*الصور نقلا عن صفحة الرئيس السيسي على فايسبوك

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: شهدت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة الأميركية نشاطًا مكثفًا في يومها الثاني، إذ عقد لقاءات مع العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين، ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي، واعضاء غرفة التجارة ومجلس الأعمال المصري الأميركي.

ويواصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية، وشهد اليوم الثاني للزيارة نشاطًا مكثفًا له، واستقبل السيسي اليوم الملك عبد الله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية في مقر إقامته.

ووجه السيسي التهنئة للملك عبد الله، على نجاح القمة العربية الأخيرة التي عقدت فى الاردن، وأعرب عن تطلعه لمتابعة تنفيذ نتائج القمة بما يدعم العمل العربي المشترك.

وأكد السيسي حرص مصر على التنسيق والتشاور مع الاردن بشكل دوري حول مختلف الملفات، سواء في ما يتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين، أو على صعيد المستجدات المتعلقة بالقضايا الاقليمية وما تشهده المنطقة من تطورات متلاحقة.

ومن جانبه، أكد الملك عبد الله الثاني على خصوصية العلاقات المصرية الاردنية، وحرص بلاده على التنسيق والتشاور مع مصر حول جميع القضايا الاقليمية والتحركات التي تتم سعياً للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة. اللقاء شهد تبادلاً للرؤى حول مختلف التطورات على الساحة الاقليمية، وجهود دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، واتفق الجانبان على مواصلة تنسيق المواقف بين البلدين بشكل مكثف.

كما استقبل السيسي في مقر إقامته أيضًا، وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكرى. وتناول اللقاء بحث سبل دعم العلاقات المصرية الأميركية فى كافة المجالات، فضلا عن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك ومن بينها القضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع فى سوريا وليبيا والجهود الدولية المبذولة للتوصل إلى حلول سياسية تؤدى إلى استعادة السلام والاستقرار.

وعقد السيسي اجتماعًا آخر مع مستشار الأمن القومي الأميركي، هيربرت ماكماستر، و تم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين على مختلف المستويات، ولا سيما على الصعيدين الأمني والعسكري، فضلاً عن تعزيز الجهود الدولية والاقليمية التي تُبذل للتصدي لخطر الإرهاب الذي يأتي على رأس التحديات الخطيرة التي يتعرض لها الشرق الأوسط والعالم.

وأكد السيسي خلال اللقاء حرص مصر على تعزيز وتدعيم علاقاتها بالولايات المتحدة كشريك استراتيجي لها، وتطلعه لأن تشهد هذه العلاقات انطلاقة جديدة، خاصةً عقب اللقاء الذي تم أمس بينه والرئيس "ترامب" فى البيت الأبيض وما شهده من مباحثات إيجابية ومثمرة عكست بوضوح الرغبة المشتركة فى تعزيز علاقات التعاون الاستراتيجي بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق جديدة.&

وأشار الرئيس إلى ما يمثله التعاون الأمني والعسكري بين البلدين من ركيزة هامة للعلاقات المصرية الامبركية، مؤكداً أن تطوير هذا التعاون وتدعيمه من شأنه أن يحقق المصالح المشتركة للبلدين ويمكنهما من مواجهة ما يتعرض له الشرق الاوسط من تحديات غير مسبوقة.

ومن جانبه، رحب ماكماستر بزيارة الرئيس الأولي لواشنطن، مؤكداً الأهمية التي توليها الإدارة الأميركية الجديدة لتعزيز العلاقات مع مصر على مختلف الأصعدة، والعمل على تفعيل أطر التعاون بين البلدان.

وأشاد ماكماستر بالجهود الجادة التي تبذلها مصر لمكافحة الارهاب، وحرص السيسي على مواجهة التطرف من خلال التعامل مع الابعاد التنموية والثقافية، إلى جانب التدابير الأمنية والعسكرية، مشيراً إلى أهمية تعزيز التعاون بين الجانبين فى مجال مكافحة الارهاب خلال المرحلة المقبلة.

وأعرب ماكماستر عن تطلعه لتكثيف التنسيق والتشاور مع مصر حول مختلف التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وسبل التوصل لحلول للأزمات القائمة بما يساهم فى استعادة الاستقرار بالمنطقة.

وعقد السيسي لقاءات مع كل من رئيس غرفة التجارة الأميركية، ورئيس مجلس الأعمال المصري الأميركي، ورؤساء 12 من كبري الشركات الأميركية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف، إن السيسي أطلع الاقتصاديين الأميركيين عن قرب على التطورات الاقتصادية في مصر، والتي شهدت تغيرات إيجابية في إطار إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تتخذها الحكومة.

وأضاف أن السيسي أكد أن المباحثات المثمرة التي أجراها مع الرئيس "ترامب" في البيت الأبيض، تعد بمثابة نقطة انطلاق جديدة في إطار العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، ويؤكد ما سيتيحه ذلك من تحقيق المزيد من التعاون والعمل المشترك بين البلدين على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، مشيرًا إلى أهمية دور القطاع الخاص في دعم علاقات التعاون بين البلدين من خلال زيادة الاستثمارات ونقل المعرفة والخبرات وتعزيز التبادل التجاري بما يخدم المصالح المشتركة.

وأعرب السيسي عن تطلعه لزيادة حجم الاستثمارات الأميركية في مصر، والتي وصلت حتي عام 2015 إلى 21.3 مليار دولار بما يُمثل 33% من الاستثمارات الأميركية في أفريقيا.

ومن جانبه، أكد رئيس غرفة التجارة الأميركية أن مصر تعتبر شريكا هاما للولايات المتحدة، بما تتمتع به من تاريخ عريق وثقافة ثرية، ودورها المحوري بالشرق الأوسط. ووصف خطوات الإصلاح الاقتصادي التي تقوم بها الحكومة بـ"الشجاعة"، وأنها وضعت الاقتصاد المصري على الطريق الصحيح.

وأثار الاستقبال الحافل الذي حظي به السيسي من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الكثير من الارتياح على المستويين الشعبي والرسمي في مصر.

وقالت الدكتورة ماجدة نصر، النائب بالبرلمان، إن زيارة الرئيس السيسى إلى الولايات المتحدة لها أهمية كبيرة في هذه المرحلة، مشيرة إلى أنها الزيارة الاولى بعد تولى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئاسة، مما يعكس رغبة ترامب فى معرفة وجهه النظر المصرية في القضايا العربية مثل مكافحة الإرهاب التى تعتبر من أهم التحديات التى تواجه مصر وايضا الولايات المتحدة والعالم كله.

وأضافت لـ"إيلاف" أن هذه الزيارة تعتبر بداية مرحلة جديدة وتجديدا للثقة بين البلدين بعد التدهور فى العلاقات المصرية الأميركية منذ ادارة بوش الابن التى تبنى رؤية وزير الخارجية الاميركية فى الفوضى البناءة ثم ادارة الرئيس اوباما التى مكنت سياسة داعش ومنظمات الارهاب من التوسع فى مطامعهم &وساعدت فى تسليم السلطة فى مصر وبعض البلاد العربية إلى جماعة الاخوان، على حد تعبيرها.

وأشارت إلى أن زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة تتزامن مع تحسين العلاقات مع ألمانيا واستئناف عمل المؤسسات الألمانية في مصر، متوقعة نجاح السيسي فى تناول العديد من الملفات مع الجانب الأميركي مثل ملف القضية الفلسطينية وضرورة اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وايضا الملفات الخاصه بسوريا والعراق وليبيا واليمن.