أعلنت حركة إيتا الانفصالية الإسبانية أنها ستتخلى عن أسلحتها غدا السبت، وذلك في قرار أحادي الجانب، لكنها حذرت من أن أعداءها قد يعرقلون تلك العملية.

جاء ذلك الإعلان في خطاب للحركة حصلت بي بي سي على نسخة منه، ما أكد تقارير سابقة عن خطط الحركة لإلقاء سلاحها.

وقتل مسلحو حركة إيتا أكثر من 800 شخص، وأصابوا آلافا آخرين خلال أربعة عقود من العمل المسلح بهدف استقلال إقليم الباسك عن إسبانيا.

وكانت إيتا قد أعلنت وقفا لإطلاق النار عام 2011، لكنها لم تتخل عن سلاحها.

وترفض الحكومة الإسبانية التفاوض مع الحركة المسلحة.

ويقول خطاب الحركة، الموقع بتاريخ السابع من أبريل/ نيسان الجاري: "بعد التخلي عن كل أسلحتها إلى ممثلي المجتمع المدني لإقليم الباسك، فإن إيتا الآن حركة غير مسلحة".

لكن الحركة حذرت في خطابها من أن "عملية إلقاء السلاح لم تكتمل بعد، ويوم إلقاء السلاح هو غدا السبت".

وأضاف الخطاب: "نحذر من أن عملية إلقاء السلاح لا تزال عرضة للاستهداف من جانب أعداء السلام. الضمان الحقيقي الوحيد لنجاح العملية هو آلاف الأشخاص الذين سيحتشدون غدا في مدينة بايون (جنوب غربي فرنسا) لتأييد عملية إلقاء السلاح".

وخلال السنوات الأخيرة، وضعت الشرطة الفرنسية والإسبانية حركة إيتا تحت ضغط قوي، وألقت القبض على مئات المسلحين، بمن فيهم شخصيات قيادية، وصادرت كميات كبيرة من أسلحة الحركة.

ومن المتوقع أن تكون مدينة بايون، وهي تقع في منطقة الباسك الفرنسية، محور عملية التخلي عن السلاح السبت.

وتتوقع وسائل الإعلام الإسبانية أن حركة إيتا لم يعد لديها الكثير من الأسلحة، بعد العديد من العمليات الأمنية الناجحة ضدها.

وقالت صحيفة لوموند الفرنسية الشهر الماضي إن منظمة Bizi بيزي البيئية، والمؤيدة لاستقلال إقليم الباسك، أعطيت المسؤولية عن عملية إلقاء السلاح، وذلك نقلا عن ناشط بالمنظمة.

وقال وزير الداخلية الإسباني، خوان إغناثيو ثويدو، إن حركة إيتا لن تحصل على أي شيء مقابل تخليها عن السلاح.

وعلق الوزير الإسباني على تقرير صحيفة لوموند قائلا: "ما يجب على إيتا فعله هو أن تحل نفسها وتختفي".

خطاب حركة إيتا
BBC
صورة من خطاب حركة إيتا الذي حصلت بي بي سي على نسخة منه

وأسست حركة إيتا قبل نحو خمسين عاما، في عهد الديكتاتور الإسباني الراحل فرانثيسكو فرانكو، ونفذت أول عملية قتل معروفة لها عام 1968، حينما استهدفت قائد الشرطة السرية، ميليتون مانزاناس، الذي قتل بإطلاق الرصاص عليه في مدينة سان سيباستيان بإقليم الباسك الإسباني.

وفي عام 2014، قالت لجنة تحقق دولية تضم مفتشين دوليين إن إيتا وضعت جانبا بعض أسلحتها، لكن الحكومة الإسبانية نفت ذلك ووصفت الخطوة بـ"المسرحية".

وتقول صحيفة الباييس الإسبانية إن اللحظة المهمة، إذا مضت إيتا في عملية نزع سلاحها، ستكون عندما تخبر لجنة التحقق الدولية فرنسا بمواقع مخازن أسلحة إيتا.

ويقود لجنة التحقق الدولية رام مانيكالينغام.

وتقول حكومة إقليم الباسك، التي تتمتع بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي بموجب القانون الإسباني، إن هذه المواقع ستبقى سرية.

ونقلت صحيفة الباييس عن مصادر بحكومة الباسك قولها إنهم يفضلون أن تحل حركة إيتا نفسها رسميا، بدلا من الانتظار حتى تتفكك تدريجيا.

وترى تلك المصادر أن حل الحركة رسميا سيسهل إقناع الحكومة الإسبانية، بنقل مسلحي الحركة المسجونين إلى سجون قريبة من عائلاتهم في إقليم الباسك، كما قد يسهم أيضا في تسهيل ظروف سجنهم.