سان بطرسبورغ: بدأ الملف الشخصي للمنفذ الذي يُشتبه بأنه مرتكب الاعتداء الذي أوقع 14 قتيلا في المترو في سان بطرسبورغ يتضح الأربعاء، في وقت أعلنت الحكومة الروسية اجراءات امنية جديدة لمكافحة الارهاب. 

وقبضت الشرطة في سان بطرسبورغ ستة اشخاص يتحدرون من آسيا الوسطى، بحسب ما اعلنت لجنة التحقيق التي تشتبه في أنهم مسؤولون عن تجنيد ارهابيين. 

واوضحت اللجنة ان هذه الاعتقالات غير مرتبطة "حتى الان" بالشخص الذي يُشتبه في انه مرتكب الاعتداء، ونشرت صورا تظهر الاشخاص الستة الذين اوقفتهم قوات الامن فجرا.

في موسكو، التقى الرئيس فلاديمير بوتين رؤساء أجهزة الاستخبارات في بلدان رابطة الدول المستقلة لبحث مكافحة الارهاب في اجتماع كان مقررا قبل اعتداء سان بطرسبورغ. وقال "كل بلد من بلداننا هو هدف محتمل لاعتداء ارهابي. هناك العديد من التهديدات وهي متنوعة". ووقع رئيس الوزراء ديميتري مدفيديف الأربعاء مرسومًا بشأن تدابير أمنية جديدة "لمكافحة الإرهاب" في المترو وإنشاء "مجموعات استجابة سريعة" تعمل 24 ساعة في اليوم. 

ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، أشارت لجنة التحقيق الى انها تبحث عن صلات محتملة بين المنفذ المشتبه به اكبرجان جليلوف (22 عاما) وتنظيم الدولة الإسلامية. وهي المرة الأولى التي يذكر فيها المحققون تنظيم داعش. 

وأعلنت اللجنة في بيان أنها "شنّت حملة تفتيش في مسكنه" من دون تحديد مكانه، مؤكدة أن كاميرات المراقبة تظهر "خروجه من المنزل حاملا حقيبة إضافة إلى حقيبة ظهر". وقبل "تفعيل قنبلة مصنعة يدويا" بين محطتي سنايا وتكنولوجستكي انستيتوت، وضع الشاب المولود في قيرغيزستان، قنبلة ثانية في محطة أخرى في وسط المدينة، لكن تم إبطالها في الوقت المناسب.

وعادت الحياة إلى طبيعتها في ثاني مدن روسيا، بما في ذلك المترو الذي كان مستخدموه الأربعاء أقل من المعتاد، وواصل سكان المدينة تكريم الضحايا بحسب مراسلي فرانس برس.

دوافع غير واضحة
وقالت الشرطة في منطقة أوخ القيرغيزية، حيث ولد جليلوف، انه وصل في الثالث من مارس الى سان بطرسبورغ. وتسكن عائلته اوخ منذ 2014. ليل الثلاثاء الأربعاء وصل الوالدان الى سان بطرسبورغ، كما قال صحافي من وكالة فرانس برس كان في المطار.

وقال المتحدث باسم الشرطة في منطقة أوخ، زامير صديقوف، لفرانس برس "انهم في حالة مزرية". وأوضح "وصلت عائلة جليلوف عام 2011 للعمل في روسيا. لكنها عادت عام 2014 إلى قرغيزستان، في حين بقي ابنهما أكبر (مختصر لاسمه) في سان بطرسبورغ".

ويحمل جليلوف الجنسية الروسية "كما عائلته" بحسب المتحدث، لكن السلطات الروسية لم تؤكد هذه المعلومات. ولا تزال دوافعه غير واضحة، لكن منطقة أوخ معروفة كونها مصدرًا لمجموعة كبيرة من المقاتلين في صفوف تنظيم داعش في سوريا والعراق.

وقالت جارة جليلوف، ليودميلا "لا يمكنني حتى أن أصف ما شعرت به عندما علمت أنه كان يسكن هنا. هذا صادم، هذا فظيع". واضافت "(...) ماذا لو كان ترك (قنبلة) في شقته؟ هناك الكثير من الاولاد هنا". وأقيم قداس ظهر الاربعاء بالتوقيت المحلي (09,00 ت غ) للضحايا، حضره عدد من اقارب الضحايا، بينهم شقيقة احدى الضحايا ايرينا ميديانتسيفا. وقالت لوكالة فرانس برس وهي تمسح دموعها "لديها بنتان. ما حصل فظيع".

وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أعلن الثلاثاء أن الاعتداء يشكل "تحديًا لجميع الروس، (...)، وضمنهم رئيسنا" بوتين. وروسيا التي تشن في سوريا عملية عسكرية دعمًا لدمشق، لم تواجه وضعا مماثلا منذ تفجير طائرة متجهة من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورغ في 31 أكتوبر 2015 ما أدى إلى مقتل 224 شخصا كانوا على متنها.

منذ هذا الاعتداء الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية، شهدت الجمهوريات الروسية المضطربة في القوقاز اعتداءات، وأعلنت أجهزة الأمن الروسية مرارا تفكيك خلايا جهادية تستعد لضرب موسكو وسان بطرسبورغ.

وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشدة "الإعتداء الارهابي الهمجي والجبان"، في حين أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنظيره الروسي "دعمه الكامل".