نصر المجالي: أعلنت شرطة لندن أنه لا يوجد أي دليل على علاقة مهاجم ويستمنستر، خالد مسعود، بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أو شبكة (القاعدة)، لكنه كان مهتما ب"الجهاد" على نحو واضح.

وقال نيل باسو كبير منسقي شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا إنه لا توجد أدلة أيضا على أن مسعود تحول إلى التشدد في السجن في 2003 وإن الإشارة إلى ذلك مجرد تكهنات.

وأضاف باسو في بيان أن "أسلوب هجومه يستند على ما يبدو إلى أساليب محدودة التطور والتكنولوجيا والتكلفة وهو مستنسخ من هجمات أخرى ويعكس خطاب زعماء الدولة الإسلامية في ما يتعلق بالأسلوب ومهاجمة الشرطة والمدنيين لكن في هذه المرحلة لا يوجد دليل على أنه بحث الهجوم مع آخرين".

تخمينات

وإلى ذلك، قالت الشرطة في تصريح لـ(بي بي سي) إن الحديث عن جنوح، خالد مسعود، للتطرف خلال وجوده في السجن أيضا محض "تخمينات" لا غير.

وقتل مسعود ثلاثة أشخاص دهسا بسيارته ثم طعن شرطيا طعنة مميتة، قبل أن يسقط برصاص الشرطة أمام البرلمان البريطاني في ويستمنستر وسط لندن.

وتعتقد الشرطة أن خالد مسعود كان يسير بسرعة 122 كيلومترا في الساعة عندما عبر جسر ويستمنستر، واستغرق الهجوم كله 82 ثانية.

ويبدو أن السيارة التي كان يقودها مسعود شوهدت في المنطقة قبل الهجوم، بيوم أو في اليوم نفسه، ولا يُعرف سبب ذلك.

4 ضحايا

وقتل خالد مسعود في هجوم ويستمنستر الشرطي، كيث بالمر، وعائشة فريد الموظفة في مدرسة ثانوية، والسائح الأميركي كيرت كوتشتران، البالغ من العمر 54 عاما، ومنظف النوافذ المتقاعد، ليزلي رودز، البالغ من العمر 74 عاما، من جنوبي لندن.

وكانت شرطة لندن قالت السبت إنها تعتقد أن خالد مسعود تصرف بمفرده، ولكنها "حريصة" على معرفة ما إذا كان سلوكه متأثرا بالدعاية الإرهابية. ولكن سكوتلاند يارد قالت إنها ربما "لن تفهم أبدا سبب إقدامه على فعل ذلك".

وعلمت الشرطة أن خالد مسعود استعمل خدمة الرسائل الالكترونية (واتساب) دقائق قبل الهجوم، بداية من الثانية وأربعين دقيقة، واستمر 82 ثانية فقط.

ام مسعود تدينه&

وإلى ذلك، أدانت ام خالد مسعود فعله الإرهابي، وأصدرت جانيت أجاو بيانا قالت فيه: "أنا لا أتغاضى عن أفعاله ولا أؤيد المعتقدات التي اعتبرها سببا في ارتكابه هذه الفظائع".

وتقوم الشرطة بحماية السيدة أجاو (69 عاما) خوفا من الانتقام من منزلها في ويلز بعد تفتيش منزلها في أعقاب الهجمات التي وقعت الأسبوع الماضي.

وقالت جانيت أجاو وهي أم لثلاثة أبناء: "إنني أشعر بالصدمة العميقة، والحزن، وأحس كأنني مخدرة بسبب الأفعال التي ارتكبها ابني التي قتلت وأصابت أشخاصا أبرياء في وستمنستر".

ووجهت أجاو التي تعيش في قرية تريليش الريفية الهادئة، في كارمارثنشير، على بعد أكثر من 200 ميل من مكان ارتكاب ابنها جريمته الارهابية الفظيعة، الشكر لأصدقائها وأسرتها والمجتمع كله على ما لقيته من حب ودعم لها ولأسرتها في هذا الظرف الصعب.

وقد استبعدت الشرطة أن تكون لها أي صلة بجرائم ابنها "ولكنها قلقة من أنها يمكن أن تُستهدف في منزلها المعزول".

سيدة محترمة

وتعرف السيدة أجاو من قبل القرويين بأنها "سيدة محترمة" في المجتمع، وهي تدير أعمالها الخاصة حيث تبيع الوسائد والحقائب المصنوعة يدويا من منزلها في قرية كارمارثنشير.

وقال أحد الجيران في تريليش: "أعتقد أنها ابتعدت عن ابنها قبل 20 عاما بسبب أسلوبه الإجرامي"، وأضاف: عرفت عائلة أجاو من وقت طويل مضى وهم لطفاء ويحترمون القانون.

ولا تزال جانيت أجاو تعيش مع زوجها فيليب البالغ من العمر 77 عاما الذي يعتقد أنه من أصول نيجيرية ويتعالج من مرض السرطان، وحين كانت في السابعة عشرة من عمرها سجلت ابنها الوحيد مسعود الذي اعطته آنذاك اسم أدريان إلمز، ثم تزوجت الرجل الذي وصفه بأنه والده بعد عامين.

وكانت الأسرة عاشت في تونبريدج ويلز، في مقاطعة كينت ثم انتقلت إلى منطقة ساسيكس بعد أن أصبح مسعود (أدريان إلمز) مجرما عنيفا.