أعلن متحدث باسم الشرطة السويدية أن الرجل الذي أوقف السبت هو سائق الشاحنة التي دهست حشدًا قبل يوم في ستوكهولم، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص. هذا في وقت لا يزال سكان العاصمة تحت وقع صدمة وخوف جراء ما حدث أمس.

إيلاف - متابعة: قال لارس بايستروم المتحدث باسم الشرطة السويدية "نعتقد ان الرجل الموقوف هو منفذ" الاعتداء. وكانت الشرطة اعلنت في وقت سابق ان الموقوف "تتطابق اوصافه" مع صورة نشرت لمشتبه فيه يرتدي سترة خضراء.

وتابع بايستروم ان الموقوف "يمكن ان يكون الشخص نفسه في الصورة". وأوردت صحيفة افتنبلادت ان الرجل في الصورة من اصل اوزبكي في الـ39 ومؤيد لتنظيم داعش. واذا تأكد ان الاعتداء ارهابي فسيكون الاول من نوعه في تاريخ السويد.

وقع الاعتداء بعيد الساعة 03:00 (13:00 ت غ) عندما صدمت شاحنة مسروقة حشدًا عند تقاطع شارع دروتنينغاتان للمارة مع متجر آلينس المزدحم.

الصدمة مستمرة
لا تزال العاصة تحت تأثير الصدمة بعد انتقال حوادث الإرهاب إليها، يقول ريكارد غوفين الذي شهد مصدومًا وقائع الهجوم في الشاحنة في ستوكهولم الجمعة: "كان امرا رهيبا. انتشرت الجثث في كل مكان".

اغلقت المطاعم والحانات ودور السينما في وسط المدينة ابوابها بعد ظهر الجمعة في العاصمة التي احترم سكانها اوامر السلطات بالبقاء في بيوتهم بعد الهجوم.

كان ذلك قبل ان تعلن النيابة العامة السويدية اعتقال رجل يشتبه في ارتكابه "جريمة ذات طابع إرهابي". وذكرت الشرطة السويدية الجمعة انها اوقفت رجلا "تتطابق صفاته" مع صورة نشرت للمشتبه فيه. وقالت الشرطة السبت انه سائق الشاحنة.

وكانت الشاحنة الثقيلة اندفعت قبيل الساعة 15:00 (13:00 ت غ) باتجاه المارة في الشارع التجاري الاكثر ازدحامًا في ستوكهولم دروتنينغاتان. وقد انهت مسيرها عند تقاطع شارع كلارابيرغسغاتان الرئيس في وسط المدينة بصدمه واجهة محل الينز سيتي الكبير.

دم وفوضى
في هذا الوقت، يغادر السويديون مكاتبهم لعطلة نهاية الأسبوع. وفي الواقع كان الشارع مزدحمًا بالمارة عندما ظهرت الشاحنة. وتفيد آخر حصيلة للشرطة ان الهجوم اوقع اربعة قتلى و15 جريحا، بينهم عدد كبير من الاطفال. وتحدث شهود عيان عن مجزرة وجثث ممزقة وانهار من الدم، وسط حالة من الفوضى لم يكن من الممكن تصورها في مدينة تعد من اكثر العواصم الاوروبية امانا.

وقال ريكارد لوكالة فرانس برس "ظهرت شاحنة كبيرة (...) صدمت كل شيء، وسارت على كل شيء". واضاف "كان امرا رهيبا فعلا.

وكان ماركو، وهو شاهد آخر، في مقهى غير بعيد مع صديقته. وقال لصحيفة "افتنبلادت" ان سائق الشاحنة "صدم أولًا امرأة، ثم دهس اشخاصًا آخرين".

عالقون في السينما
اوضح حسن سيدي من جهته انه رأى امرأتين مسنتين ممدتين ارضًا. وقال ان احداهما كانت تنزف، مشيرًا الى ان "واحدة توفيت (...) ولا اعرف ما اذا كانت الثانية نجت. رجال الشرطة كانوا مصدومين الجميع كانوا مصدومين".

عندما صدم واجهة المحل التجاري، انبعثت سحابة من الدخان الابيض وسط ركام وزجاج مكسور. وتدخل رجال الانقاذ بسرعة بينما طوقت الشرطة الحي بعدما تحدثت شائعات عن انفجارات ما اثار مخاوف من هجمات اخرى. وكانت المروحيات تحلق فوق الاسطح وصفارات الاسعاف تسمع بينما تتجول شاحنات الشرطة في الشوارع لتدعو بمكبرات الصوت السكان الى العودة الى بيوتهم.

لكن قطارات الانفاق وقطارات الضواحي توقفت عن العمل بعد الهجوم، وغادر آلاف الاشخاص المذعورين وسط المدينة مشيا على الاقدام. وفي دور السينما، بقي المتفرجون عالقين لساعات.

وقالت الفرنسية السويدية لوفيزا لفرانس برس في اتصال من هاتفها النقال ان "الفيلم قطع فجأة. قالوا لنا ان هناك اعتداء، وانه علينا ان نبقى في الداخل. مضت ست ساعات، وما زلنا في السينما لا نستطيع الخروج".

قبل ستوكهولم، استهدفت هجمات بشاحنات مدن نيس وبرلين ولندن. وقد حذرت اجهزة الامن السويدية من امكانية هجوم من هذا النوع في السويد، لكن لا احد كان يتوقع ذلك فعليًا. وقال الموظف هافال (30 عاما) "لم اتصور ان امرا كهذا سيحدث في السويد".&