مقديشو: نجا قائد الجيش الصومالي المعين حديثا من اعتداء بسيارة مفخخة أوقع عشرة قتلى الأحد بينهم سبعة مدنيين في مقديشو، في رد من حركة الشباب على خطاب الرئيس الصومالي الأخير الذي اتسم بالشدة تجاهها.

واستهدف انتحاري يقود سيارة مفخخة ظهر الأحد الموكب المرافق لمحمد احمد جمال (اكرر محمد احمد جمال) قائد الجيش الجديد الذي عينه الرئيس محمد عبد الله محمد الخميس.

وبعيد الاعتداء الذي وقع على مقربة من وزارة الدفاع في العاصمة الصومالية، أعلنت حركة الشباب الإسلامية مسؤوليتها عنه في بيان نشر على الموقع الإلكتروني لإذاعة "الأندلس" التابعة لها، مقرة بأن "المعلومات الأولية تفيد بأن قائد الجيش نجا بفارق ضئيل".

وشاهد مصور فيديو لوكالة فرانس برس في الموقع خمس جثث لأربعة مدنيين وجندي، وأشلاء بشرية مبعثرة قرب مكان الانفجار.

وقامت قوات الأمن بعد ذلك بتطويق المنطقة وإغلاقها بالكامل.

وأكد مسؤول أمني صومالي هو علي عبد الرحمن أن محمد احمد جمال نجا من الهجوم مع قادة كبار آخرين في الجيش كانوا في الموكب.

لكنه أضاف أن "حافلة تقل مدنيين كانت تعبر من هناك عند وقوع الانفجار، وهناك ضحايا، لكنني لا أعرف العدد".

وقال أحد الشهود عبد القادر معلم "رأيت خمسة جنود يتم نقلهم إلى مؤخر شاحنة بيك آب، وبدا بعضهم قتلى".

وقال شاهد آخر هو عبد الرحمن عيسى أن "الحافلة الصغيرة (التي كانت تنقل مدنيين) دمرت بالكامل وكان هناك جثث عدة في الداخل لكنني لم أتمكن من تعدادها لأنها كانت مشوهة جدا ومتفحمة جراء الانفجار".

- "علينا مهاجمتهم" -

ويبدو هذا الهجوم الموجه ضد القائد الجديد للجيش الصومالي بمثابة رد من حركة الشباب التي بايعت تنظيم القاعدة، على الخطاب الشديد اللهجة الذي ألقاه الرئيس محمد عبد الله محمد هذا الأسبوع بمناسبة سلسلة من التعيينات على رأس الجيش والشرطة وأجهزة الاستخبارات.

وقال الرئيس الذين انتخب في 8 شباط/فبراير ويواجه تحدي الوضع الأمني في هذه الدولة، "نعلن حالة الحرب في البلاد، وندعو الشعب الى دعم الجيش الوطني للمساعدة في محاربة الإرهابيين".

وأعلن "لن ننتظر أن يفجّر العناصر المتطرفون شعبنا، علينا مهاجمتهم وتحرير المناطق التي يتمركزون فيها". 

ووجه نداء أيضا إلى مقاتلي الشباب جاء فيه "إننا نأسف لهؤلاء الأطفال الذي تم خداعهم ونعرض عليهم مهلة ستين يوما لتسليم أنفسهم، أو تحمل العواقب".

وتخوض حركة الشباب نزاعا يهدف إلى الحاق الهزيمة بالحكومة المركزية التي تلقى دعما من المجتمع الدولي ومن 22 ألف عنصر من بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال (اميصوم)، وتوعدت في منتصف شباط/فبراير بشن حرب "بلا هوادة" ضد الرئيس الجديد.

في آب/أغسطس 2011، تم طرد مقاتلي حركة الشباب من مقديشو بعد أن واجهوا القوة النارية لقوات الاتحاد الإفريقي المنتشرة منذ العام 2007، وفقدوا بعد ذلك معظم معاقلهم، لكنهم لا يزالون يسيطرون على مناطق ريفية شاسعة يشنون انطلاقاً منها حرب عصابات وتفجيرات انتحارية.