نصر المجالي: خيّمت قضية اعتقال الولايات المتحدة مصرفيًا تركيًا كبيرًا بتهمة المشاركة في مخطط على مدى سنوات لانتهاك العقوبات المفروضة على إيران على محادثات وزير الخارجية الأميركي في أنقرة، بينما قال وزير العدل التركي إن الاعتقال هو إجراء "سياسي تماما".

وألقت السلطات الأميركية القبض على المسؤول المصرفي البارز في (بنك خلق) محمد هاكان أتيلا في مطار جي إف كنيدي يوم الأربعاء بتهمة التآمر للتهرب من العقوبات الدولية ضد إيران.&

ومع احتمالات تفجير قضية الاعتقال أزمة دبلوماسية جديدة لتركيا مع الولايات المتحدة، فإن هذه الأخيرة تتهم المصرفي التركي بالتآمر مع تاجر ذهب إيراني يدعى رضا ضراب تجري محاكمته حاليا، لغسيل مئات ملايين الدولارات من خلال النظام المالي الأميركي بالنيابة عن النظام الإيراني والشركات التابعة له.&

واتهم ممثلون للإدعاء الأميركي المصرفي التركي بالمشاركة في مخطط استمر عدة سنوات لخرق العقوبات الأميركية ضد إيران.

ويواجه اتيلا أيضا اتهامات بالتآمر مع تاجر الذهب التركي الإيراني رضا ضراب لتوجيه مئات الملايين من الدولارات من التحويلات غير القانونية عبر البنوك الأميركية بالإنابة عن الحكومة الإيرانية وكيانات أخرى في ذلك البلد.

موقف اردوغان

وقال وزير العدل التركي بكر بوزداج إن القضية تهدف إلى تشويه تركيا والرئيس رجب طيب إردوغان مضيفا أنه لا يوجد دليل على اتهام تركيا أو ضراب، وكان الرئيس إردوغان قال إنه يعتقد أن السلطات الأميركية كان لها "دوافع خفية" في محاكمة ضراب الذي اعتقل في مارس 2016 في ميامي.

وأضاف بوزداج يوم الخميس لقناة الخبر: "لا يوجد شيء من الناحية القانونية وتركيا تواجه مخططا سياسيا تماما" مضيفا أنه "يهدف إلى تشويه الدولة والحكومة والرئيس التركي".

وانتقد وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكي، الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة باعتقال المصرفي، وأضاف في تصريح لموقع (بلومبيرغ) أنه حتى في وقوع موقف كهذا كان لابد للسلطات الأميركية مشاركة هذا الأمر مع الحكومة التركية، وكان من الممكن طلب المصرفي للشهادة في تلك القضية.&

وهوى سهم بنك خلق، خامس أكبر بنك تركي، بنسبة 14 بالمئة يوم الأربعاء بعد توجيه الاتهام إلى نائب مديره العام محمد هاكان أتيلا لكنه عاود الصعود بنسبة 0.7 في المئة يوم الخميس.

يلدريم يلتقي تيلرسون

وإلى ذلك، اجتمع &وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في أنقرة، اليوم الخميس، مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، حيث دار البحث في اجتماع مغلق حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية.

وقالت مصادر تركية إن يلدريم بحث مع تيلرسون الجهود الرامية إلى مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين، وملف تسليم واشنطن زعيم منظمة الكيان الموازي الإرهابية "فتح الله غولن" إلى أنقرة.

وأوضحت المصادر أن يلدريم وتيلرسون تناولا الجهود الرامية إلى تطهير سوريا والعراق من تنظيم "داعش"، ومكافحة منظمة "فتح الله غولن" المسؤولة عن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا منتصف يوليو&من العام 2016.

ووفقًا للمصادر ذاتها، فقد طرح الجانب التركي خلال اللقاء بمقر رئاسة الوزراء، الخطوات التي ينتظرها من الولايات المتحدة في ما يتعلق بتسليم الإرهابي "فتح الله غولن" المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية إلى تركيا.