بيروت: ارتفعت حصيلة القتلى جراء المعارك المستمرة منذ 48 ساعة بين مجموعات فلسطينية على خلفية اعتراض مجموعة متشددة على تطبيق خطة امنية للفصائل في مخيم للاجئين في لبنان الى خمسة قتلى الاحد، وفق ما اعلنت مصادر طبية.

ويشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان معارك مستمرة منذ مساء الجمعة بين قوة امنية تضم مئة عنصر من الفصائل الفلسطينية الرئيسية في المخيم ومجموعة اسلامية متشددة، على خلفية اعتراض الاخيرة على تنفيذ القوة المشتركة خطة انتشار امني في احياء المخيم.

واحصت مصادر طبية لوكالة فرانس برس الاحد ارتفاع الحصيلة منذ مساء الجمعة الى خمسة قتلى هم مدنيان وعنصران من القوة الامنية ومقاتل متشدد واكثر من ثلاثين جريحا، معظمهم من المدنيين.

واشارت الى ان اربعة جرحى على الاقل في "حالات خطرة ويخضعون لعلاج دقيق في مستشفيات المدينة". وافادت حصيلة سابقة السبت بمقتل شخصين.

واتهمت الفصائل الفلسطينية مجموعة متشددة مرتبطة بالمدعو بلال بدر بالمبادرة مساء الجمعة الى اطلاق النار على القوة المشتركة المخولة الاشراف على امن المخيم وملاحقة المطلوبين.

وتوجد مجموعات عسكرية متعددة المرجعيات داخل المخيم الذي يعد اكثر المخيمات كثافة سكانية في لبنان ويعرف عنه ايواؤه مجموعات جهادية وخارجين عن القانون.

وامهل امين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان فتحي ابو العردات في مؤتمر صحافي بعد اجتماع قيادات الفصائل الاحد، افراد المجموعة المتشددة ست ساعات تنتهي مساء لتسليم انفسهم وسلاحهم الى القوة الامنية.

واكد عزم القوة الامنية "الانتشار.. في كافة ارجاء المخيم دون استثناء"، مشددا على "حقها بالدخول الى كافة ارجاء المخيم حتى تتمكن من معالجة اي حدث يخل بالامن".

وتصاعدت حدة الاشتباكات صباحاً في المخيم الذي اتخذ الجيش اللبناني الموجود على مداخله تدابير امنية مشددة، مستقدماً تعزيزات اضافية خشية من تفاقم الوضع الميداني، قبل ان تتراجع حدة المعارك ظهراً.

ولا تدخل القوى الامنية اللبنانية المخيمات بموجب اتفاق غير معلن بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وتمارس الفصائل الفلسطينية نوعا من الامن الذاتي داخل المخيمات. 

وشاهد مراسل فرانس برس الموجود على اطراف المخيم سحبا من الدخان الاسود تتصاعد من الاحياء التي تتركز فيها الاشتباكات. ونقل عن شهود عيان احتراق اكثر من عشرة منازل جراء القصف الذي تستخدم فيه الاسلحة الرشاشة والمتوسطة والقذائف الصاروخية.

وغالبا ما يشهد المخيم عمليات اغتيال وتصفية حسابات بين مجموعات متنافسة على السلطة او لخلافات سياسية او غير ذلك، بالاضافة الى مواجهات مسلحة بين الفصائل.

ويعيش في مخيم عين الحلوة اكثر من 54 الف لاجئ فلسطيني مسجل لدى الامم المتحدة، من اصل 450 الفا في لبنان، انضم اليهم خلال الاعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من اعمال العنف في سوريا.