حذرت صحف عربية عديدة من تداعيات الغارة الأمريكية الأخيرة التي استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا والتي راح ضحيتها 6 أشخاص على الأقل.

وأكدت واشنطن إطلاق 59 صاروخًا من طراز توماهوك على قاعدة جوية قرب حمص في 7نيسان/أبريل ردًا على هجوم يُعتقد أنه كيمياوي استهدف بلدة خاضعة للمعارضة في محافظة إدلب.

"تصعيد خطير"

تساءل ماهر أبو طير في جريدة الدستور الأردنية "ماذا بعد الضربة الأمريكية"؟

وتوقع الكاتب تطورات "سلبية جداً، عسكرياً وسياسياً، داخل سوريا، وفي جوارها العربي، تحت مظلة صراع روسي أمريكي، وهذه التطورات سوف تمتد الى إيران وحزب الله".

وفي سياق متصل، رأت جريدة النهار اللبنانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "غير قواعد الحرب في سوريا".

وكتب راجح الخوري في الجريدة ذاتها يقول إن "صواريخ ترامب تحمل رسائل نارية كثيرة"، وإن " الأضرار السياسية للعملية ستكون عميقة وفادحة في روسيا... تغيرت قواعد اللعبة كلها ولا معنى لحديث موسكو عن تغيُّر في قواعد الاشتباك فوق سوريا".

وعلى نفس المنوال وتحت عنوان "تصعيد خطير... إلى أين؟"، تساءلت صحيفة القدس الفلسطينية في افتتاحيتها: "هل نقف على أعتاب العد التنازلي لتحويل سوريا الى قطر عربي آخر تدمر مقدراته وتقسم أراضيه ويشتت شعبه لتتحول الى دولة أخرى مصيرها الصراع اللامتناهي والفوضى المتواصلة كما حدث في العراق وليبيا أو ربما أسوأ من ذلك؟!"

وتساءلت القدس: "أين هي الجامعة العربية وأين هو النظام الرسمي العربي من حقيقة ما يجري على الأراضي السورية من تدخلات قوى دولية وإقليمية، ومن المشاريع التي تقف وراء مثل هذه التدخلات"؟

وفي صحيفة الشروق المصرية أدان عماد الدين حسين الضربة الأمريكية واصفاً إياها بالـ "عدوان السافر وليس انتصاراً للعدالة كما زعم ترامب". وأضاف حسين: "المؤسف في الأمر أن الهوى والاستقطاب وانعدام الوعي جعل الكثير من العرب يؤيدون القصف الأمريكي، وكأنه انتصار للعدالة فعلاً، وينسون أن 'الحداية لا تلقي بالكتاكيت'!!. الدولة التي غزت العراق عام ٢٠١٣ لتحقيق الديمقراطية كما زعمت، ما زلنا ندفع ثمن إجرامها حتى هذه اللحظة بل ربما كان هذا الغزو هو البداية الفعلية لتفتيت المنطقة بالشكل الذى نعيشه الآن، مستغلا بطش واستبداد الحكام في غالبية المنطقة العربية".

وتبنى مجدي سرحان رأياً مشابهاً في صحيفة الوفد المصرية قائلاً: "تقف سوريا وشعبها الشقيق على أعتاب اكتمال سيناريو التقسيم.. في تكرار واضح لسيناريو إسقاط العراق.. بنفس الحجج الواهية".

وبالمثل، أدان أحمد حمادة في صحيفة الثورة السورية ما وصفه بـ "العدوان الأمريكي السافر" وأضاف أنه "لا يمكن إخراجه عن سياق العدوان الأمريكي والغربي المستمر على سوريا منذ ست سنوات ونيف تحت ذرائع واهية كما هي ذريعة واشنطن اليوم التي استندت على اتهام لم يبدأ حتى التحقيق الدولي حوله".

"خطوة شجاعة"

من ناحية أخرى، رحبت الصحف الخليجية بالغارة الأمريكية.

كتب جميل الذيابي في صحيفة عكاظ السعودية تحت عنوان "ترامب يزأر": المخالب الأمريكية تعود للمنطقة.. والدب الروسي يدرس حلوله مع القتلة، ولكنه يعرف أن 'نزهة أوباما ولت' وصرامة ترامب حضرت".

أما افتتاحية جريدة الراية القطرية فأشارت إلى أن "إعلان دول خليجية وعربية وإسلامية وغربية تأييدها للضربة إنما يشكّل رسالة بأهمية اتخاذ موقف واضح من نظام الأسد وتطوير المواقف المؤيدة لهذه الضربة إلى موقف جماعي للإطاحة بالنظام باعتبار أن في ذلك حماية للشعب السوري".

وامتدح فيصل الشيخ في مقاله بجريدة الرأي البحرينية ترامب واصفاً إياه بأنه "رجل 'أفعال'، يفعل ما يصرح به، ورد فعله العسكري تجاه ما فعله هذا المجرم [بشار الأسد] بشعبه الأعزل، خطوة شجاعة وجريئة".