آراس: يتوقع أن يشارك حوالى عشرين ألف شخص، معظمهم من الكنديين، بعد ظهر الأحد في "نصب كندا الوطني" في إحياء الذكرى المئوية الأولى لمعركة فيمي (شمال فرنسا) خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918).

سيحضر هذه المراسم، التي تشكل أحد أهم محاور ذكرى مرور مئة عام على الحرب العالمية الأولى، رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وولي العهد البريطاني الأمير تشارلز ونجلاه دوق كامبريدج وليام والأمير هاري ورئيسة الوزراء الإسكتلندية نيكولا ستورجن، إلى جانب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء برنار كازنوف.

كان هذا الهجوم الذي شكل بداية معركة آراس البريطانية (09 إبريل-16 مايو 1917) حدثًا أساسيًا للأمة الكندية الفتية التي كانت قد استقلت قبل خمسين عامًا. فقد كانت المرة الأولى التي تقود فيها أربع كتائب كندية، أي حوالى ثمانين ألف جندي دمجوا في الجيش البريطاني، الهجوم، مما أكسب كندا وضعًا مهمًا على الساحة الدولية.

سيدشن ترودو وهولاند أولًا نصبًا في ساحة أبطال آراس يحمل اسم "شقائق النعمان للسلام"، تكريمًا لذكرى القتلى والجرحى في معركة آراس، أي نحو مئة ألف رجل سقطوا في صفوف البريطانيين، ومثلهم في صفوف الألمان.

بعد ذلك، سيحضران بعد الظهر مراسم في "نصب كندا الوطني"، وهي أرض تبلغ مساحتها مئة هكتار قدمتها إلى أميركا الشمالية في 1922 فرنسا تعبيرًا عن امتنانها. ويتوقع مشاركة بين 18 وعشرين ألف شخص في هذه المراسم، التي ستشمل عروضًا مسرحية وموسيقية وكلمات.

في ربيع 1917، خطط الحلفاء الغارقون في مأزق حرب الخنادق لهجوم جديد واسع. وقد قرروا أن يشن البريطانيون هجمات لإشغال الألمان في الشمال حول آراس اعتبارًا من التاسع من إبريل. وبعد أسبوع يهاجم الفرنسيون الخطوط الألمانية في جنوب الجبهة.

ولأشهر، جرى الإعداد للهجوم البريطاني، الذي يعتمد شبكة واسعة من الأنفاق التي حفرها نحو 400 نيوزيلندي تحت آراس، حيث اختبأ الجنود من أجل الإبقاء على عامل المباغتة.

وعلى الرغم من سقوط أكثر من 3600 قتيل و7100 جريح في صفوفهم، تمكن الكنديون في ثلاثة أيام فقط من السيطرة على هذا الموقع، الذي يقع على ارتفاع 145 مترًا، ويشكل نقطة دفاعية مهمة للألمان. وكانت محاولات سابقة لاستعادته أدت إلى مقتل أكثر من مئة ألف جندي فرنسي.

وقال ترودو إن "انتصار فيمي ما كان ليتم بدون الجهود المتفق عليها بين كندا وحلفائها". وأضاف "من الطبيعي جدًا أن نقف بعد مئة عام إلى جانب حلفائنا للتفكير في هذا الانتصار، والتأكيد على هذه المرحلة المهمة، وتجديد روابط الصداقة بيننا".