدراسة لنيل شهادة، وتمكن مع زوجته من شراء بيت لهما في قرية نورثيام الهادئة، في إيست إيسكس، تصل قيمته الآن إلى 700 ألف جنيه إسترليني.

نقطة التحول

وأشار &تحقيق (التايمز) إلى أن نقطة التحول الرئيسة في حياة أدريان (مسعود)، بدأت بعد مشادة في حانة في عام 2000 مع صاحبه الذي حاول الدفاع عن أحد العاملين فيها، فقام أدريان بجلب سكين كان يستخدمها لتزيين غرفة نوم ابنته، وخدش سيارته، ثم جرحه في وجهه.

وقال صديق أدريان، ويدعى لي لورانس، الذي شهد الحادثة هناك: “أتذكر فقدانه الكامل للسيطرة على نفسه. ثم عاد إلى طبيعته، وأعرب عن صدمته لفعلته”.

وقال لورانس البالغ من العمر 47 عامًا، في مقابلة مع صحيفة (ذي صن) الأسبوع الماضي: "حاولت أن أهدئه، لكنّ عينيه كانت مخيفتان. لقد وضع السكين أمام حلقي. أمسكت ذراعه ودفعته بعيدًا".

وبدأ أدريان يقول:ماذا فعلت، ماذا أفعل؟ أريد فقط الدم، أحلم بقتل شخص ما"، وسجن أدريان إثر هذه الحادثة لمدة سنتين.&

اعتناق الاسلام

وتابع التحقيق يقول: واعتنق أدريان (مسعود) الإسلام في السجن، وانفصل عن زوجته بعد خروجه منه. وقال أحد أصدقائه السابقين: "أعتقد أن جين كانت سعيدة جدًا لانتهائها من هذه العلاقة. كنا جميعا سعداء من أجلها".

وسجن مسعود للمرة الثانية لمدة ستة أشهر في عام 2003، لاعتداء آخر بالسكين، وجرح شخص في وجهه أيضًا. &وبعد خروجه من السجن في عام 2004، تزوج امرأة مسلمة تدعى فرزانة ماليك، واستمر زواجهما لثلاثة أشهر، فرت بعدها من منزله مرعوبة، وطلبت الطلاق منه، وفق تحقيق الصحيفة الذي نقل عن أقاربه شهادتهم بأنه "كان عنيفًا جدًا معها".

سفرات للسعودية

وقال التحقيق إن أدريان سافر ثلاث مرات إلى المملكة العربية السعودية كان أولها في نوفمبر 2005، وكان يدعي حينها أنه يدرس اللغة الإنكليزية في البلاد، ومن بين طلابه موظفون في إدارة الطيران المدني في جده، وبقي هناك لمدة عام كامل، قبل أن يعود إلى المملكة المتحدة.&

وعاد أدريان إلى المملكة العربية السعودية لفترة أخرى من أجل التدريس أيضا بين أبريل 2008 وأبريل 2009، وفقًا للسلطات. وفي مرحلة ما خلال هذه السنوات، بدأ أجاو يدعو نفسه بخالد مسعود. وكانت زيارته الأخيرة زيارة قصيرة في مارس 2015، عندما زار مكة من أجل الحج.

جماعة "المهاجرين"

وأوردت (التايمز) أن مسعود استقر بعد عودته إلى بريطانيا في مدينة لوتن، التي كان تنشط فيها جماعة المهاجرين المحظورة بقيادة الداعية المتطرف أنجم تشودري. وسجن العديد من أعضائها العام الماضي، بتهمة دعم وتأييد تنظيم الدولة.

وتشير السجلات الانتخابية في عام 2010، إلى أن مسعود كان يعيش مع إمرأة في المدينة تدعى روهي حيدره، من أصول غامبية (اعتقلت ثم أطلق سراحها بعد حادثة ويستمنستر)، ثم انتقل إلى منزل آخر في المدينة ذاتها، برفقة ابنته أندي البالغة من العمر 24 عامًا، التي ترتدي النقاب بعد تحولها إلى الإسلام أيضا. وانتقلت معه لاحقًا للعيش في مدينة بيرمنغهام.

وقالت إحدى صديقاتها: "كانت ترتدي حجابًا كاملاً، وأعتقد أنها غيّرت اسمها"، وأدت هذه الخطوة إلى خلاف عميق مع والدتها، التي على ما يبدو رفضت لباس ابنتها وحجابها.
&