بروكسل: يحمل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي يشارك الجمعة لأول مرة في اجتماع لحلف شمال الأطلسي، رسالة حازمة الى حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين من الرئيس دونالد ترامب الذي يطالبهم بزيادة نفقاتهم الدفاعية.

ويلتقي تيلرسون وزراء خارجية الدول الثماني والعشرين الحليفة بعد توقفه في تركيا التي اجرى فيها مباحثات تمحورت حول النزاع السوري. اما في بروكسل فالأولوية لميزانيات الدفاع.

وتتولى الولايات المتحدة، القوة العسكرية الأولى في العالم التي يعتزم ترامب رفع ميزانيتها السنوية إلى 639 مليار دولار، نسبة 68% من مجموع نفقات الحلف.

وكانت واشنطن تشكو قبل وقت طويل من وصول الرئيس الجمهوري إلى السلطة، من عدم توازن حصص الإنفاق بينها وبين حلفائها الأوروبيين. ويطالب ترامب على غرار أسلافه بأن تتحمل دول الحلف الأخرى حصة أكبر من "الأعباء المالية"، من خلال تخصيص ما لا يقل عن 2% من إجمالي ناتجها الداخلي للنفقات الدفاعية.

وهذا ما التزمت به دول الحلف خلال قمة أطلسية في ويلز عام 2014، على أن تحقق هذا الهدف خلال عشر سنوات من ذاك التاريخ. وحتى الآن تمكنت خمس دول أوروبية فقط من تحقيق ذلك.

واكد الامين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس أن الأوروبيين باتوا مدركين لهذه المشكلة مذكرا بان نفقاتهم الدفاعية ارتفعت العام الماضي بمعدل 3,8%.

خطط وطنية

قال ستولتنبرغ أن الحلف الأطلسي يفكر بأن يوجه كل دولة الى وضع "خطة وطنية" ملزمة لزيادة النفقات العسكرية.

وصرح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن "الرئيس (ترامب) كان واضحا تماما ووزير خارجيته سيؤكد ذلك: لم يعد بإمكان الولايات المتحدة أن تتحمل حصة غير متكافئة من النفقات الدفاعية والقدرة الرادعة للحلف الأطلسي".

واضاف انه "من الضروري أن يفي الحلفاء بالتزاماتهم"، محذرا من ان تيلرسون "سيضغط بقوة" في هذا الاتجاه حتى وان كانت واشنطن تفتقد لوسائل الضغط.

ويفترض ان يعد اجتماع الجمعة لقمة الحلف التي سيحضرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 25 مايو في بروكسل. وستكون هذه أول زيارة لترامب إلى أوروبا، حيث سيلتقي حلفاء اربكتهم تصريحاته المدوية حول بريكست "الرائع" والحلف الأطلسي الذي "عفا عليه الزمن".

وسعى ستولتنبرغ بهذا الصدد الى طمأنة دول الحلف بعد زيارته لواشنطن في مارس ولقائه في بروكسل في شباط/فبراير مع نائب الرئيس مايك بنس ووزير الدفاع جيمس ماتيس.

وقال ستولتنبرغ ان ادارة ترامب "ملتزمة جدا حيال الحلف الأطلسي والعلاقة عبر الأطلسي. علمتنا حربان عالميتان والحرب الباردة ان لاستقرار أوروبا القدر نفسه من الأهمية بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة".

إشكال دبلوماسي

كاد هذا الاجتماع الوزاري للحلف أن يتسبب بإشكال دبلوماسي حين أبلغ تيلرسون المقل في تصريحاته، الأسبوع الماضي أنه لن يشارك في اليومين المقررين أساسا للقمة في الخامس والسادس من أبريل، بسبب زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى الولايات المتحدة.

وقال مصدر دبلوماسي في بروكسل ان واشنطن "لم تدرك معنى ذلك في سياق تغريدات وتصريحات الرئيس الأميركي غير المطمئنة بالنسبة للحلفاء". واضاف المصدر أن "ما زاد من تعقيد الأمر أن تيلرسون كان قد خطط لزيارة موسكو" في أبريل.

وحيال البلبلة التي أثارها احتمال تغيب وزير الدولة المساهمة الأولى والعضو المؤسس في الحلف الأطلسي، وهو أمر نادر للغاية، توجب إقناع الدول الـ27 الأخرى على وجه السرعة بتقريب موعد الاجتماع إلى 31 مارس ليكون التاريخ ملائما لتيلرسون.

وسيناقش الحلف الأطلسي الذي أسسته عشرة بلدان غربية عام 1949، مسالة روسيا وأوكرانيا ومكافحة الارهاب. ويستقبل تيلرسون ونظراؤه وزير خارجية اوكرانيا بافلو كليمكين لتأكيد تضامنهم مع اوكرانيا في مواجهة ما تصفه بأنه "عدوان" روسي في شرق البلاد.

وجرت مشاورات بين السفراء الخميس في إطار مجلس الحلف الأطلسي وروسيا، وهي هيئة حوار أنشئت عام 2002، غير أنه تم تجميدها عام 2014 بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية، واندلاع النزاع المسلح بين كييف والمتمردين الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. واعيد احياء المجلس قبل سنة.