«إيلاف» من بيروت: تكثر الوفود الغربية إلى لبنان في الفترة الأخيرة، فما الذي يجذبها لزيارته، وما هي المصالح التي تستهدفها الدول الغربيّة من الإهتمام المتنامي بلبنان؟

يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ"إيلاف" أنه من الواضح أن المنطقة تشهد تغييرات جذرية، وهناك حراك هائل دموي ومدمر في المنطقة على مدى الست سنوات الماضية على الأقل وربما أكثر، ولبنان حتى اليوم لا يزال منطقة تبقى الأقل فوضى، وهناك بعض الإستقرار فيه، لكن الأهمية الأساسية للحراك الدولي تعود إلى الأعداد الكبيرة للاجئين السوريين في لبنان، وهم عمليًا مع عدم العناية بهم سيؤدي الأمر إلى تخريب الإستقرار المحلي أولاً، وربما يؤثر أيضًا في ما بعد على الإستقرار العالمي، فالوفود موجودة& للمساعدة أو على الأقل للإستطلاع، ولكن في الوقت عينه لاستكشاف كيف يمكن تأمين بعض الإستقرار أو التوصل لحل يؤدي إلى استمرار الإستقرار في البلد على المستوى السياسي والأمني.

مصالح

عن مصالح الدول الغربية تجاه لبنان، يرى علوش أن مصالح الدول الغربية لا علاقة لها بمصلحة لبنان بقدر ما لها علاقة بمصالحها الشخصية، خصوصًا في ما يتعلق بعدم تهجير أو على الأقل ترحيل الإشكالات الواقعة في لبنان إلى بلدانها الغربية، وبخاصة في ما يتعلق بموضوع اللاجئين إلى الدول الغربية، فتبقى الوفود الغربية إلى لبنان محاولة لحصر المشاكل خارج أراضيها وحدودها.

الاستخبارات الغربية

ولدى سؤاله تحت عنوان المساعدة في محاربة "الإرهاب" تنشط الإستخبارات الغربية في لبنان، هل من عواقب لهذا النشاط برأيك؟ يلفت علوش إلى أن الاستخبارات الغربية ليست بحاجة لضوء أخضر من لبنان أو غيره كي تنشط، وفي الوقت عينه الوجود المادي للمخابرات من خلال شخصيات معينة تزور لبنان، لا يغير الكثير، لأن المخابرات خصوصًا في بلد كلبنان مفتوحة لكافة الإحتمالات، بالإضافة إلى أن المراقبة أصبحت أبعد بكثير مع وجود الأقمار الإصطناعية ووسائل التنصت، وهناك تشابك في المعلومات بين الإستخبارات المتعددة الموجودة في لبنان من محلية وغير محلية، ولكن يبقى الهدف أن الدول الغربية ليست جمعيات خيرية، ومن خلال المساعدة أو عدم المساعدة تسعى دائمًا إلى تحقيق مصالحها.

الجيش اللبناني

كيف تساهم هذه الاستخبارات في دعم الجيش اللبناني؟ يجيب علوش أن الأساس يبقى السؤال هل تعطي هذه الاستخبارات الغربية المعلومات الكافية للجيش اللبناني لتأمين الإستقرار أم لا؟ لأنه في أحيان كثيرة بعض المعلومات لا تنقل بشكل دقيق، من هنا عمليًا الطريقة الوحيدة لأي بلد هي في أن ينمّي قدراته الذاتيّة في الاستخبارات لمسألة الحماية، ورغم أن الأمر أصبح شبه مستحيل في أن ينمي كل بلد قدراته الإستخباراتية الذاتية، من هنا يجب أن يتم التعاون مع المخابرات الأجنبية لكن بحذر لمعرفة ما هي المعلومة الصحيحة التي تؤمنها، وما هي المعلومة غير المفيدة.

عن مساهمة التبادل الإستخباراتي بين لبنان والدول الكبرى في تعزيز أمن لبنان، يؤكد علوش أن الدول الكبرى مخابراتها بخدمة مصالحها الوطنية ومصالحها الإقتصادية والأمنية والسياسية، فطالما أن التعاون مع لبنان يتقاطع مع مصالحها، فلبنان قد يستفيد، غير أنه في بعض الأحيان قد لا تتقاطع المصالح مع لبنان، ففي الكثير من الأحيان لعبت المخابرات الغربية دورًا سيئًا في تاريخ لبنان.

المخيمات الفلسطينية

ماذا عن وضع المخيمات الفلسطينية واهتمام الغرب المتصاعد بها؟ يرى علوش وجود وجوه عدة للاهتمام الغربي بالمخيمات الفلسطينية، وجزء منها لجوء بعض المتطرفين الإسلاميين إلى تلك المخيمات وهم عمليًا قد يشكلون قنبلة موقوتة إلا إذا وضعوا تحت الرقابة الدقيقة، لكن في المقابل هناك ازمة مستمرة تتعلق باللجوء الفلسطيني وحل القضية الفلسطينية، وتبقى أمورًا أيضًا على المديين&المتوسط والطويل وتاريخيًا تشكل أحد&أهم الأسباب للإضطرابات الموجودة في الشرق الأوسط، ولكن أيضًا انطلقت منه إلى العالم بأجمعه، من هنا نتأمل أن يكون الحراك الغربي إلى لبنان يحمل بوادر حل للتخفيف من عبء اللجوء الفلسطيني إلى لبنان، وأيضًا في تخفيف عبء القضية الفلسطينية على الفلسطينيين، الذين هم عمليًا يريدون حلاً عادلاً لقضيتهم.