بيروت: &أعلنت منظمة الصحة العالمية الاربعاء في جنيف ان بعض ضحايا الهجوم الذي يشتبه أنه كيميائي في سوريا الثلاثاء بدت عليهم أعراض فئة من المواد الكيميائية تشمل غازات أعصاب.

واضافت المنظمة الدولية أن الهجوم الذي اوقع 72 قتيلاً من المدنيين الثلاثاء في خان شيخون بمحافظة ادلب (شمال غرب سوريا) اشتمل على ما يبدو على اسلحة كيميائية، مشيرة إلى "مؤشرات تتناسب مع التعرض لمواد عضوية فوسفورية، وهي فئة من المواد الكيميائية تشمل غازات أعصاب سامة".

انتقاد للموقف الاميركي

اعلن مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الاربعاء أن التصريحات الاخيرة للادارة الاميركية حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد "تعطي فسحة للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم".

وصرح عبد البشار حكيم نائب رئيس الائتلاف في مؤتمر صحافي في اسطنبول: "حتى الآن هذه الادارة لم تفعل شيئاً بل بقيت متفرجة وفقط قامت بتصريحات تعطي فسحة للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم".

من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الأربعاء إلى رد فعل دولي على هجوم يشتبه بأنه كيميائي في خان شيخون بشمال غرب سوريا الثلاثاء، يكون "على مستوى جريمة الحرب هذه"، وفق ما أفاد مكتب الرئاسة.

وقال قصر الإليزيه في بيان إن هولاند "عبر مجددًا عن استنكاره لاستخدام اسلحة كيميائية في سوريا، ودعا إلى رد فعل من الأسرة الدولية يكون على مستوى جريمة الحرب هذه"، قبل ساعات من اجتماع لمجلس الأمن الدولي للبحث في الهجوم الذي أوقع 72 مدنيًا.

وندد الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط الأربعاء بـ"جريمة كبرى" ارتكبت بحق المدنيين غداة هجوم بـ"غازات سامة" أودى بحياة 72 شخصًا من بينهم 20 طفلاً في بلدة خان شيخون في شمال غرب سوريا.

وقال أبو الغيط في بيان صادر عن مكتبه إن "استهداف وقتل المدنيين بهذه الوسائل المحرمة يعتبر جريمة كبرى&وعملاً بربريًا، وأن من قام به لن يهرب من العقاب، ويجب أن يلقى جزاءه من قبل المجتمع الدولي طبقًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء أن "جرائم حرب لا تزال" ترتكب في سوريا، واصفًا الهجوم بـ"غازات سامة" الذي وقع في خان شيخون بشمال غرب البلاد بأنه "مروع".

وقال غوتيريش لدى وصوله إلى مؤتمر دولي حول مستقبل سوريا في بروكسل إن "هذه الأحداث المروعة تظهر للأسف أن جرائم حرب لا تزال (ترتكب) في سوريا، وأن القانون الإنساني الدولي ينتهك بشكل متكرر" في هذا البلد.

البابا فرنسيس يندد بـ"مجزرة غير مقبولة"&

ندد البابا فرنسيس الاربعاء في الفاتيكان "بمجزرة غير مقبولة" في سوريا، حيث أوقع هجوم يرجح انه كيميائي 72 قتيلاً، وأثار موجة استنكار واسعة في العالم.

وقال البابا خلال لقاء الاربعاء الاسبوعي "نشهد بذهول الاحداث الاخيرة في سوريا. أستنكر بشدة هذه المجزرة غير المقبولة التي وقعت في محافظة ادلب بالامس، حيث قتل عشرات الاشخاص العزل، وبينهم عدد كبير من الاطفال".

وأضاف امام آلاف المؤمنين في ساحة القديس بطرس، "أصلي للضحايا وعائلاتهم، وادعو كل الذين لديهم مسؤوليات سياسية على المستوى المحلي والدولي الى الاحتكام للضمير لكي تتوقف هذه المأساة".

وتابع "أشجع من جانب آخر جهود هؤلاء الذين يعملون رغم انعدام الامن والظروف الصعبة من اجل ايصال المساعدة لسكان تلك المنطقة".

واعلنت موسكو الأربعاء أن الطيران السوري قصف "مستودعًا إرهابيًا" يحتوي على "مواد سامة"، غداة "قصف بغازات سامة" اودى بحياة 72 شخصًا من بينهم 20 طفلاً في شمال غرب سوريا.

وجاء في بيان صدر عن وزارة الدفاع الروسية أنه "بحسب بيانات العملية للجهاز الروسي لمراقبة المجال الجوي، فإن الطيران السوري قصف مستودعًا ارهابيًا كبيرًا بالقرب من خان شيخون" البلدة التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة إدلب.

وذكر البيان أن المستودع كان يحتوي على "مشغل لصنع القنابل اليدوية بواسطة مواد سامة" من غير أن يوضح ما إذا كان الطيران السوري استهدف المستودع بصورة متعمدة أو عرضية.

وتابعت الوزارة أن "ترسانة الأسلحة الكيميائية" كانت موجهة الى مقاتلين في العراق، مؤكدة أن معلوماتها "موثوقة تمامًا وموضوعية".

وأضافت أن استخدام مثل هذه الأسلحة "من قبل إرهابيين أثبتته مراراً منظمات دولية، وكذلك السلطات الرسمية" في العراق.

ولم توضح وزارة الدفاع الروسية بالتالي إن كان النظام السوري على علم بوجود أسلحة كيميائية، مشيرة إلى مسؤولية "الإرهابيين" باتهامهم بامتلاك أسلحة كيميائية.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الاربعاء أن كل الادلة تشير الى تورط نظام بشار الاسد في "القصف بغازات سامة".

وصرح جونسون عند وصوله للمشاركة في مؤتمر دولي حول مستقبل سوريا في بروكسل، "كل الادلة التي اطلعت عليها توحي بأن ذلك كان نظام الاسد... يستخدم اسلحة غير مشروعة ضد شعبه".

وارتفعت حصيلة القصف بـ"غازات سامة" على شمال غرب سوريا الى 72 قتيلاً، من بينهم 20 طفلاً، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء.

وأوضح المرصد "هناك 17 مواطنة بين الضحايا. وعدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود عشرات المصابين، بالإضافة الى وجود مفقودين". وكانت حصيلة سابقة للمرصد أشارت الى سقوط 58 قتيلاً.

وقضى الضحايا، ومن بينهم أطفال، اختناقًا في غارة جوية الثلاثاء على خان شيخون، التي تسيطر عليها المعارضة وجهاديون في شمال غرب سوريا.

وقال أحد افراد الطاقم الطبي إن عوارض المصابين تضمنت "حدقات دبوسية واختلاجات وخروج اللعاب من الفم وارتفاع في النبض"، وهي شبيهة بعوارض هجوم كيميائي.

وأثار الهجوم استنكارات دولية واسعة، بينما حملت عدة دول النظام السوري المسؤولية.

وعرضت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، مساء الثلاثاء، مشروع قانون يندد بـ"الهجوم الكيميائي المروع" على خان شيخون، ويدعو الى تحقيق كامل وسريع، وذلك عشية اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي.