واشنطن: حمّل الرئيس الاميركي دونالد ترامب الأحد الجناح المحافظ المتشدد في الحزب الجمهوري المسؤولية المباشرة عن اقسى هزيمة تعرض لها منذ انتخابه، وذلك بعد المحاولة الفاشلة لالغاء نظام أوباما الصحي واضعاف جهوده لمنع الاجهاض.

وغرّد ترامب صباح الأحد بعد يومين على غض الحزب الجمهوري النظر عن طرح الغاء نظام اوباما الصحي على التصويت في الكونغرس لانه كان محكوما بالفشل. وقال في تغريدته "الديموقراطيون يبتسمون في واشنطن لأن فريدوم كوكاس بمساعدة كلوب فور غروث وهريتايج قد أنقذوا جمعية تنظيم الأسرة وأوباماكير".

وبعد يوم من المشاورات خلف الكواليس حول الدروس المستقاة من النكسة المحرجة، بدا وكأن ترامب قد عاد الأحد الى سلوكه الاستعراضي المعتاد. 

وجاء هجومه المباشر على ثلاث منظمات جمهورية متشددة ونافذة ليسلط الضوء على التجاذبات التي يبدو من شبه المؤكد انها ستحتدم مع توجه ترامب نحو اولويات اساسية للعمل مثل الاصلاحات الضريبية والوعد بالانفاق على البنية التحتية.

فمنظمة "كلوب فور غروث" او "النادي من اجل النمو" المعروفة بتركيزها الشديد على معارضة سياسة زيادة الضرائب كانت دائما مؤثرة في دوائر واشنطن المحافظة، وقيل انها مولت حملة اعلانية بنصف مليار دولار لحض النواب الجمهوريين على معارضة القانون الصحي الذي تقدم به الحزب الجمهوري.

وكانت المنظمة من المنتقدين الاوائل لترشيح ترامب، ووصفته بأنه "ليبرالي حكومي كبير"، وانه من "أسوأ انواع السياسيين الذي يقول أي شيء من اجل ان ينتخبه الناس".

اما منظمة هيرتايج او التراث فهي مركز دراسات جمهوري متقدم، وعندما كان ترامب يضع العام الماضي لائحته للمرشحين المحتملين من اجل منصب رئيس المحكمة العليا، قال انه يعتمد في ذلك على مشورة "هريتايج" اضافة الى "فديراليست سوسايتي" وهي منظمة قانونية جمهورية ذات تاثير كبير.

ومع تضمين "جمعية تنظيم الأسرة" الأميركية في هجومه على المنظمات الجمهورية، وهي الجمعية الأكبر في البلاد التي تقدم خدمات الاجهاض، يبدو ترامب وكأنه يحرك قاعدته الشعبية من أجل المعركة المقبلة.

وكان ترامب قد غرّد الجمعة قبل التصويت على خطته الصحية محذرا الجناح اليميني في حزبه "المفارقة الساخرة ان فريدوم كوكاس التي تؤيد حق الحياة بشدة وتعارض تنظيم الأسرة تسمح لجمعية تنظيم الاسرة بالاستمرار في حال اوقفوا هذه الخطة". 

ويمنع قانون الجمهوريين الجمعية من تلقي تمويل فدرالي لتأمين وسائل منع الحمل بشكل مجاني للنساء من ذوي الدخل المحدود.