«إيلاف»&من القاهرة: يزور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، العاصمة الأميركية واشنطن، في زيارة تستغرق عدة أيام، يلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويجري&الرئيسان مباحثات موسعة حول مختلف القضايا، ومنها الحرب على الإرهاب، وتطورات المنطقة، والمساعدات الأميركية لمصر، بالإضافة إلى الملف الإقتصادي.

في أول زيارة لرئيس مصري منذ العام 2010، غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي&القاهرة، اليوم السبت، متوجهاً على رأس وفد رفيع المستوى إلى واشنطن في زيارة للولايات المتحدة تستغرق 5 أيام، يلتقى خلالها مع نظيره الأميركي دونالد ترامب لبحث دعم التعاون وتطورات المنطقة.

ويضم الوفد المصري المرافق للسيسي، كلاً من سامح شكري وزير الخارجية، والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، والمهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، والدكتور عمرو الجارحي وزير المالية، واللواء خالد فوزي رئيس المخابرات العامة، واللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس.

ويجري الرئيسان المصري والأميركي، مباحثات بالبيت الأبيض بعد غد الاثنين لتعزيز العلاقات الثنائية، والتشاور في ما يتعلق بالأوضاع الإقليمية والدولية، كما يتطرق الزعيمان إلى مناقشة الحرب على الإرهاب، بالإضافة إلى ملف النزاع في الشرق الأوسط.

مباحثات بين الرئيسين

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، السفير علاء يوسف، إن الزيارة التي تعتبر الأولى منذ تولي&ترامب مهام منصبه في البيت الأبيض، ستشمل عقد مباحثات بين الرئيسين تتناول عدداً من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية، فضلاً عن الموضوعات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية.

وأضاف المتحدث الرسمي أنه من المقرر أن تشمل الزيارة لقاءات للرئيس مع عدد من الوزراء الأميركيين وممثلين لدوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، فضلاً عن لقاءات متعددة مع أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ورؤساء عدد من اللجان بمجلسي النواب والشيوخ، لعرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية وكيفية التعامل معها، ولبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما يساهم إيجاباً في زيادة التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.&

وأشار إلى أن السيسي سيعقد اجتماعاً مع قيادات غرفة التجارة الأميركية ورؤساء كبرى الشركات الأميركية لبحث فرص الاستثمار في مصر، على ضوء التقدم المحرز على صعيد الإصلاح الاقتصادي في مصر، والإجراءات التي تتبناها لتشجيع الاستثمارات الأجنبية وتنفيذها لعدد من المشروعات القومية.

ومن المقرر أيضاً أن يتضمن برنامج الرئيس السيسي لقاء كل من رئيس البنك الدولي ومديرة صندوق النقد الدولي، لبحث فرص تعزيز التعاون القائم بين مصر والمؤسستين الدوليتين في مختلف المجالات الاقتصادية.

وفي المقابل، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لإعادة إحياء العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن&هناك رغبة لدى واشنطن في زيادة التركيز على التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين لبناء اقتصاد أكثر استقرارًا وإنتاجية في مصر.

ترامب متحمس للقاء السيسي

وقال الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، إن "الرئيس (ترامب) متحمس للترحيب بالرئيس المصري السيسي في البيت الأبيض في الثالث من إبريل، ويريد استغلال زيارة الرئيس السيسي لإعادة تشغيل العلاقة الثنائية والبناء على الاتصال القوي بين الرئيسين، والذي تأسس عندما التقيا &للمرة الاولى بنيويورك في سبتمبر الماضي".

وأضاف : "مصر واحدة من أعمدة الاستقرار التقليدية في الشرق الأوسط وشريكٌ يُعتمد عليه بالنسبة للولايات المتحدة لعقود"، مشيرًا إلى أن "تفاعلات الرئيس ترامب المبدئية مع الرئيس السيسي، وبينها مكالمتهما الهاتفية في 23 يناير الماضي، قد حسّنت بالفعل من العلاقة، ونأمل في أن تواصل زيارة الأسبوع المقبل هذا الزخم الإيجابي".

وذكر البيت الأبيض: "الرئيس ترامب يهدف إلى التأكيد على الالتزام العميق والثابت من جانب الولايات المتحدة نحو أمن واستقرار ورخاء مصر"، لافتًا إلى أن "الرئيس السيسي اتخذ عددًا من الخطوات الجريئة على صعيد قضايا بالغة الحساسية منذ أصبح رئيسًا في 2014؛ فلقد دعا إلى إصلاح وتجديد الخطاب الديني، وبدأ إصلاحات اقتصادية شجاعة وتاريخية، وسعى الى إعادة تأسيس الدور الإقليمي القيادي لمصر".

وأثنى على جهود السيسي ضد الإرهاب، وقال إنه "قاد الحملة المصرية لهزيمة التهديد الإرهابي طويل الأجل في سيناء"، مؤكدًا أن "الولايات المتحدة تريد دعم جهود الرئيس السيسي في كل تلك المجالات، علاقتنا كانت مدفوعة تاريخيًا بالأمن، وهذا سيبقى مكوناً أساسيًا للمشاركة مع مصر، الجيشان الأميركي والمصري بنيا علاقات مقربة، والعديد من ضباط الجيش المصريين تدربوا في منشآت عسكرية أميركية".

كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب "يدعم أيضا طموح السيسي في تطوير منهاج شامل لمحاربة الإرهاب يتضمن جهودًا عسكرية وسياسية واقتصادية بالإضافة إلى جهود اجتماعية"، منوهًا بأن "الرئيس ترامب يريد أيضًا زيادة التركيز على التعاون الاقتصادي والتجاري في علاقاتنا الثنائية".

وشدد البيت الأبيض على أن "بناء اقتصاد (مصري) أكثر استقرارًا وإنتاجية هو خطوة حرجة في التأكيد على الاستقرار طويل المدى في مصر"، وتابع: "ونود الإشارة إلى أن الرئيس السيسي بدأ خطة ضرورية للإصلاح الاقتصادي ستقوي الاقتصاد المصري إذا نُفّذت بشكل كامل".

وحسب بيان البيت&الأبيض، فإنه: "لا شك في أن التحول في الاقتصاد سيكون صعباً، ولكن على المدى الطويل ستكون مصر أقوى إذا تابعت خطتها المحلية للإصلاح، علاقتنا مع مصر قوية وتغطي عددًا من القضايا شديدة الصعوبة، ونحن مدركون تماماً أن لقاء الأسبوع هو فقط بداية عملية طويلة من تحسين هذه العلاقة التاريخية".

واختتم بالقول إن مصر وأميركا "تتحركان في الاتجاه الصحيح، والرئيس ترامب متطلع للغاية لهذه الزيارة".

أميركا من أكبر الشركاء لمصر

وحسب البيانات الرسمية، لوزارة التجارة والصناعة المصرية، فإن أميركا تعتبر من أكبر الشركاء لمصر، بيلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 5 مليارات دولار خلال عام 2016، وارتفعت الصادرات المصرية بنسبة 6% حيث بلغت ملياراً و493 مليون دولار مقابل مليار و405 ملايين&دولار خلال عام 2015، في حين انخفضت قيمة الواردات المصرية إلى الولايات المتحدة بنسبة 26%.

وتحتل مصر المركز الـ49 ضمن قائمة الدول المستوردة من الولايات المتحدة بقيمة بلغت 3 مليارات و506 ملايين&دولار خلال عام 2016 مقابل 4 مليارات و752 مليون دولار خلال عام 2015.

وانخفض العجز في الميزان التجاري بين مصر والولايات المتحدة من 3 مليارات و347 مليون دولار في عام 2015 إلى 2 مليار و13 مليون دولار عام 2016 بنسبة انخفاض بلغت 40%.

وتعد مصر أكبر شريك استثماري للولايات المتحدة الأميركية في القارة الأفريقية، وثاني أكبر شريك في الشرق الأوسط بعد الإمارات العربية في عام 2015، حيث بلغت الاستثمارات الأميركية المباشرة في مصر نحو 33% من إجمالي تلك الاستثمارات في أفريقيا.

وتصنف وزارة التجارة والصناعة المصرية الاستثمارات الأميركية ضمن أكبر 10 استثمارات أجنبية مباشرة في مصر، وتبلغ قيمتها نحو 23.7 مليار دولار، ويصل عدد شركات 1221 شركة في مختلف القطاعات الصناعية والخدمية والإنشائية والتمويلية والزراعية والسياحية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وتعتبر زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة هي الأولى بشكل رسمي منذ توليه منصبه، وجاءت تلبية لدعوة من الرئيس دونالد ترامب، لاسيما أن الزيارات السابقة للولايات المتحدة في إطار مشاركته في فعاليات الأمم المتحدة.

وكان السيسي قد التقى ترامب في سبتمبر الماضي على هامش فعاليات الدورة 71 للأمم المتحدة، عندما كان الأخير مرشحًا للرئاسة الأميركية، واستبق السيسي جميع الرؤساء والزعماء في العالم، وقدم التهنئة لترامب عقب إعلان فوزه رئيسًا لأميركا.

&