فيما تبرأت حركة التغيير الكردية المعارضة من وفد كردي بدأ اجتماعات في بغداد اليوم حول استقلال الاقليم ورفع العلم الكردي فوق كركوك فقد دعت الرئاسات العراقية إلى التهدئة والحوار.. بينما طالب الحكيم بإنزال العلم الكردي في كركوك معتبرًا القرار بذلك متسرعا لكن الوفد رفض ذلك.&

إيلاف من لندن: دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم (كردي) إلى الركون إلى الحوار البناء بين الفرقاء السياسيين وأشار خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع وفد كردي يمثل الحزبين الرئيسين إلى مجمل التطورات السياسية والأمنية والجهود المبذولة لتحقيق الانتصار النهائي على الإرهاب والعمل على معالجة المشاكل الاقتصادية والقضايا العالقة في البلاد.

وشدد على ضرورة الركون إلى "الحوار البناء بين الفرقاء السياسيين للوصول إلى تفاهمات مقبولة من شأنها تذليل العقبات أمام المسيرة السياسية والديمقراطية وتساهم في تحقيق الشراكة وضمان الحقوق المشروعة لجميع أطياف الشعب العراقي " كما نقل عنه بيان رئاسي اطلعت على نصه "إيلاف".

ومن جانبه استعرض الوفد هدف زيارته إلى بغداد والمحاور التي سيناقشها مع قادة الأطراف السياسية من اجل ما قال انه "لغرض تدشين مرحلة جديدة على مستوى العلاقات بين الحكومة الفيدرالية وحكومة إقليم كردستان تتّسم بالصراحة والحوار الأخوي المثمر والذي يخدم تطلعات جميع مكونات الشعب العراقي".

وفي وقت سابق اليوم وصل إلى بغداد وفد كردي يضم فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الاقليم ممثلا لرئيس الاقليم مسعود بارزاني وعدنان المفتي عضو المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني وفاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني.

ومن جهته بحث رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مستجدات الاوضاع على الساحة العراقية بشكل عام والعلاقة بين المركز والاقليم وتداعيات قضية كركوك الاخيرة حيث أكد ان الاكراد مكون مهم واصيل من مكونات الشعب العراقي وهو فاعل في كل القضايا العراقية.. مشيرا إلى أنّ اي مشكلة لن تكون عصية على الحوار.. داعيا إلى مواجهة جميع المشاكل بالجلوس معا وايجاد الحلول المناسبة. كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب اعلام البرلمان تسلمت "إيلاف" نسخة منه.

وكان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي دعا امس حكومة كركوك المحلية إلى احترام المواد الدستورية وعدم اتخاذ قرارات فردية. وطالب خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي امس محافظ كركوك ومجلس المحافظة بان يكونوا سباقين في الحفاظ على وحدة المحافظة.

الحكيم يدعو محافظ كركوك لإنزال العلم الكردي

أما رئيس التحالف الوطني الشيعي عمار الحكيم فقد دعا محافظ كركوك إلى انزال العلم الكردي ورفع العلم العراقي واصفا قرار رفع العلم الكردي بالمتسرع.

وأكد الحكيم &خلال اجتماع مع حكومة محافظة ديإلى المحلية (65 كم شمال شرق بغداد) على ضرورة إبعاد مجلس محافظة ديإلى عن المشاكل والخلافات السياسية داعيا إلى تركها لبغداد والتوجه إلى تقديم الخدمات للمواطنين.

وطالب محافظ كركوك نجم الدين كريم إلى إنزال العلم الكردي ورفع العلم العراقي واصفا قرار رفع العلم الكردي بالمتسرع.. مشددا على الحاجة إلى الوئام والتلاحم في الفترة الراهنة. وأشار إلى أنّ مشروع التسوية الوطنية هو المشروع الصحيح الذي أطلقه التحالف الوطني.. منوها بأنّ الواقع الدولي شاطر التحالف بأهمية المشروع لمرحلة ما بعد داعش.&

وفد الاكراد يرفض بشدة

لكن وفد الاكراد إلى بغداد رفض بشدة انزال العلم الكردي من على كركوك وقال عدنان المفتي عضو الوفد المفاوض عضو المكتب السياسي لحزب طالباني إنزال العلم "بأي شكل من الأشكال" مشيراً إلى أن اي قرار من هذا القبيل يجب أن يصدر عن مجلس محافظة كركوك.

وأشار المفتي في تصريح صحافي لوكالة رووداو الكردية "يجب أن نجلس للرد على أسئلتهم وفي المقابل نحن لدينا أسئلة ايضاً وننتظر ردهم. ويجب أخذ المصالح المشتركة في الإعتبار وبالنسبة لنا فإن المصالح العليا لشعب كردستان تأتي في مقدمة الأولويات". وأشار إلى أنّ قرار البرلمان العراقي برفض رفع العلم خاطئ ولكن "هنالك محاولة في البرلمان للعمل على تهدئة الوضع" واوضح ان اجتماعات الوفد في بغداد تهدف إلى تشكيل لجنة بمشاركة جميع الأطراف تكون مسؤولة عن التعامل مع مسألة الاستفتاء أو اي مسالة أخرى تتعلق بهذا الأمر".

التغيير: الوفد الكردي ناقص للشرعية السياسية والدستورية

اعتبرت كتلة التغيير الكردية الوفود الكردية التي تزور بغداد للتفاوض هي وفود حزبية تفتقد للشرعية الدستورية والسياسية ولا تمثل ابناء الاقليم.

وقال رئيس كتلة التغيير في مجلس النواب العراقي النائب كاوه محمد ان الوفد المشترك للحزبين الديمقراطي الكردستاني و الاتحاد الوطني الكردستاني الموجود في بغداد حاليا للتباحث حول ملفي علاقة الاقليم ببغداد واوضاع كركوك ناقص للشرعية السياسية و التفاوضية والتمثيلية وغير مخول بالتحدث باسم شعب اقليم كردستان و فتح ملف المشاكل العالقة بين الاقليم وبغداد او التفاوض بشأن موضوع مصير الاقليم وعلاقته المستقبلية مع الدولة العراقية.

وأوضح انه بحسب القرار رقم (1) لعام (2005) الصادر من برلمان كردستان فان اجراء الاستفتاء و حسم مستقبل الاقليم منوط ببرلمان الاقليم حصرا ونوه بأنّ " هذا الوفد المشترك لايمثل الاقليم و الاحزاب السياسية الكردستانية وانما يمثل الحزبين فقط او بالاحرى النخبة السياسية المتطفلة منذ عام 1991 على العملية السياسية في اقليم كردستان و مصالح مواطني الاقليم".

وأشار إلى أنّ اغلبية قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني يشاطرون الرأي مع حركة التغيير والحزبين الاسلاميين في الاقليم بانه يجب تطبيع الاوضاع وحل المشاكل السياسية والاقتصادية بطرق قانونية و من خلال تفعيل دور البرلمان وليس بعقلية الجبهة الكردستانية عندما كانت هذه القيادات في الجبال حيث لم تكن للاكراد انذاك اي مؤسسات رسمية.&

وصوت مجلس محافظة كركوك في 28 من الشهر الماضي بمقاطعة الاعضاء التركمان والعرب على رفع علم اقليم كردستان بجانب العلم العراقي في المحافظة فيما صوت مجلس النواب السبت على رفض القرار مؤكدا وجوب رفع العلم العراقي فقط في محافظة كركوك.