هذه خمسة كتب هي عبارة عن طلاسم ورموز وحكايات خيالية، يمتزج فيها السحر والتأليف، حاول العلماء تفسيرها، من دون جدوى.

إيلاف من بيروت: خير الكتب، كما يقال، ما يتعلم منها المرء أمثولة ترسخ في ذهنه، أو معلومة تفيده في حياته اليومية، إلا أن ثمة ما يشذ عن هذه القاعدة. فبعضها كتبه كاتبه بالشيفرة مثلًا، فأتى غامضًا وصل غموضه إلى حد اللغز المحير.&

أوراق ريبلي

بحسب تقرير نشره موقع هافنغتون بوست عربي، من هذه الكتب كتاب The Ripley Scrolls للعالم الإنكليزي جورج ريبلي (1415-1490)، "الذي كان واحدًا من أكثر الكيميائيين شهرةً في إنكلترا في ذلك الوقت، وجذبت كتاباته اهتمام العديد من العلماء، من بينهم عالم الفيزياء والرياضيات إسحق نيوتن».

في هذا الكتاب &صور ورسومات توضيحية تحاول شرح طريقة صنع حجر الفلاسفة، أو ما يسمى إكسير الحياة، أي المادة الخيالية التي تحوّل الرصاص ذهبًا. وبرأي الباحثين، هذا لغز محير فعليًا، يحتاج إلى تعمق. فقدت مخطوطات ريبلي الأصلية، وتولت مجموعة من فناني القرن السادس عشر كتابتها من جديد بخط اليد، ومنها اليوم نحو 23 نسخة، تختلف كل منها عن الأخرى في تفاصيل بسيطة، ويصل طول أكبر مخطوطة إلى 6 أمتار!

بنات فيفيان

الكتاب الثاني هو The Story Of The Vivian Girls الذي ألّفه هنري دارغير، وكان حارسًا وسط مدينة شيكاغو الأميركية بحسب التقرير، محبًا للعزلة، عاش في شقة ضيقة من غرفة واحدة أكثر من 40 عامًا.

بعد وفاة دارغير في عام 1973، اكتشف مالكُ العقار الذي كان يسكن فيه المخطوطة التي تتألف من أكثر من 15 ألف صفحة، عنوانها "قصة بنات فيفيان"، وهو من أكثر الكتب غرابة وتعقيدًا، تحدّث فيها عن عوالم غير واقعية، ومغامرات 7 فتيات، وحروب خيالية بين الدول بسبب عبودية الأطفال، وفيها أكثر من 300 رسمة توضيحية، بعضها بالألوان المائية، وبعضها الآخر صور مُجمَّعة من مجلات وصُّحف، على أوراق ضخمة طول الواحدة أكثر من 3 أمتار.

رموز مجهولة

الكتاب الثالث The Rohonc Codex الذي تم اكتشافه &في المجر في القرن الثامن عشر، وهذا من أكثر الكتب سرِّية وغموضًا في التاريخ، "ويُعتقد أنه كان جزءًا من المكتبة الشخصية لأحد نبلاء المجر، الكونت غوستاف باتياني، الذي كان عضوًا في الوزارة المجرية الدستورية لعام 1848، قبل التبرع بالمكتبة كاملةً إلى الأكاديمية الهنغارية للعلوم أوائل القرن التاسع عشر"، بحسب التقرير.

الكتاب بخط اليد، لغته معقدة وأصله مجهول، وعجز العلماء عن فك شيفرة لغته حتى الآن، ويُقال إنه كُتب في المجر والهند ورومانيا بأبجدية من 40 حرفًا. في صفحاته البالغ عددها 448 صفحة أكثر من 200 رمز و87 رسمة توضيحية عن معارك عسكرية ورموز دينية مرتبطة بالمسيحية والإسلام والهندوسية. غلافه وصفحاته الأولى والأخيرة مفقودة.

لا معنى له

الكتاب الرابع Codex Seraphinianus الذي ألّفه الفنان والمهندس المعماري الإيطالي ليجي سيرافيني بلغة معقدة نحتها بنفسه، وفيه الكثير من الرسومات الخيالية الغامضة عن أشخاص ونباتات وحيوانات وآلات وهندسة معمارية، وتعد محاكاة سريالية فريدة، كما قال التقرير، واستغرق تأليفه &عامين بخط اليد.

هذا الكتاب مؤلف من 360 صفحة، ونُشر في مجلدين في عام 1981، وعلى الرغم من حداثته، عدّه العلماء أغرب موسوعة في العالم إذ أمضوا سنوات يحاولون تفسيره من دون جدوى، على الرغم من توضيح المؤلِّف أن الكتاب لا معنى له وهو من وحي خياله، يحاول استعادة خيال الطفل الصغير بداخله قبل معرفته القراءة والكتابة.

طلاسم وملائكة

الكناب الأخير Soyga المؤلف من 40 ألف رسالة غامضة بلا معنى، رُتبت عشوائيًا، وكان أكبر لغز في الصفحات الـ36 الأخيرة، التي خُصصت كل صفحة فيها لجدولٍ من الحروف. كان هذا الكتاب جزءًا من مكتبة جون دي، عالم الرياضيات الإنكليزي ومستشار الملكة إليزابيث الأولى الذي كان يملك أكبر مكتبة في لندن، والذي أدرك أن هذه الرسائل طلاسم سحرية، إذ كان يؤمن إيماناً راسخًا بالسحر والتنجيم.

وبحسب كتب التاريخ، ذهب جون في رحلة روحية في مارس 1552، بعدما أخبره المَلاك "أوريل" أن الكتاب أُعطي لآدم في الجنة، وأن المَلاك "ميخائيل" وحده هو من يعلم ترجمة الجداول.

يقول تقرير هافينغتون بوست إن الكتاب فقد 500 سنة بعد وفاة جون دي، فيما لم يفسر سبب غيابه، والآن، منه نسختان فقط: واحدة في المكتبة البريطانية، وأخرى في مكتبة بودليان في أكسفورد.​