القاهرة:&تحدثت كاتبة سيرة العائلة الملكية البريطانية، سالي بيديل سميث، في كتاب جديد لها، عن كم المضايقات الوحشية التي كان يتعرض لها الأمير تشارلز ( أمير ويلز وولي عهد المملكة المتحدة ) خلال مرحلة طفولته في المدرسة الداخلية التي كان يتعلم فيها.

وأشارت سميث في هذا السياق إلى طبيعة الشخصية الحساسة التي كان يتسم بها تشارلز منذ نعومة أظافره، وكيف كان يتأثر من الناحية النفسية بما يتعرض له في بعض الأحيان من توبيخ من جانب والده، الأمير فيليب، الذي كان يتسم بشخصيته القوية، التي كانت سبباً في تولد شعور دائم بالرعب لديه خلال سنوات حياته الأولى.

تشارلز مع الكلب الملكي "شوجار" في ويندسور.

&

قلق

ولفتت سميث إلى أن الأب فيليب كان يشعر بقلق لتخوفه من أن ينشأ تشارلز وهو بشخصية ضعيفة وغير قادرة على مواجهة المواقف المختلفة في الحياة، ما جعله يمضي في طريق التنشئة القاسية على أمل تغيير شخصيته وتحويلها لشخصية قوية.

ومضت سميث تشير إلى تلك المقابلة التي سبق أن أجريت مع تشارلز وقت كان عمره 20 عاماً، حيث سُئل وقتها عما إن كان والده صاحب شخصية منضبطة وصارمة، وما إن كان يطلب منه بأن "يجلس ولا يتحدث"، ليكون رد تشارلز على ذلك السؤال غاية في الوضوح والصراحة بقوله " هكذا كان يتعامل معي طوال الوقت".

تشارلز وزملاؤه في المدرسة مع معلمتهم في لندن عام 1957.

&

غياب التواصل

ونوهت سميث في نفس الوقت إلى حقيقة تأثر شخصية تشارلز في طفولته بانشغال كلا والديه بواجبات أدوارهما الملكية، وعدم تخصيص وقت كاف له ولشقيقته, آن، حيث برز غياب ذلك التواصل الفعلي في شهر مايو عام 1954 حين التقطت صور للملكة الأم، إليزابيث، والأب، الأمير فيليب، وهما يسلمان بالأيدي على تشارلز، الذي كان يبلغ وقتها من العمر 5 أعوام، وآن، 3 أعوام، بعد غياب استمر ما يقرب من 6 أشهر بسبب جولة كانت تقوم بها الملكة والأمير فيليب لدول منطقة الكومنولث.&

وهي الواقعة التي علّق عليها مارتن شارتيريس، الذي كان يعمل من قبل كسكرتير خاص للملكة إليزابيث، بقوله " لا بد وأن تشارلز كان يشعر بحيرة بخصوص ما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الأم والابن". كما سبق أن كشف تشارلز نفسه عقب انفصاله عن الأميرة ديانا عام 1992 للكاتب جوناثان ديمبليبي عن مشاعر الخوف والرعب التي كانت تنتابه بكل سهولة وهو طفل صغير بسبب شخصية والده القوية والصارمة. كما تحدث عن والدته بقوله إنها لم تكن غير مبالية بقدر ما كانت منفصلة عنه.

&الأمير تشارلز بالزي الخاص برياضة البولو برفقة والده في ساحة سميث العشبية في حديقة وندسور جرايت عام 1965.

&

شعور بانعدام الأمان

ومضت سميث تشير في كتابها الجديد إلى أن تشارلز خضع في بدايات سنواته الدراسية للإشراف من جانب كاترين بيبلز، التي كانت تشعر تجاهه بتعاطف بسبب شعوره الدائم بانعدام الأمان وميله إلى "الانزواء والتراجع" عند صدور أصوات مرتفعة.

ورغم كل الجهود التي قام بها والداه لوضعه في بيئة طبيعية – باستقلاله للحافلة المدرسية ولهوه في ملعب المدرسة والمشاركة في تنظيف أرضيات الفصول – إلا أنه كان يواجه صعوبات في ما يتعلق بالاختلاط مع باقي الصبية من زملاء الدراسة. ورغم تفوقه في القراءة والكتابة، لكنه عادة ما كان يواجه صعوبات في مادة الرياضيات.

نشرت صحف التابلويد عام 1963 عن حادثة "شيري براندي"، حيث فجع تشارلز حين علم بإطلاق النار على صديقه ومعلمه دونالد جرين ( الموضوع حوله دائرة في الصورة المنشورة على اليسار ).

&

يفتقر لطباع والده المرنة

وتابعت سميث في سردها لتلك التفاصيل بالإشارة إلى أن تشارلز كان يفتقر لطباع والده المرنة، كما كان يفتقر إلى القوة الجسمانية التي تجعله موضع احترام الآخرين، حيث كان غير متناسق الهيئة وبطئًا وزائد الوزن أيضاً، ولم تكن لديه ميول لممارسة رياضات الركبي، الكريكت أو كرة القدم. ومع استمرار رغبة الأمير فيليب في تعزيز شخصية تشارلز في الحياة، قرر إرساله وهو في سن الـ 17 عاماً إلى استراليا كي يدرس سنتين في احدى المدارس المتخصصة في قواعد اللغة بملبورن، وهناك بدأ يشعر بالحرية والانطلاق، حيث بدأ يلمس أن الأجواء في استراليا خالية من الأرستقراطية، وبدأ يندمج مع المدرسين وزملائه من الطلبة، الذين كانوا يعاملونه على أنه واحد منهم، وبالفعل استمتع تشارلز بفترة الـ 6 أشهر التي قضاها في استراليا نظراً لأن الحياة هناك كانت مناقضة لكل شيء عاشه من قبل.

واعترف الوالدان، إليزابيث وفيليب، لكاتب سيرة العائلة الملكية، ديرموت مورا، عن أن تجربة تشارلز في مدرسة "جوردونستون" لم تلبِ آمالهما وتطلعاتهما، وأن تشارلز " كان كوتد مربع الشكل داخل حفرة مستديرة"، وهو ما دَوَّنه مورا في كتابه To Be a King الذي صدر عام 1968 عن السنوات الأولى في حياة تشارلز.&

تشارلز يسلّم باليد على معجبين عند شاطئ بوندي في استراليا عام 1966.

&