أثارت صورة لمطرب عراقي هو حسين نعمة مع حفيدة الرئيس العراقي السابق صدام حسين ضجة وجّهت خلالها إلى المطرب اتهامات بالخيانة التي لا يمكن أن تبرر، بينما وجد البعض أن الصورة ليس فيها ما يغيظ، فيما أشار آخرون إلى أن الصورة للمطرب مع رغد ابنة صدام الكبرى وليس ابنتها.

إيلاف من بغداد: تداولت وسائل الاتصال الاجتماعي صورة للمطرب العراقي حسين نعمة مع (حرير) ابنة رغد الابنة الاكبر للرئيس العراقي السابق صدام حسين تم التقاطها في بيت والدتها في العاصمة الاردنية عمّان، بعد مشاركته في حفل فني هناك. وقد انتشرت الصورة بسرعة لتنال اهتمامًا كبيرا وتعليقات كثيرة توزعت ما بين السلب والايجاب، مع تأكيدات ان الصورة حقيقية وليست مفبركة، وان هذه الصورة نشرتها (حرير) على صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي.

رأى البعض أن الموضوع لا يحتاج هذه الضجة الكبيرة باعتبار ان المطرب حسين نعمة شخصية عامة مشهورة، وله تاريخ فني كبير، مثلما له جمهور عربي عريض، وان مسألة التقاط الصور في حفل عام مع نجم بشهرته أمر عادي جداً لا يستوجب سوء الظن، لكن البعض الاخر رأى ان التقاط هذه الصورة غير مبرر، لكون ابنة الرئيس السابق تمثل امتدادًا لاسرة صدام الحاكمة التي دمرت العراق، وطالب هذا البعض المطرب بالاعتذار للشعب العراقي وللضحايا الذين سقطوا في عهد النظام السابق.&

حسين نعمة يبرر&
من جهته نفى المطرب حسين نعمة معرفته بمن التقط معها الصورة، وقال: "قبل ايام شاركت بالغناء مع مجموعة من المطربين العراقيين حاتم العراقي ومحمد الشامي واكرم الرحال ومطربين ومطربات عرب لمؤسسة قنديل التابعة لاهلنا الكرد وبمناسبة اعياد نيروز في ارقى فندق في عمان، وكان الحضور من اهم المثقفين والاعلاميين والفنانين، اذكر منهم جواد الشكرجي وايناس طالب وحسين الاعظمي وغيرهم، وقد نجحت نجاحاً منقطع النظير، حيث تزاحم الحضور من الجنسين لالتقاط صور معي".&

أضاف شارحًا: "ولكن ما اثار تعجبي اني علمت ان هنالك صورة وبقربي رغد صدام حسين، واستغربت حين شاهدت تلك الصورة لانني لا اعتقد أنني استطيع معرفة شكل رغد، لانني ولأكثر من عشرين عام لم اشاهد لها صورة، ولا اعلم اين تقيم، او مكان سكناها، فكيف حصل هذا، واي جهاز تقني وثق هذه الصورة".

وتساءل: "لماذا هذا الحقد وهذه الكراهية؟، ماذا عملت من خطيئة، ولماذا هذا التعامل، هل انا متآمر، هل دخلت اسرائيل هل سرقت النفط وادخلت الدواعش، ولو كانت الصورة حقيقية، وطلبت رغد اخذ صورة معي، هل هنالك قانون يحاسب الفنان، اذا طلب منه اي عراقي اخذ صورة معه، وما هو الضرر من ذلك؟".

وتابع: "اتقوا الله وبدلاً من تجاوز البعض على مشاعري، طالبوا الحكومة والبرلمان باقرار قانون تقاعد الفنانين النايمة عليه الطابوقة ويا حريمة ويا حريمة ويا حريمة".

استغراب
وعبّر الاعلامي شاكر حامد استغرابه لهذا الاهتمام بالصورة، وقال: "البعضُ من العراقيين لا يمكنُ أن تضع مستقبل بلد بيده!! أكثرُ من ستمائة قتيل من المدنيين الأبرياء في الغارة الجوية الأميركية في الجانب الأيمن من الموصل.. ستمائة مدني قتيل لا يشغلون هذا الشعب!، وتشغلهُ صورةٌ مفبركة بالفوتوشوب للسيدة رغد صدام حسين والفنان الكبير حسين نعمة!، ولا تشغلهُ الدماء والخسائر الجسيمة في صفوف الجيش والشرطة والمتطوعين في الحشد الشعبي ومعاناة النازحين ومحنةُ العراق وعوزه المادي والفساد والإنحلال الأخلاقي!، أعتقدُ ومن دون جزم أنه شعبٌ يحنُ لرغد أن تَحكمَه".

صورة طبيعية
اما الكاتب احمد الشيخ ماجد فقال ان الصورة عادية، مضيفا: "يتعجب الأصدقاء من صورة حسين نعمة مع حفيدة صدام حسين او ابنته .. مع أنه كان يغني عن صدّام من دون حياء أو خجل!، وبالنسبة إليّ؛ الصورة طبيعية، سواء كان يدري، او لا يدري، وسواء كانت صحيحة او فوتوشوب".

اضاف: حسين نعمة وأقرانه من المطربين، لا يختلفون عن الشاعر الراحل عبد الرزاق عبد الواحد وغيره، مثلهم مثل كل من كان يترنم بمنجزات القائد للإمعان بتدميرنا أكثر.. لكن المشكلة، ان حقبة السبعينيات، فترة مقدّسة، لا يطالها النقد، وتشخيص الأخطاء.. هذه الحقبة الزاخرة "بالشعر" هي جزء من خرابنا الثقافي في الواقع".

تابع: "كذلك هم لا يختلفون عن المتغنين برؤوس الإسلام السياسي بعد 2003.. من مثقفين وكتّاب.. الذين ركبوا سفينة الطائفية، وتسميم عقول الناس بالترهيب المذهبي، والتضليل السياسي المتعمَّد، بعدما كانوا صورًا تبريرية لقمع الشعب العراقي في زمن البعث".

حملة ظالمة
بدوره الصحافي عمار ساطع يرى أن "هناك جهات تسخّر أوقاتها للبحث عن إشكالات لذرّ الرماد في العيون، بل وتلجأ إلى مثل أساليب كهذه لتشويه الحقائق والتجني على النجوم الكبار ونقل الأنظار إلى إرهاصات مشاكل وعمل اجواء لا تساوي شيئا في الحقيقة.. ماذا نتوقع..؟؟".&

اضاف: "اعانك الله فناننا الكبير حسين نعمة!! حملة يريدون النيل منك، وهم لا يدركون بانك أشبه بالجبل".

صور الضحايا
في حين أبدى الكاتب احمد صالح برأيه فقال: "(المستثقفون) الجدد.. الذين (برزوا) لنا بعد العام 2003 كأحد افرازات العملية السياسية (الساقطة) لم تستفزهم آلاف صور الضحايا والمشردين والمهجرين والفقراء التي سببتها عمليتهم السياسية ، لكن هذه الصورة استفزّتهم، فقلبوا الدنيا صراخًا وعويلًا، يطلبون ايضاحا وتفسيرا وربما اعتذارا جماهيريا يلقيه صاحب الصورة عليهم في المتنبي".

واضاف: "عندكم دولة وعلم ومؤسسات و(ديمقراطية !!) وجيش وشرطة ومكافحة ارهاب ومئات الاحزاب والميليشيات والقنوات الفضائية وووووبعدكم (تبحوشون) وراء أمرأة هجرها الزمن، ورجل على اعتاب القبر، قضى ثلاثة عشر عامًا في احضان عمليتكم السياسية، ولم يجن منها سوى الفقر والذل والاحتقار والنسيان".

جدير بالذكر أن رغد صدام حسين تقّيم في العاصمة الأردنية عمّان منذ عام 2003، برفقة عائلتها، وان ابنتها هي من زوجها حسين كامل، الذي تمت تصفيته من قبل عائلته عام 1996.. ولرغد منه 5 ابناء، هم علي وحرير ووهج وصدام وبنان.. أما المطرب حسين نعمة، فيعد من أشهر المطربين العراقيين، لاسيما خلال مرحلة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وما زال يقدم اغنياته، وقد ولد في مدينة الناصرية في جنوب العراق عام 1944.