بلغراد: يسعى رئيس الوزراء الصربي الكسندر فوتشيتس إلى الفوز من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الأحد في ختام حملة رئاسية نددت فيها المعارضة بميل السلطة إلى الاستبداد.

وأشارت الاستطلاعات الى امكانية فوز القومي المتشدد البالغ 47 عاما الذي انتقل إلى الوسطية والتقارب مع الاتحاد الاوروبي، من الدورة الأولى في مواجهة معارضة مفككة تنافس بـ10 مرشحين، في هذا البلد الواقع في البلقان والبالغ عدد سكانه 7,1 ملايين نسمة.

ويتوقع في حال فوز فوتشيتس ان يستعيد منصب الرئاسة، الفخري حاليا، الأهمية التي كان عليها أثناء حكم سلوبودان ميلوشيفيتش (1989-1997) او الليبرالي بوريس تاديتش (2004-2012)، نظرا إلى سيطرة رئيس الوزراء الراسخة على إدارة البلاد وحزبه "حزب التطور" المهيمن على البرلمان.

معارضة مشرذمة
قال المرشح القومي اليميني المتطرف فويسلاف شيشيلي ان "السلطة يجب الا تتركز بكاملها بين يدي رجل واحد هو الكسندر فوتشيتس" الذي يشغل منصب رئيس الحكومة منذ 2014. ويشاطره الرأي المرشحان المواليان لاوروبا الليبراليان فوك يريميتش وساشا يانكوفيتش.

يسعى هؤلاء إلى دفع فوتشيتش إلى دورة ثانية في 16 ابريل، الا في حال وقع هذا الدور على لوكا ماكسيموفيتش المشاغب الذي ابتكر شخصية وهمية ساخرة تحمل اسم "بيلي" لانتقاد فساد السياسة الصربية.

وتشير استطلاعات الرأي الى حصوله على غرار يريميتش ويانكوفيتش وشيشيلي على عشرة بالمئة من الاصوات، في مؤشر يراه كثيرون انعكاسا لتشرذم المعارضة وانحطاط الحياة العامة في هذا البلد المرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ورغم قلة فرص الفوز في نهاية المطاف، يكمن الرهان بحسب مجموعة البحوث "يوريجا غروب" في تمكن المرشح المؤهل لدورة ثانية ستكون بمثابة استفتاء لصالح فوتشيتس او ضده، من "الحصول على زخم كاف لفرض" نفسه لاحقا كقطب أساسي في المعارضة.

يتهم فوتشيتس بالنزوع الى التسلط، الأمر الذي يجد أصداء لدى الناس على غرار ميخايلو، سائق الأجرة البالغ 59 عاما ولم يعد يريد "أن تبقى السلطة في يدي سياسي واحد".

هيمنة إعلامية
سخر رئيس الوزراء من عجز المعارضة عن التصدي لنفوذه في البلاد متهجما عليها بقسوة، واتهمها "بتلقي ملايين اليوروهات من دول أجنبية".

وقال خلال تجمع انتخابي ان "العشرة الذين يتحدون ضد واحد (...) يريدون وقف تطور بلدنا وإعادته إلى الماضي ليتمكنوا من ملء جيوبهم". ويشير فوتشيتس الى نجاحه الاقتصادي مع ارتفاع النمو مجددا إلى 2,8 بالمئة في 2016، رغم بقاء معدل الاجور في صربيا البالغ 330 يورو، بين الأدنى في أوروبا.

كما انه يستطيع الاعتماد على وسائل الاعلام، ما يثير استياء المعارضة. فقد اشارت دراسة نشرتها صحيفة داناس المستقلة خلال هذا الاسبوع إلى منح القنوات الوطنية 51% من الوقت المخصص للحملة إلى رئيس الوزراء. وهذه النسبة "ترتفع إلى 67% اذا احتسب ظهوره المتلفز بصفته رئيس وزراء".

كذلك نشرت الصحف الوطنية الخميس، اليوم الأخير للحملة، بإجماع شبه تام على صفحاتها الأولى إعلانا مدفوع الثمن يقول "في 2 ابريل امنحوا صوتا حازما لألكسندر فوتشيتس".

اما يانكوفيتش الذي منحه توليه منصب وسيط الجمهورية سابقا احترام الطبقة الوسطى المدنية الليبرالية، فاكد تعرض مواطنين للتخويف لحثهم على التصويت لصالح فوتشيتس.

كما حذرت المعارضة من التزوير الانتخابي خصوصا في صفوف الأقلية الصربية في كوسوفو (120 الف شخص) التي تؤيد شخصياتها الرئيسية الحزب التقدمي الصربي. ودعي حوالى 6,7 ملايين ناخب صربي الى الإدلاء بأصواتهم من الساعة 07,00 (05,00 ت غ) الى 20,00 (18,00 ت غ)، ويتوقع صدور أولى النتائج قبل منتصف الليل.