واشنطن: أكد مسؤول أميركي أن مدمرات تابعة للبحرية الأميركية شرق البحر المتوسط أطلقت 59 صاروخًا موجهًا من طراز توماهوك&على عدد من الأهداف في قاعدة الشعيرات فجر اليوم الجمعة. فلماذا استخدم الجيش الأميركي هذه الصواريخ ولم يعتمد على غارات جوية بصواريخ ذات قوة تدميرية أكبر.

من أهم ميزات هذه الصواريخ هو عدم حاجتها لطيار يتحكم بهدفها، ويمكن إطلاقها من منصة بعيدة بمدى يصل إلى 1000 ميل.

يعود استخدام الجيش الأميركي لهذه الصواريخ منذ حرب الخليج العام 1991، وهي تحمل رؤوساً بزنة 500 كلغ تقريباَ. وكان آخر استخدام لها في شهر أكتوبر الماضي في البحر الأحمر ضد مراكز عسكرية تابعة لقوات الحوثي في اليمن.

وفي العام 2014 استخدمتها أميركا أيضا ضد جماعة خرسان المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي كانت تنوي دخول سوريا من العراق.

بدوره، يقول الخبير&العسكري الأميركي كريس هارمر لصحيفة "واشنطن بوست" إن هذه الصواريح تمنح الأميركيين دعماً إضافياً، لكن الترسانة العسكرية الروسية الموجودة في سوريا حاليُا متطورة ولا ينبغي الاستهانة بها.

صواريخ التوماهوك على كل حال تمتلك إطاراً تفجيرياً ضئيلاً نسبياً مقارنة بصواريخ أخرى، لكن هارمر يؤكد أن هذا الأمر لا يؤثر على نتائجها في ضربة اليوم كون الطائرات "هدفًا ناعمًا" لا يتطلب قوة تدميرية كبيرة، وهو ما يفسر على الأرجح استخدام 59 صاروخًا.

كما تمتلك هذه الصواريخ ذخائر عنقودية يمكن أن تنشطر فوق هدفها لتتسبب في تدمير آليات أكثر وأماكن تخزين وحتى طائرات محلقة، ولكنها لا تنجح مثلاً في تدمير مدارج الطائرات.

ومن المرجح أن قرار استخدام هذه الصواريخ من دوافع سياسية، فأقرب قاعدة جوية يمكن أن تستخدمها أميركا لشن ضربة هي في تركيا "قاعدة انجيرليك الجوية"، وعندها سيتطلب الأمر موافقة من تركيا، أو حتى من قواعدها الأخرى في الدول العربية، الأمر الذي سيثير أزمة دبلوماسية أكبر.

أما حاملة طائراتها "USS George H.W. Bush" فكانت أقرب إلى الخليج العربي، لذا كان قرار استخدام الحاملات قبالة سوريا هو الأسرع، على حد قول هارمر.

وبينما يستيقظ السوريون اليوم على وقع هذا الخبر، يرتقب العالم ظهور الصور الاولى لآثار هذه الضربة الأكبر من نوعها.
&